سيول، موسكو، واشنطن، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعلنت سيول امس، ان القوات الكورية الجنوبية والأميركية رفعت درجة تأهبها إلى أعلى مستوى منذ العام 2006، بعد اعلان بيونغيانغ انها لم تعد ملزمة باتفاق الهدنة المعمول به بين الكوريتين منذ العام 1953، فيما عارضت موسكو استخدام «لغة العقوبات» مع كوريا الشمالية. تزامن رفع مستوى التأهب في كوريا الجنوبية، مع اعلان صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية أن «خطة الغزو الشمالية التي اعدتها الولاياتالمتحدة والنظام الدمية في كوريا الجنوبية، تخطى مستوى الإنذار». وأضافت ان «أي احتكاك عرضي بسيط قد يؤدي الى حرب نووية». وكانت بيونغيانغ حذرت من ان تفتيش سفنها او مصادرتها سيؤدي الى «رد عسكري قوي وفوري»، بعد انضمام سيول الى «المبادرة الأمنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل» التي اطلقتها الولاياتالمتحدة عام 2003 وانضمت اليها 90 دولة. وتجيز هذه المبادرة تفتيش السفن التي يشتبه بنقلها مواد نووية وأسلحة دمار شامل. وكوريا الشمالية أحد اكبر مصدري الصواريخ. لكن ناطقاً باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اتهم بيونغيانغ ب»تحريف» قرار سيول الانضمام الى المبادرة. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية ان «قيادة القوات الأميركية - الكورية الجنوبية المشتركة رفعت مستوى التأهب درجة واحدة الى المستوى الثاني»، وذلك على جدول من خمسة مستويات. ويتمركز 28500 جندي اميركي في كوريا الجنوبية، و50 الفاً في اليابان. وهي المرة الرابعة منذ العام 1982 التي يُرفع فيها مستوى التأهب الى الدرجة الثانية. واتُخذ هذا الإجراء للمرة الأخيرة عام 2006، بعد اول تجربة نووية كورية شمالية. وأضافت الوزارة ان «مراقبة كوريا الشمالية ستعزز، وسيتم تعبئة مزيد من الطائرات والرجال». في واشنطن، اكد مسؤول عسكري اميركي عدم وجود اي مؤشر إلى استئناف كوريا الشمالية اعادة معالجة قضبان الوقود النووي في مفاعل يونغبيون، كما أفادت صحيفة «تشوسون ايلبو» الكورية الجنوبية اول من امس. وفي موسكو، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نيسترينكو: «ليس لدينا ما يدعو لمعارضة القرار الجديد المتعلق بكوريا الشمالية في مجلس الأمن». وأضاف: «لسنا في حاجة الى استخدام لغة العقوبات. نحتاج الى ان نظهر ضبط النفس والتحلي بالصبر لإجراء مشاورات حول كل المسائل التي تثير قلق الأطراف التي تتعامل مع هذه المشكلة». وزاد: «نأمل بألا تستغل دول اخرى التحركات الأخيرة لكوريا الشمالية، مبرراً لتعزيز قدراتها العسكرية، وألا يتحول الأمر الى سباق تسلح جديد في المنطقة». وجاءت تصريحات المسؤول الروسي، بعد تأكيد ديبلوماسي غربي ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن واليابان وكوريا الجنوبية، اتفقت على تشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. وقال إن من الخطوات المحتملة، فرض حظر على استيراد وتصدير كل الأسلحة، وتجميد الأرصدة وفرض حظر على سفر مسؤولي كوريا الشمالية، وإدراج مزيد من الشركات الكورية الشمالية في اللائحة السوداء للأمم المتحدة. وتتحفظ الصين على اقتراح بتفتيش الشحنات الآتية الى كوريا الشمالية والخارجة منها.