الناصرة - "الحياة" - ظهرت مخاوف في الأوساط الرسمية الاسرائيلية من ملاحقات قضائية دولية بسبب الارتفاع الحاد في الآونة الأخيرة في عدد عمليات الإعدام الميداني التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ووحدات "المستعربين" ضد النشطاء الفلسطينيين. وأقر مسؤول عسكري اسرائيلي بعدم إمكان وقف عمليات المقاومة الفلسطينية بالوسائل العسكرية وحدها. فيما حاول رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون التلاعب بالألفاظ والزعم انه لم يتفق مع وزير دفاعه شاؤول موفاز على تكثيف عمليات "التصفية الموضعية" ضد الكوادر الفلسطينية انما دعاه الى تكثيف الضغط على المنظمات الفلسطينية بهدف احباط ما يصفه ب"النشاطات الارهابية"، أبلغ موفاز زملاءه الوزراء خلال جلسة الحكومة أمس ان قوات الاحتلال ستقوم بمزيد من العمليات العسكرية والاعتقالات في المناطق الفلسطينية المحتلة لتقليص "المحاولات الفلسطينية لتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية". من جهته حذر المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين من الانعكاسات الدولية، في الناحية القضائية، لعمليات التصفية ناصحاً رئيس حكومته بأن تكون بمثابة "الخيار الأخير" بعد أن تفشل محاولات القاء القبض على "المطلوبين" لاحباط عمليات عدائية. الى ذلك، قال موفاز انه يستبعد أن تؤدي المفاوضات الجارية في القاهرة بين التنظيمات الفلسطينية عن اتفاق بينها لوقف الهجمات المسلحة ضد أهداف اسرائيلية زاعماً ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس معنيان باستمرارها في المناطق المحتلة عام 1967. وكان موفاز تباهى، خلال جولة ميدانية في مستوطنة "عوتنئيل" التي تعرضت لهجوم مسلح مساء الجمعة بما وصفه انجازات جيش الاحتلال خلال الشهرين الأخيرين في احباط محاولات عدة لتنفيذ عمليات واعتقال اكثر من 1200 فلسطيني معترفاً في الوقت نفسه انه "على رغم هذه الانجازات التي لم يسبق لها مثيل لا يمكننا التعهد بعدم وقوع عمليات أخرى على غرار عملية عوتنيل". وكانت الاذاعة العبرية نقلت عن مسؤول عسكري كبير قوله ان "دحر الارهاب" غير ممكن عبر القوة العسكرية فحسب على رغم تكثيف النشاطات العملياتية للجيش مضيفاً أن سورية ولبنان وايران تقدم دعماً مالياً ومعنوياً ل"حركة الجهاد الاسلامي" على وجه خاص وأن الوسيلة الوحيدة المتاحة الآن أمام المنظمات الفلسطينية لمقاومة الاحتلال تتمثل بتنفيذ عمليات استشهادية وهجمات على المستوطنات. من جهة أخرى، عاود موفاز تكرار مزاعم شارون بأن لدى اسرائيل معلومات تؤكد ان العراق قام بنقل وسائل حربية الى سورية "لكننا لم نعرف بعد ماهيتها". وفي الشأن السياسي أفادت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان اسرائيل تلقت، أواخر الاسبوع، المسودة المعدلة ل"خريطة الطريق" الاميركية حول حل النزاع في الشرق الأوسط وأن طاقماً من المختصين في وزارة الدفاع شرع في تدوين الملاحظات على المسودة الجديدة لتسليمها للولايات المتحدة بعد الانتخابات التشريعية الوشيكة. ونقلت عن شارون قوله انه "يمكن التعايش مع الخريطة" بصيغتها المعدلة بعدما تبين له ان الولاياتالمتحدة أخذت لدى صوغها الخريطة من جديد، للمرة الثالثة، الملاحظات الاسرائيلية على المسودتين السابقتين. وتبدي اسرائيل ارتياحاً لحقيقة تشدد المسودة الحالية مع الفلسطينيين وتشديدها على قيام دولة فلسطينية فقط بعد بروز قيادة جديدة "تلتزم التسامح والديموقراطية ولا يشينها الارهاب".