لندن - "الحياة" - أكدت مصادر فلسطينية ان القاهرة تجري لقاءات منفصلة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة تمهيدا لعقد اجتماع شامل. الا ان آفاق نجاح هذا الحوار في التوصل الى اتفاق، بدت غير واضحة في ضوء التصعيد العسكري الاسرائيلي الاخير من جهة، وتباين حسابات الفصائل المشاركة. ومن المقرر ان يشارك في الجلسة المقبلة ممثلون عن حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" وحزبي "الشعب" و"فدا"، بالاضافة الى حركة "فتح"، كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل سيمثل حركته في الحوارات المقبله، في حين كانت "فتح" اعلنت ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن سيترأس وفد الحركة في هذه المحادثات. وتضاربت الانباء في شأن موعد استئناف جلسات الحوار، ففيما اعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان القاهرة تخطط لعقد اجتماع شامل لكل الفصائل في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، نفى احد قادة "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ان يكون قد تم تحديد موعد للجولة الثانية من الحوار "حتى الان". وقال ل"الحياة" ان هدف "حماس" من الحوار هو السعي الى تعزيز الوحدة الوطنية تحت شعار استمرار المقاومة، نافيا بشكل قاطع ان تكون الحركة على استعداد لوقف عملياتها العسكرية ضد الاسرائيليين. واوضح ان الاتصالات التي وردت على لسان مشعل بين الحركة ومسؤولين اميركيين، جرت قبل عامين وانها توقفت "بعد ان تبين ان اميركا تريد ان تملي ولا تريد ان تسمع، وتقدم اسئلة وتطالب بأجوبة... وهذا غير مقبول لنا"، مشيداً بالدور الذي تقوم به القاهرة في هذا الشأن. وفي رده على تصريحات شعث في شأن تفاصيل المشروع المطروح على مائدة الحوار والذي يشمل وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين واسرائيل على مرحلتين، قال الرنتيسي: "قد تكون هذه أهداف الوزير شعث او فتح ان كان يتحدث باسمها، لكن اهداف حماس هي استمرار المقاومة والقضاء على الفساد، وآلية اقامة وحدة وطنية فلسطينية على هذه الاسس ونحن سنستمر في تعزيز الحوار على هذه الاسس". وقال امين سر المرجعية العليا لحركة "فتح" في الضفة الغربية حسين الشيخ ان "هناك من يريد ان يسقط جدول اعماله على الحوار الوطني الجاري بهدف وقف الانتفاضة"، موضحا ل"الحياة" انه اذا ما تم ذلك فلن يكتب النجاح لهذا الحوار. وقال: "للاسف لا يوجد جدول اعمال محدد وواضح لهذا الحوار، بل جدول اعمال مفتوح، وهذا ما يعيق حصول تقدم حقيقي". وتابع: "يعلم الجميع ان الحكومة الاسرائيلية اتخذت قراراً استراتيجياً بمواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني، والشعارات التي يطلقها البعض في شأن الالتفاف على السياسة الاسرائيلية بوقف المقاومة ليست سوى تعبير عن موقف انهزامي لان اسرائيل لن توقف حربها علينا حتى لو اوقفنا المقاومة بشكل كلي". وكانت مصادر مطلعة اكدت ل"الحياة" ان واشنطن أبلغت القاهرة انه في حال توصل الفصائل والحركات الفلسطينية الى اتفاق يشمل وقفاً تاماً للعمليات العسكرية ضد اسرائيل، فإن الاخيرة ستضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.