لندن - رويترز - أعطى تعديل كبير في سياسة فرض منطقتي حظر الطيران والعقوبات الاقتصادية على العراق ميزة تكتيكية كبيرة للولايات المتحدة وبريطانيا حين تنشب الحرب. وعلى عكس ما حدث في حرب الخليج عام 1991 ستبدأ القوات المتحالفة الآن اي هجوم وهي تسيطر على سماء العراق، ومصبات ممراته المائية التي تقود الى عمق اراضيه. وتقول واشنطنولندن رسمياً ان عمليتيهما الراهنتين في العراق: الحملة الجوية لحماية منطقتي حظر الطيران والحملة البحرية لضمان تنفيذ العقوبات الاقتصادية لم تشهدا تغييراً منذ بدئهما قبل 12 عاماً. لكن السياسات الجديدة التي طرأت على العمليتين وتكثيف النشاطات العسكرية للسفن الحربية في الاسابيع القليلة الماضية ستساعد القوات المتحالفة على شن حملة جوية اسرع تتبعها بغزو من البحر. واشار مصدر من وزارة الدفاع البريطانية مطلع الاسبوع الى ان هذا هو المخطط المحتمل في الحرب التي تزداد احتمالاتها خلال الشهرين المقبلين. فالطائرات الاميركية والبريطانية التي تنفذ حظر الطيران في شمال العراقوجنوبه زادت هجماتها بقذائف اكبر. وابلغ الطيارون على حاملة الطائرات الاميركية ابراهام لينكولن وكالة "رويترز" انهم حصلوا على قائمة "اوضح" بالاهداف ليقصفوا المخابئ الدائمة للقيادة والتحكم فضلاً عن الدفاعات الجوية المتحركة. ويقولون انهم عادة ما يستغلون طلعاتهم للتدرب على قصف اهداف اخرى. وقال الكابتن كيه. سي البرت قائد الجناح الجوي على حاملة الطائرات الشهر الماضي "انها ميزة حقيقية ان تتمكن من التحليق فوق الارض نفسها التي ستحارب عليها". والتغييرات في العمليات البحرية لضمان تنفيذ العقوبات لا يعلن عنها كثيراً لكنها واقع. على مدى سنوات طويلة لم تكن الجهود الدولية لضمان تنفيذ العقوبات تحقق نجاحات تذكر في وقف الصادرات غير المشروعة من العراق. كانت السفن الغربية تنتظر تسلل المهربين الى المياه الدولية. لكن في مرحلة معينة خلال العام الماضي أمر الحلفاء الغربيون سفنهم بدخول المياه الاقليمية العراقية، والآن يقولون انهم نجحوا في وقف هذه التجارة التي ازدهرت من قبل. ودخلت سفينة حربية محملة بالصواريخ الموجهة المياه العراقية الاسبوع الماضي عندما كان فريق من "رويترز" على متنها. وعادة ما ينفّذ فريق من القوات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الملكية البريطانية عمليات باستخدام زوارق تصل بهم حتى مصب خور عبدالله وهو واحد من مصبين رئيسيين يقودان الى جنوبالعراق. واكد قائد فرقاطة اميركية ان قوات خاصة تابعة للاسطول الاميركي تنفّذ عمليات مماثلة. وزيادة كثافة العمليات الجوية والبحرية من شأنها اعطاء ميزة تكتيكية مبكرة في الحرب. في عام 1991 احتاجت قوات متحالفة تقودها الولاياتالمتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت لاسبوعين من القصف الجوي قبل ان تعلن التفوق الجوي اي القدرة على القصف من دون خوف من الدفاعات الجوية العراقية. والآن ستحظى واشنطن بالتفوق الجوي قبل ان تبدأ ما يمكنها من شن هجمات اكبر من الخارج والاسراع ببدء الحرب البرية. والسيطرة المبكرة على الممرات المائية العراقية الحيوية تجنب القوات مخاطر الالغام اذا قررت الولاياتالمتحدة شن هجوم من البحر كخطوة اولى. وفي 1991 عندما حشدت القوات المتحالفة اكبر قوة انزال برمائية منذ الحرب الكورية أُصيبت سفيتان اميركيتان بالألغام في يوم واحد. لكن هذه المرة قد يفضل المخططون هجوماً من البحر للحد من المشكلات الديبلوماسية المتعلقة بنشر قوات كبيرة في دول لم توافق بعد على ان تكون قواعد انطلاق لغزو العراق وحماية القوات من اي هجوم بأسلحة كيماوية او بيولوجية. وهناك ايضاً اكثر من 12 الف جندي اميركي في تأهب في الكويت التي تقع على الحدود مع العراق حيث يجرون تدريبات. والكويت حليف مهم للولايات المتحدة وتعتبر قاعدة انطلاق كبيرة.