أجبرت المجاعة التي تضرب اقاليم عدة في اثيوبيا، آلافاً من طلاب المدارس على ترك مدارسهم بحثاً عن الطعام، خصوصاً في شرق البلاد وتحديداً في الاقليم الصومالي اوغادين سابقاً. وفي موازاة ذلك اعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة منح اثيوبيا 12.6 مليون دولار لمكافحة الجفاف، فيما تعهدت الاطراف الدولية المانحة للمساعدات منح 3.6 بليون دولار للتنمية في البلاد. وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ومسؤولون في منظمات اغاثة دولية حذّروا مطلع الشهر من "مجاعة كبرى" متوقعة في البلاد، واشاروا الى 15 مليون اثيوبي مهددين بالموت جوعاً بسبب نقص الاغذية والجفاف الذي تتعرض له مناطقهم للسنة الثالثة على التوالي. واشار مسؤولون وعمال اغاثة الى ان الاقليم الصومالي في شرق البلاد والذي تقطنه غالبية تتحدر من اصول صومالية، من بين اكثر المناطق المتضررة من الجفاف والمجاعة. وذكر حاكم الاقليم بشير جوهاد امام مسؤولين عن دائرة التربية والتعليم في مدينة جقجقا العاصمة السابقة للاقليم، ان اكثر من ثلاثة آلاف طالب في مراحل الدراسة الابتدائية تركوا مقاعد مدارسهم ورحلوا بحثاً عن الطعام، او يتنقلون مع عائلاتهم الى حيث توجد تجمعات تتلقى مواد غذائية من منظمات اغاثة دولية. الى ذلك، اوضح مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في اديس ابابا انه قرر اعتماد 12.6 مليون دولار في شكل مواد غذائية لاثيوبيا لفترة اربع سنوات بدءاً من عام 2003. وقال المدير الاعلامي في مكتب برنامج الغذاء العالمي وجدي عثمان في تصريح ل"الحياة" ان مزيداً من الدعم سيقدم لاثيوبيا التي ستصبح في أمسّ الحاجة الى الاغاثة في العام 2003، وستواجه اكبر كارثة مجاعية قد تكون شهدتها من قبل اذا لم تتلقى المساعدات اللازمة في اقرب فرصة ممكنة. وستوزع المساعدات في المناطق الاكثر تضرراً من الجفاف في مختلف انحاء البلاد. من جهة اخرى أ ف ب تعهدت الاطراف الدولية المانحة في منتصف الشهر الجاري بمنح اثيوبيا مساعدات للتنمية بقيمة 6،3 بليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة كما علم امس لدى عدد من الاطراف المانحة في اديس ابابا. وتأتي هذه المساعدات المالية من ثلاثين بلداً معظمها اوروبية ومن الولاياتالمتحدة وكندا واليابان وغيرها من التي اجتمعت اخيراً في العاصمة الاثيوبية. واعلن ممثل البنك الدولي في اديس ابابا اسحق ديوان ان اثيوبيا "باتت اليوم على الطريق الصحيح ... ولكن ما زال ينبغي انجاز الكثير لتحسين وتنفيذ استراتيجيات الحكومة". ويتلقى هذا البلد الفقير الواقع في القرن الافريقي سنوياً معدل بليون دولار من المساعدات الدولية. وخصصت مساعدات الاطراف المانحة لاثيوبيا خلال السنوات الثلاث المقبلة والتي منحت في شكل قروض او هبات، لتمويل مشاريع في قطاعات التنمية الريفية والصحة والتعليم وتعزيز الكفاءات. وفي الاطار نفسه، قالت وزيرة الدولة لوزارة المالية والتنمية الاقتصادية الاثيوبية مولو قطلا ان اثيوبيا تعتبر المستفيدة الرئيسية من المساعدات الانمائية للاتحاد الاوروبي من بين الدول الافريقية والكاريبية ودول المحيط الهادي. واوضحت "ان اثيوبيا حصلت منذ عام 1967 على 2.5 بليون يورو من برنامج المساعدات الخارجية للاتحاد الاوروبي للاستفادة منها في المشاريع الانمائية".