قرأت مقالاً يلوم صاحبه مقدم "من يربح المليون" على استضافته الفنان الشعبي شعبان عبدالرحيم، لأنه ليس فناناً، بل دخيلاً على الفن، ولأنه أمي، و"عفوي غبي" واتهم المذيع القرداحي بأنه خاطبه ب"يا استاذ!". لا أريد ان اتهم احداً، ولا أظن أن هذا المقال من المقالات "المدفوعة"، مثل المقالات التي تشكك في صحة "بروتوكولات حكماء صهيون". إنهم ثمرة الليبراليين الذين رفعوا أنفسهم فوق شعوبهم وحكامهم واحتقروا المقاومة والاستشهاديين. 1 الكاتب المثقف استخدم أقسى عبارات الاهانة لتحقير الفنان الشعبي الأكثر شهرة. إن فن "المونولوجيست" هو من ألوان الفن الجميل والمطلوب في الشرق والغرب. وهو يهدف الى ممارسة النقد الاجتماعي والى التعبير عن مشاعر أبناء الشعب في شكل كوميدي مسلٍ ومضحك. 2 احتقر الكاتب الفنان الشعبي احتقاراً جرّد هذا الأخير من كل حقوقه الانسانية والقانونية. أما جريمة هذا الانسان العفوي الطيب فهي كونه أمياً. لماذا لا يفكر دعاة الديموقراطية الذين يزاودون على الشعب في زيارة المناطق التي زارها التلفزيون، حيث يعيش الناس في أكواخ من التنك، ويقتاتون من بقايا النفايات؟ فلو ولد كاتب المقال في مناطق كهذه لعرف ان الأميين والفقراء بشر يجاهدون بشرف من أجل لقمة العيش. فقد كان شكوكو نجاراً أمياً، وكان الجيزاوي عامل بناء. وفينوس العصر، آفا غاردنر، كان زوجها، وكذلك الصحافة يسمونها "الحيوان الجميل". إن شعبان استاذ الأمة العربية، فهو يعرف الشجاعة والارادة والحرية، ويعبر عن ضمير الشعب والأمة العربية الاسلامية عندما يقول: "أنا أكره اسرائيل". إن هذا الفنان قال ما عجز عن قوله الأدباء والحكام وأثبت ترفعه عن الخوف. الحمرا بيروت - رضية إحسان الله