رفضت الحكومة السودانية اي وساطة مع اريتريا، فيما رحّبت بتقرير فريق خبراء، غالبيته من الاميركيين، اكد حصول غارة جوية حكومية ادت الى مقتل 12مدنياً في جنوب السودان ونفق قطعان من الماشية. وفي موازاة ذلك، اعلنت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق افتتاح "مؤتمر جنوب النيل الازرق" على غرار مؤتمر جبال النوبة، وذلك لاشراك سكان تلك المنطقة في المفاوضات التي تجريها "الحركة" مع الحكومة. رحبت الحكومة السودانية بتقرير فريق حماية المدنيين المتعدد الجنسيات الذي يقوده الجنرال الاميركي هيربرت لويد الذي وصف مقتل 12 مواطناً ونفق عدد من المواشي في جنوب البلاد بأنه كان "خطأ" واكدت حرصها على عدم استهداف المدنيين. وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس ان حكومته ترحب بالتقرير ولا تزال تدرسه، مؤكداً ان الخرطوم حريصة على حماية المدنيين وملتزمة الاتفاق الذي وقعته مع "الحركة الشعبية لتحرير السوادن" في آذار مارس الماضي. لا وساطة مع اريتريا وجدد الوزير اسماعيل في مؤتمره الصحافي امس، رفض الحكومة السودانية اي وساطة مع اريتريا، واشترط حصول تغييرات جوهرية في السياسة الاريترية تجاه بلاده. وقال: "لم نطلب وساطة مع احد وعلاقتنا مع اسمرا وصلت الى درجة الصفر"، مشيراً الى انه لم تجر اي اتصالات بين البلدين منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي. واعلن تأجيل الاجتماع الذي يضم وزراء خارجية السودان واليمن واثيوبيا والذي كان مقرراً عقده في الخرطوم منتصف الشهر الجاري الى منتصف كانون الثاني يناير المقبل بسبب ترتيبات خاصة بالدول المعنية. حوار مع قرنق في واشنطن الى ذلك، توجه الى واشنطن امس وفد حكومي لاجراء حوار غير مباشر مع "الحركة الشعبية" يبدأ غداً بدعوة من الادارة الاميركية. وقال سفير السودان لدى واشنطن الخضر هارون ان الحوار سيناقش اقتسام السلطة والثروة لتقريب وجهات نظر الطرفين وانجاح جولة المحادثات المقبلة. وذكر ان خبراء من مؤسسات دولية سيطرحون تجارب بعض الدول في معالجة المسألتين. من جهة اخرى، يتوجه الى باريس اليوم مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين لاجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين لدعم مساعي السلام في البلاد وتعزيز العلاقات الثنائية. وكانت فرنسا ابدت اهتماماً بقضية الحرب في السودان وكلفت احد ديبلوماسييها متابعة الملف واوفدت مبعوثاً الى الخرطوم الاسبوع الماضي. وعاد صلاح الدين ليل اول من امس من كمبالا بعد اجراء محادثات مع الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني. مؤتمر "النيل الازرق" وفي جنوب السودان، افتتحت "الحركة الشعبية" مؤتمر جنوب النيل الازرق على غرار مؤتمر جبال النوبة تمهيداً لكسب تأييد سكان تلك المناطق لضمهم الى قرنق خلال الفترة الانتقالية فيما منعت السلطات السودانية وفود المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة حضور المؤتمر. وذكر الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" في اتصال هاتفي من نيروبي ان "المؤتمر الاستشاري الذي يستمر ثلاثة ايام افتتح امس في منطقة ديم منصور جنوب مدينة الكرمك". وحضر الجلسة الافتتاحية المبعوث البريطاني للسلام في السودان آلان غولتي ومبعوث وزارة الخارجية النروجية الدكتور شل ومبعوث وزارة الخارجية الايطالية ل"السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد دومينيكو باولينو اضافة الى ممثل من منظمات المجتمع المدني. ويحضر المؤتمر 371 مندوباً، ويغيب 31 آخرون من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة بعدما منعتهم السلطات السودانية. وشارك الامين العام ل"الحركة الشعبية" جيمس وانيقا ومسؤول منطقة "النيل الازرق" القائد مالك حقار في الجلسة الافتتاحية واكد حقار ان "قضية جنوب النيل الازرق ليست في تبعيتها للجنوب او الشمال، بل في المقام الاول تعتبر جزءاً من الحركة الشعبية، وجزءاً لا يتجزأ من الاتفاق الذي ستتوصل اليه الحركة". واشار الى "ان معالجة القضية تقتضي معالجة الجذور التي أدت الى حمل السلاح قبل الحديث عن تبعيتها الجغرافية". وقال عرمان "ان المؤتمر يأتي تتويجاً للمؤتمر الذي عقد في جبال النوبة والمشاورات التي تمت في منطقة ابيي". مؤكداً "ان الحركة بذلك استعدت لدخول الجولة المقبلة من مفاوضات السلام مع الخرطوم بسند جماهيري ومؤسسي ووحدة بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني كافة في المناطق الثلاث".