رداً على الأخ د. كمال أحمد عبدالباقي الذي كتب في هذه الصفحة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر بعنوان "حرب لا حجة فيها"، أقول إن ما يؤلم أكثر أن نرى انفسنا نردد كالببغاء ما يقوله الاعلام الغربي، وتلك الابواق الناعقة في إعلامنا والتي ما هي إلا صدى لها. فهؤلاء الذين سميتهم "حفنة صغيرة من المتطرفين"، نحن نعرف جيداً من هم، ومن اين انطلقوا. ثم انني استغرب كثيراً قولك: "الهيئات المختصة في العالم الاسلامي" كما سميتها. واذا اردنا الدقة في التعبير، فهم الاحرص على الأمة في مثل هذه الظروف، وألمك وأسفك على عدم تحركهم ضد هؤلاء، بل وعدم تثبيطهم لهم، فهل نتوقع من علمائنا ان ينعتوهم بالمتطرفين والارهابيين، وان ينظموا حملة ضدهم، او ضد ما يسمى بالارهاب. فهذا هو المستحيل بعينه. فهؤلاء الذين سميتهم بالمتطرفين، واتهمتهم بالمتاجرة بالدين، وتمرير اهداف اخرى لهم باسم الاسلام، ليسوا من يتهم بذلك. فنحن، ومعنا علماؤنا، نعلم انهم محبون للدين، مخلصون للأمة، وانهم ينطلقون من مبادئ وثوابت معروفة يؤمنون بها. وحججهم في الحرب واضحة لا تحتاج الى ادلة. ومن المعضلات، يا اخ كمال، توضيح الواضحات. ولنكن صادقين، فهم لم يزعموا ابداً "انهم وحدهم يفقهون"، كما ذكرت. فاتصالهم حتى مع العلماء المخالفين لهم غير مقطوع. لكننا مللنا من الاقاويل التي تحاول جاهدة اقناعنا بأن هؤلاء اناس افكارهم شاذة ودموية ومتطرفة ويحاولون فرضها بالقوة، وانهم بؤر سرطانية خطرة يجب استئصالها، وهم سبب كل البلايا التي وقعت وتقع علينا. فمن الاجدر بنا ألا نجعل هؤلاء شماعة نعلق عليها كل المصائب التي تحل علينا. الدمام - سارة خالد