شهدت المدة الاخيرة عدداً من الجرائم المروعة التي وقع ضحيتها المئات من الابرياء، ووقف من ورائها حفنة صغيرة من المتطرفين الذين يدعون انهم يقومون بهذه الاعمال، باسم الاسلام، وهم من الاسلام براء، براءة الذئب من دم يوسف. ومن أشد ما يؤلم ويحز في النفس ان الهيئات المختصة في العالم الاسلامي، وهي يفترض فيها الحرص على تطبيق التعاليم الصحيحة ونشر المبادئ الصحيحة، هذه الجهات، مجتمعة، لم تفعل ولو النذر اليسير من الواجب الملقى على عاتقها في درء الاخطار، وفي تثبيط المتطرفين الذين يحسبون انهم وحدهم يفقهون. هؤلاء المتطرفون ينادون، ليل نهار، بضرورة ضرب المصالح الاقتصادية العالمية، ويدعون الى حرب لا حجة لهم فيها ولا دليل. اننا مدعوون الى نبذ هذه الظواهر التي تطفلت على الاسلام في غفلة من الزمن، وشوهت صورته، وحولت حياة ملايين المسلمين في الغرب الى جحيم لا يطاق، وألصقت بكل مسلم في كل مكان، وبغير وجه حق، صفة الارهابي. ان استئصال ظاهرة التطرف مهمة ليست بالسهلة. وعلينا ان نبدأ بها مع اولادنا، منذ نعومة اظافرهم. فرجال العلم والتربية، في مدارسنا، يجب ان يكونوا النبراس في محاربة ظاهرة التطرف والعنف ويوضحوا للجيل الجديد مخاطر هاتين الظاهرتين. قال تعالى في كتابه العزيز، في سورة النساء، لا تَغْلُوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق - صدق الله العظيم -. د. كمال أحمد عبدالباقي دكتوراه في التاريخ الاسلامي من شتوتغارت