لندن - "الحياة" - شدد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على ان شؤون حقوق الانسان في البحرين تحظى بكل اهتمام رسمياً وشعبياً، لافتاً الى ان ذلك "لم يتحقق بين ليلة وضحاها، بل قام على تجارب ونضالات كثيرة احتضنتها حضارة البحرين العريقة، وعبر تاريخها الطويل آخذة في الاعتبار مختلف الافكار والمعتقدات المختلفة في نموذج نادر" في ظل ما شهده البلد من "تسامح روحي وفكري وتراث ثقافي غزير". وأشار الشيخ حمد في كلمة له امس لمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين للاعلان العالمي لحقوق الانسان الى ان "هذا الاعلان الذي اتفقت عليه كل شعوب الارض يجسد المبادئ الرئيسية لحفظ حقوق الانسان ودعمها في كل مكان وفي مختلف المجالات، ليكون الطريق المشترك لكل الشعوب والأمم لتوطيد هذه الحقوق والاعتراف بها، والدفاع عنها من دون أي تفرقة او ظلم او تمييز". واكد ان "ابناء البحرين، وفي ظل الاصلاح السياسي والاجتماعي الذي تشهده مملكة البحرين، يمارسون حقوقهم الاساسية بكل حرية وكرامة، وجميعهم سواسية امام القانون في مناخ صحي من الحوار البناء والعطاء المتواصل، يجازى فيها العامل الجاد بالتقدير والحياة الافضل، فيما لدى طالب الحق القضاء العادل القائم على العدل والحق، والمتهم بريء حتى تثبت ادانته بالحق والقانون". وزاد ان ذلك "ورد وبوضوح تام في دستور مملكة البحرين وميثاق العمل الوطني، بما يؤكد العزم التام والنية الصادقة في الحفاظ على صون تلك الحقوق والدفاع عنها، بإتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في بناء الوطن وصوغ مستقبله ووضع الادوات القانونية اللازمة من اجل تحقيق ما نصبو اليه". واعرب عن اقتناعه بأن "المنظمات والجمعيات البحرينية الاهلية ستعي دورها الاساسي في مساعدة كل من يعنيهم الامر في تحقيق كل الاهداف السامية لمستقبل افضل للبحرين وجميع افراد شعبها". وذكّر بأن البحرين اصبحت "طرفاً فاعلاً في العديد من المعاهدات والاتفاقات المهتمة في مجال حقوق الانسان واهمها اتفاق القضاء على كل اشكال التمييز العنصري، واتفاق مكافحة جريمة الابادة الجماعية واتفاق مناهضة التعذيب، واتفاق حقوق الطفل واتفاق القضاء على كل اشكال التمييز ضد المرأة، وغيرها من الاتفاقات المعنية". ونبه الى ان اعلان حقوق الانسان "سيبقى الحجر الاساس للنظام الدولي لحماية حقوق الانسان، اذ كان مصدر وحي لأكثر من ستين اتفاقاً واعلاناً تتعلق بتلك الحقوق في كل جوانبها، واهمها مناهضة التعذيب والتفرقة العنصرية ومكافحة ومحاربة الاسترقاق والاستعباد، وحماية حقوق الطفل". وتطرق ملك البحرين الى "معاناة الانسان الفلسطيني الشقيق". مذكّراً "الامم والشعوب الحرة" بما يعانيه الفلسطينيون من "ارهاب وقهر واذلال وحرمان من ابسط الحقوق الاساسية". ودعا المجتمع الدولي الى العمل "من دون ازدواجية في المعايير لارجاع تلك الحقوق المستباحة، واعطاء الانسان الفلسطيني حقه المشروع في العيش بكرامة وامان وسلام اسوة ببقية اخوانه البشر". وفي ما يتعلق بظاهرة الارهاب، دعا الشيخ حمد بن عيسى الى "عدم التفريط بالحقوق الاساسية للانسان في اي اجراءات تتخذ لمكافحة الارهاب البغيض" و"الا نسمح للشر وعدم التسامح بالسيطرة على عقل اي طرف، على رغم ما نعانيه جميعاً اليوم في هذا العالم من ارهاب يستهدف الابرياء في كل مكان". واعرب عن القلق من "ظاهرة استهدف الاسلام والمسلمين بما يتعارض مع اهم مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل الاديان والشرائع السماوية، خصوصاً ديننا الاسلامي الحنيف".