طرحت الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن امس مشروع قرار معدلاً يعطي العراق "فرصة أخيرة"، وطلبت التصويت عليه غداً في أقصى تقدير، وسط توقعات اميركية بحصوله على تأييد الغالبية في المجلس، بما في ذلك فرنسا والصين، مع احتمال امتناع روسيا عن الاقتراع. وفيما اعتبر مسؤول اميركي ان هذا المشروع هو الطريق الوحيد "لتفادي الحرب"، تحدث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن "يوم مهم جداً"، وكشف مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان موافقة بلاده مشروطة بموافقة الدول ال14 الأخرى في مجلس الأمن. راجع ص2 و3 وشكل مشروع القرار المعدل فرصة لامتحان العراق "للمرة الأخيرة"، بحسب تعبير مسؤول اميركي اكد ل"الحياة" ان بإمكان رئيس لجنة التفتيش هانس بليكس ان يرسل "فريقاً استكشافياً" الى العراق في غضون اسبوعين من تاريخ تبني القرار الذي يعتبر ان بغداد كانت وما زالت في حال "خرق مادي" لالتزاماتها الدولية. وذكر مسؤول بريطاني ان اميركا "ترى ان صلاحية استخدام القوة موجودة في القرارات السابقة" لمجلس الأمن. وبعدما أعلن البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش يأمل بأن يتبنى المجلس المشروع المعدّل، اعلن قصر الاليزيه ان الرئيسين الفرنسي والروسي جاك شيراك وفلاديمير بوتين شددا خلال اتصال هاتفي على ضرورة "تبديد بعض النقاط الملتبسة" في مشروع القرار في ما يتعلق باللجوء التلقائي الى استخدام القوة ضد العراق. وكانت صحيفة رسمية عراقية لوحت باستعداد بغداد ل"انهار من الدم"، فيما حذر الرئيس السوري بشار الأسد امس من خطورة توجيه ضربة الى العراق لأنها "ستؤدي الى اشاعة فوضى لا أحد يعرف كيف تنتهي"، مؤكداً ان هذه الضربة "ستعرض مصالح أوروبا ودول كثيرة للخطر". وتتخوف دمشق من احتمال وجود "صفقة" ايرانية - اميركية وان تمارس طهران في أي حرب محتملة على العراق دوراً مماثلاً لدورها في افغانستان، خصوصاً بعد تسريب معلومات عن مفاوضات أمنية وسياسية أجراها مسؤولون ايرانيون واميركيون في دول أوروبية.