جرأة، ولكن بحسابات دقيقة وعمليات تطوير استغرقت ثلاث سنوات، نجحت شركة "بورشه" الألمانية الشهيرة بسيارتها الرياضية، في انتاج سيارة رباعية ذات خمسة أبواب اطلقت عليها اسم "كاين" Cayenne، أي "الفلفل الأحمر الحار" بلغة أهل غيانا في أميركا الجنوبية. فمن يجرب قيادة "كاين تيربو"، وهي مزودة بمحرك سعة 5.4 لتر، يدرك خلال دقائق قليلة أنها "أصيلة" في انتمائها إلى الأم "بورشه" لجهة تسارعها وثباتها وجمعها بين الإثارة التي توفرها سيارة رياضية، والرفاه والسعة العملية اللذين توفرهما سيارة "سيدان" قوية متقنة الصنع قادرة على اجتياز أصعب التضاريس. تستمد "كاين" عناصر الإثارة فيها من جينات سيارات "بورشه" الرياضية وتقاليدها، ومن محركها "في 8" سعة 5.4 لتر الذي طور خصيصاً لها، ومن دقة نظامي الكبح والتوجيه، إضافة إلى نظام الغيار الاوتوماتيكي المدعم بنظام Tiptronic على عجلة القيادة، كما هي الحال الآن في سيارات السباق. وعلى رغم أنها سيارة ثقيلة الوزن تتسع لخمسة أفراد وفيها مساحة خزن سعتها 450 لتراً يمكن توسيعها لأكثر من ألف لتر، فإنها تنطلق سريعة وتستجيب توجيهات سائقها سرعة وفرملة ومناورة، كأي سيارة رياضية مثيرة. وتستطيع "كاين" التي يتوقع أن يكون سعر طرازها ال"تيربو" 100 ألف يورو وطرازها الآخر اس 60 ألف يورو، سحب مقطورة وزنها 5.2 طن. وتقدر "بورشه" أنها ستبيع 25 ألف سيارة "كاين" سنوياً، والأرجح أنها ستستطيع بلوغ هذا الرقم بهذه السيارة التي ترقى إلى مستوى أفضل التوقعات من شركة عريقة في مجال القدرات التقنية، على رغم كونها أصغر شركة مستقلة في العالم لانتاج السيارات. تجمع سيارة "كاين" إلى تصميمها الداخلي الذي يعكس هوية "بورشه" بالمقاعد المريحة المغطاة بالجلد، الثبات على الطريق مع السرعة العالية، ونظام الفرملة الفعّال، ونظام التعليق الذي يمكن ضبطه إما للسير على الطرق المعبدة أو التضاريس الصعبة. يضاف إلى هذا نظام تكييف الهواء والتدفئة الذي يمكن التحكم به فردياً في أربعة قطاعات داخل السيارة. و"كاين" تسرع كسيارة "بورشه" الرياضية وتتوقف مثلها وتعطي اداء مماثلاً بفضل نظام six speed automatic transmission. بورشه بكل معنى الكلمة... حتى في الطرق الاعتيادية المرصوفة مع إنتاج سيارة "كاين" الرياضية المتعددة الاستعمالات، تدخل بورشه بكل قوة قطاعاً جديداً بالكامل في عالم السيارات مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بأسلوبها المميز والمعروف في كل ناحية من النواحي. تتميز كل من "كاين أس" و"كاين توربو" بمزايا تصميمية رائعة تعكس بكل وضوح عراقة بورشه. إن الخطوط التي تأخذ شكل V في مقدمة السيارة ومؤخرتها وغطاء صندوق المحرك وكذلك الكونتور والحلقات الجانبية المميزة والمصابيح الأمامية و أنابيب العادم التي تلفت الانتباه توضح من الوهلة الأولى أنها سيارة بورشه حقيقية. أما "كاين توربو" فهي أكثر تطوراً في ما يتعلق بالناحية التقنية وكذلك القوة والمتانة. فبدل أنبوبي العادم في المؤخرة كما هي الحال بالنسبة إلى "كاين أس"، فإن "كاين توربو" تتميز بأربعة أنابيب فولاذية مقاومة للصدأ تعكس مدى القوة الهائلة التي تكمن في محرك "كاين". ومقدمة "كاين" مميزة أيضاً بالفجوات الهوائية الكبيرة بشكل مضاعف لتعكس مدى الحاجة الماسة إلى هواء التبريد بالنسبة إلى المحرك ذي الاسطوانات الثماني والمجهز بأجهزة الشحن التربيني. ويشتمل نظام المصابيح المبتكر على مصابيح الزينون الأمامية المتكاملة مع نظام متطور للتحكم بزاوية الإضاءة في المنعطفات. و"كاين توربو" مزودة بهذا النظام كتجهيز أساسي، كما يمكن توفيره كخيار مثالي في "كاين أس". إن المصابيح الأمامية الخاصة تغطي المنعطف بالكامل من أجل ضمان مستوى أفضل للإضاءة أثناء السير على الطريق وبالتالي تعزيز السلامة خلال القيادة بسرعة عند مختلف زوايا الانعطاف. ويعمل المحرك المتطور V8 وفقاً لتقنية الشفط العادي في "كاين" الرياضية المتعددة الاستعمالات. ويحتوي على 32 صماماً، و هو مجهز بعمودين لإدارة الكامات على كل صف من الأسطوانات. ويبلغ أقصى عزم للدوران في "كاين اس" 420 نيوتن متر أو 310 أرطال لكل قدم عند 2500-5500 لفة في الدقيقة. وتبلغ سعة المحرك 4.5 لتر في حين تصل القدرة القصوى ل "كاين" 250 كيلووات 340 حصاناً عند 6000 لفة في الدقيقة. وتنطلق السيارة من الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 7.2 ثانية مع المساعدة المقدمة من نظام الحركة الجديد السداسي السرعات "تبترونيك أس". وتبلغ سرعتها القصوى 242 كيلومتراً في الساعة. ولا شك في إن المحرك ممتاز في كل الظروف بما في ذلك ظروف القيادة على الطرق الوعرة و كذلك أثناء القيادة في المنعطفات والزوايا الحادة. و"كاين توربو" مزودة بجهازي شحن توربيني وجهاز تبريد داخلي. وتبلغ قدرة المحرك 331V8 كيلووات 450 حصاناً عند 6000 لفة في الدقيقة. وتنطلق السيارة من الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 5.6 ثانية، في حين تصل سرعتها القصوى إلى 266 كيلومتراً في الساعة. أما اقصى عزم للدوران فيبلغ 620 نيوتن متر أو 466 رطلاً لكل قدم عند 2250-4750 لفة في الدقيقة. "تبترونيك أس" حالياً يأتي طرازا "كاين" مجهزين بنظام نقل الحركة الآلي "تبترونيك اس" السداسي السرعات والمطور حديثاً. وسيصبح صندوق التروس اليدوي السداسي السرعات المستخدم في "كاين اس" متوافراً في طراز العام المقبل. ووفقاً لفلسفة بورشه الخاصة، فإنه يمكن نقل السرعات يدوياً بواسطة أذرع خاصة موجودة على عجلة القيادة. ومن التجهيزات الجديدة التي وفرتها بورشه للمرة الأولى خيار نقل السرعات بكل بساطة عن طريق نقر ذراع نقل الحركة، وهي ميزة مفيدة وتساهم مساهمة فعالة في ضمان نقل الحركة بكل سلاسة وآمان أثناء القيادة على الطرق الوعرة. ومن بين التجهيزات المتطورة في "كاين" نظام بورشه لإدارة الجر PTM المثبت كتجهيز أساسي في كل من "كاين اس" و"كاين توربو". ويساهم هذا النظام المبتكر في تعزيز الأداء الديناميكي على مختلف الطرق الاعتيادية والوعرة. ويمكن اعتباره بمثابة جيل جديد بالكامل لنظام الدفع الرباعي لما يتميز به من تأثير حاسم على القدرات الديناميكية ل"كاين" في كل الظروف. ويعمل هذا النظام على نقل 62 في المئة من قوة المحرك إلى العجلات الخلفية و 38 في المئة إلى العجلات الأمامية في الوضعية الأساسية. ووفقاً لظروف القيادة، يمكن نقل 100 في المئة من عزم دوران المحرك إما إلى العجلات الأمامية أو العجلات الخلفية عندما يتطلب الأمر ذلك. وتقوم أجهزة استشعار بقياس سرعة المحرك ومدى الانطلاق الطولي للسيارة وزاوية التوجيه ومدى استخدام السائق للدواسة وذلك من أجل تحديد مدى توزيع قوة المحرك وعزم الدوران وتحديد تأثير الأقفال الأمثل في مختلف الظروف. فعند القيادة على الطرق الوعرة بإمكان السائق استخدام نظام PTM من أجل تشغيل ترس تخفيض السرعة والنظام الفرقي دفرنشيال لنقل 100 في المئة من قوة المحرك من العجلات الأمامية إلى العجلات الخلفية. ويضمن نظام بورشه لإدارة التوازن PSM المثبت كتجهيز أساسي في كل من "كاين اس" و"كاين توربو" الاتصال الفعال والمستمر مع نظام PTM، إلا أنه يتدخل فقط عند وصول السيارة إلى الحدود الفيزيائية النهائية من أجل الحفاظ على الاستقرار وذلك من خلال تشغيل الفرامل على العجلات المحددة. وعندما يكون تشغيل الفرامل غير كاف لضمان استقرار "كاين"، يدخل نظام PSM في إدارة المحرك حيث يتحكم في عزم الدوران عن طريق مفتاح الاشعال والصمام الخانق. تقنية التعليق وقامت بورشه بتطوير نظام تعليق مبتكر يضمن القيادة الآمنة والمميزة والراحة المثالية في مختلف ظروف القيادة الرياضية وكذلك أثناء القيادة على الطرق الوعرة. ويعتبر المحور الأمامي، الذي تم تطويره حديثاً لاستخدامه خصيصاً في "كاين"، بمثابة نظام تحكم في الاستقامة ذي أذرع كبيرة ومزدوجة، وهو مثبت على هيكل خاص في المقدمة إلى جانب أذرع متعددة للتحكم الخاص بالمحور الخلفي. ومن بين المزايا المهمة لهذا النظام حركة النوابض الطويلة من أجل ضمان مواصفات القيادة المثلى حتى في حال القيادة على الطرق الوعرة في أصعب الظروف. وتأتي "كاين توربو" مجهزة بنظام التعليق الهوائي في حين يعتبر هذا النظام خياراً مثالياً بالنسبة إلى "كاين اس". ويساهم هذا النظام في تخفيض ارتفاع السيارة في حالة القيادة بسرعة عالية، الأمر الذي يضمن أقصى مستويات الراحة والسلامة. وفي ما يتعلق بنظام بورشه لإدارة الجر، فإن نظام التعليق الهوائي يجعل "كاين" سيارة مميزة على الطرق الوعرة حيث يصل ارتفاع السيارة عن سطح الطريق إلى 273 مليمتراً أو 10.75 بوصة، و يساهم ذلك في تعزيز القدرات المخصصة للقيادة على الطرق الوعرة المليئة بالمرتفعات والمنحدرات. كما إن "كاين" مهيأة لتكون قادرة على عبور المياه التي يصل عمقها إلى 555 مليمتراً أو 21,85 بوصة. ومن التجهيزات الجديدة المثبتة كتجهيزات أساسية في السيارة نظام بورشه الفعال لإدارة التعليق PASM وهو نظام متطور يعمل بتقنية الهواء المضغوط لمنع الارتجاج. اختبار بورشه للكبح لا شك في أن المعايير الصارمة التي تحددها بورشه بالنسبة إلى الفرامل واضحة في "كاين"، فقد اجتازت كل من "كاين اس" و"كاين توربو" اختبارات بورشه الصارمة الخاصة بالفرامل. ومن خلال الاستفادة من التقنية المتطورة والذكية، فإن الطرازين مجهزان بالأقراص الفرملية المهواة من الداخل ويبلغ قطرها 350 مليمتراً 13.78 بوصة في الأمام إلى جانب الفكوك الفرملية الموحدة الكتلة المعززة بأربعة مكابس. أما الأقراص الفرملية الخاصة بالعجلات الخلفية فهي مهواة أيضاً من الداخل و يبلغ قطرها 330 مليمتراً أو 13 بوصة وهي أيضاً مجهزة بالفكوك الفرملية الموحدة الكتلة والمعززة بأربعة مكابس. وطورت بورشه عجلات خاصة مصنوعة من الألمنيوم لاستخدامها في "كاين" وتساهم في تخفيض الوزن إلى أدنى حد ممكن. ويأتي الطرازان مجهزين بعجلات قياس 8J x 18 على إطارات قياس 255/55 R18 . كما توفر الشركة عجلات أكبر قياس 19 و20 بوصة. ضمان السلامة في ما يتعلق بتجهيزات السلامة غير المباشرة، فإن كلاً من "كاين توربو" و"كاين اس" مجهز بتقنيات مبتكرة تلبي أعلى المعايير. فيتم تشغيل الوسائد الهوائية المخصصة لكل من السائق والراكب الأمامي بواسطة مولد غازي على مرحلتين ضمن تقنية متطورة مصممة لتلبية المتطلبات الفردية الخاصة. كما توفر بورشه نظام الحماية الجانبية عند الحوادث الذي يتألف من وسادة هوائية لمنطقة الصدر موجودة في جانب مسند الظهر الخاص بالمقعد الأمامي، هذا إلى جانب وسادة هوائية بشكل ستارة توجد في إطار السقف وتعمل على حماية الركاب في الخلف. وتتميز "كاين" الجديدة بتقنية مبتكرة لتبادل البيانات بالوسائط المتعددة. ويطلق عليها اسم MOST. وهي تضمن تبادل البيانات وتحويلها بسرعة فائقة من طرف إلى آخر من دون أي نقص يذكر في الجودة. ويرتبط كل من الراديو ومبادل الأقراص المضغوطة CD والسماعات والهاتف بواسطة موصلات ذات موجات خفيفة لضمان البث الصوتي ذي الجودة الفائقة. وبإمكان العميل اختيار الأجزاء والعناصر والتجهيزات التي يرغب في تثبيتها في النظام عندما يختار سيارة "كاين". ويعمل خط لتبادل البيانات والمعلومات بالموجات الخفيفة على تحديد وتوضيح محطة الراديو وعناوين المعزوفات الموسيقية والاتصالات الهاتفية القادمة وصور الطريق وذلك من خلال شاشة متطورة موجودة في محيط أجهزة القياس. وتأتي "كاين توربو" مجهزة بنظام بورشه لإدارة الاتصالات نظام موالفة مزدوج، مشغل اقراص CD ، نظام ملاحة لكشف المسار، كومبيوتر متطور، وهاتف GSM مزدوج وجميعها متصلة ببعضها بعضاً عن طريق تقنية MOST لتبادل البيانات. ويصل قياس الشاشة الملونة TFT المجهزة بترانزستور شريطي دقيق إلى 6.5 بوصة وبالتالي فهي أكبر من الشاشة الموجودة في كل من "بورشه 911" و"بورشه بوكستر" 5.8 بوصة. ويتميز هذا النظام بالعديد من المزايا بما في ذلك تقنية الإبحار لكشف المسارات والطرق ولتوفير عملية إبحار ديناميكية وخريطة واضحة على الشاشة حيث باستطاعة السائق الدخول إلى العديد من الجهات من خلال عملية واحدة. وهناك ميزة أخرى هي نظام تشغيل CD-ROM من أجل الاستمتاع أثناء القيادة بالمقطوعات الموسيقية ذات الجودة العالية الموجودة على الأقراص المضغوطة CD . ومن التجهيزات المتطورة في "كاين توربو" نظام Bose الصوتي الشامل الذي يطرح في الاسواق للمرة الأولى. ويوفر هذا النظام تجربة صوتية لا تضاهى حيث يخيل للسائق كأنه في سينما كبيرة. وهو يضم مجهار النغمات المنخفضة التردد قدرته 100 وات وثلاثة عشر مجهاراً عالي التردد إلى جانب مجهارات متوسطة التردد وتصل قدرتها الكلية إلى250 وات. ويعمل نظام الطيار الصوتي Audio Pilot بشكل تلقائي بضبط كل من الصوت وحجم الصوت وفقاً لمستوى الضجيج الخارجي الذي يتم قياسه باستمرار بواسطة مايكروفون متطور مثبت في السيارة.