اكدت المانيا امس انها تلقت من اسرائيل طلباً لتزويدها بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ والطائرات، فيما ذكرت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة ان الولاياتالمتحدة ستمد الدولة العبرية قريباً ببطارية من هذه الصواريخ، وستجري معها مناورات عسكرية مطلع العام المقبل في اطار استعداداتها لمواجهة انعكاسات الحرب الاميركية المتوقعة على العراق. بعد تأكيد وزارة الدفاع الالمانية ليل أول من أمس الاثنين ان اسرائيل قدمت طلباً للحصول على بطاريات صواريخ "باتريوت" الالمانية المضادة للصواريخ، برز امس تناقض واضح بين برلين وتل ابيب حول موعد تقديم الطلب. فبينما كشف وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك ان الطلب الاسرائيلي قدم أواسط الأسبوع الماضي، أوضحت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان حكومتها اعربت منذ فترة طويلة عن رغبتها هذه للسلطات الالمانية. وفيما بدت الحكومة الالمانية وكأنها غير قادرة على رفض الطلب الاسرائيلي بسبب التزاماتها بالدفاع عن أمن اسرائيل، دعا بعض الأوساط السياسية الى رفض الطلب. وذكّر الوزير شتروك بأن حكومة المستشار السابق هلموت كول وضعت هذه الصواريخ في تصرف اسرائيل خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. وقال انه غير قادر الآن على تحديد القرار الذي يمكن للحكومة الالمانية ان تتخذه. وذكر ان حكومته ستبلغ رؤساء الكتل النيابية في البرلمان غداً حيثيات الطلب الاميركي المقدم الى برلين لتقديم مساعدات اليها في حال وقوع حرب ضد العراق. وادعت وزارة الدفاع الاسرائيلية امس ان طلب الحصول على صواريخ "باتريوت" من المانيا "لا علاقة له البتة بأزمة العراق الراهنة". وبررت طلبها المقدم بالقول "ان المانيا لمحت الى وجود رغبة في تقديم صواريخها، ولذلك تقدمت اسرائيل بطلبها". ووجد نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم غيرنوت ايرلر ان طلب اسرائيل ارسال "باتريوت" اليها "لا يتناقض مع رفض المانيا حرباً ضد العراق". وقال ان اسرائيل "ليست دولة مشاركة في الحرب، وانما هي فريق ثالث يمكن ان يتأثر بقوة ضمن ظروف محددة بالحرب اذا وقعت"، مشبهاً الوضع الحالي بحرب الخليج عام 1991. وتابع ايرلر ان حكومته حذرت دائماً "من ان حرباً في الشرق الأوسط أو حرباً ضد العراق ستشكل خطراً على كل المنطقة وتهديداً أيضاً لوجود اسرائيل وأمنها". واضاف انه يتوجب بعد تقديم الطلب الاسرائيلي "فحص ما إذا كانت توجد حالة تهديد". وقالت رئيسة الكتلة النيابية للخضر كاترين غورينغ ايكرت لإذاعة "دويتشلاند فونك" انها تعتبر ان من الممكن تقديم الدعم الى الدولة العبرية. أما حزب الاشتراكية الديموقراطية الشيوعي الاصلاحي فدعا الحكومة الالمانية الى رفض طلب اسرائيل قائلاً انه "لا يحق للحكومة الالمانية من الناحية القانونية ارسال اسلحة الى مناطق النزاع". وحسب تقرير نشرته صحيفة "هانوفرشه الغمانيه تسايتونغ" فإن طلب المساعدة العسكرية المقدم من واشنطن يتضمن وضع صواريخ "باتريوت" على أهبة الاستعداد. ونقلت الصحيفة عن دوائر عسكرية قيادية في الجيش الألماني ان الطلب الاميركي "تضمن ايضاً رغبة في ان تساهم الصواريخ هذه في حماية اسرائيل من هجمات صاروخية محتملة في حال وقوع حرب ضد العراق". من جهة اخرى، اكدت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة ان الولاياتالمتحدة ستمد الدولة العبرية قريباً ببطارية جديدة من طراز "باتريوت" قادرة على التصدي لطائرات او صواريخ عراقية، تحسباً لقصف عراقي مع بدء الهجوم الاميركي العسكري المتوقع على العراق. واضافت ان مناورات عسكرية اميركية اسرائيلية مشتركة ستجري في الدولة العبرية مطلع العام الجديد تندرج في اطار استعداداتها لمواجهة انعكاسات الحرب على العراق. وافادت صحيفة "هآرتس" امس ان رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون سيتناول في لقاءاته مسؤولين كبار في الادارة الاميركية خلال زيارته الحالية لواشنطن "الشأن العراقي" وتحديداً ما تنوي الادارة الاميركية القيام به في اعقاب وصول فرق المفتشين الدوليين الى بغداد "والموعد المتوقع" للعملية العسكرية الاميركية. واضافت ان الاميركيين سيطلعون ضيفهم على تفاصيل الهجوم العسكري الذي يستهدف غرب العراق لتدمير منصات الصواريخ واحباط محاولات عراقية لقصف بلدات اسرائيلية. كما سيبحث الطرفان في السيناريوات المتوقعة للتطورات على الحدود اللبنانية وما اذا كانت سورية وايران وحزب الله تخطط لتصعيد الاجواء ام ستتفادى ذلك خشية وضعها على لائحة الدول المستهدفة اميركياً في الحرب على الارهاب. الى ذلك شهدت مدينة تل ابيب اول من امس تدريبات لسلاح الجو الاسرائيلي لمواجهة هجوم كيماوي واخلاء عشرات الاف المواطنين الى ملاجئ كبيرة "تحميهم على نحو افضل من الحماية التي توفرها الكمامات الواقية من الغازات".