واشنطن، الرياض - "الحياة" - وصف وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز امس المعلومات التي نشرتها مجلة اميركية عن وجود تحويلات مالية غير مباشرة من اميرة سعودية الى اثنين من منفذي اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة بأنها "مجرد تخرصات وكلام لا يستند الى حقائق". وشددت الادارة الاميركية على ان السعودية شريك جيد في الحرب على الارهاب. وأعلن مسؤول سعودي ان بلاده باشرت بتحقيقات في نشاطات كل الجمعيات الخيرية في المملكة من اجل تقفي أثر الاموال التي تتلقاها، فيما صرحت الأميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان بأنها ساعدت أسرة سعودية محتاجة تعيش في الولاياتالمتحدة، وان وصف هذه المساعدة بمثابة دعم للإرهاب "أمر شنيع وغير مسؤول بالكامل"، مشيرة إلى ان والدها الراحل الملك فيصل"قتل في عمل ارهابي العام 1975". ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" عن الأمير نايف قوله للصحافيين في الرياض رداً على ما نشرته "نيوزويك": "هذه مجرد تخرصات وكلام لا يستند الى حقائق". واضاف: "اذا كانوا يأخذون كل مساعدة من اي سعودى الى سعودي بأنها تهمة فهذه مشكلة". وأوضح "ان المقيمين فى اميركا من السعوديين كثيرون، وكذلك من الدارسين. وتحدث لهم مشاكل. وحين يساعد السعودي السعودي، فهذا شيء طبيعي، وهذه مساعدة انسانية". من جهة اخرى، أكد الأمير نايف ان "السعوديين الموقوفين في اميركا والمشتبه بأن لهم علاقة في احداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر هم محل اهتمام الدولة كلهم وكذلك الواردة اسماؤهم او الذين قيل انهم ستقام عليهم دعاوى تعويض او ما سموه تعويضاً وسيتم توكيل محامين ليدافعوا عن هذا الأمر". في موازاة ذلك، اعلن الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر "ان الرئيس جورج بوش يعتقد بأن السعوديين شركاء جيدون في حملة مكافحة الارهاب. وهو يعرف ان هذه الحملة تخاض على جبهات عدة، ويقدم فيها الكثير من الدول اقصى الجهود وان السعودية هي شريك جيد". وكان فلايشر يرد على سؤال عن معلومات، نقلتها "نيوزويك" عن مصادر قريبة الى تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. اي.، عن وجود أدلة تشير الى ان الاميرة هيفاء الفيصل قدمت بطريقة غير مباشرة أموالاً الى سعوديين شاركا في اعتداءات 11 ايلول كانا يقيمان في كاليفورنيا. وطلب اعضاء في الكونغرس فتح تحقيق اثر الكشف عن هذه المعلومات. والسعوديان هما خالد المحضار ونواف الحازمي، ويشتبه بأنهما مسؤولان عن عملية خطف الطائرة الاميركية التي اصطدمت بالبنتاغون. وقال فلايشر انه لا يستطيع الادلاء حالياً بأي تعليق على مساعدة الاميرة هيفاء للعائلة السعودية، نظراً إلى وجود تحقيق. لكنه اعتبر ان "أي جبهة في مكافحة الارهاب لا يمكن ان تكون كاملة". ونشرت صحف اميركية بياناً، وزعته السفارة السعودية في واشنطن، باسم الاميرة هيفاء التي قالت: "سمعت اعضاء في الكونغرس الاميركي يتحدثون في وسائل الاعلام ان مبلغاً من المال تبرعت به لعائلة سعودية محتاجة تعيش في الولاياتالمتحدة تم تحويله الى اثنين من السعوديين المشاركين في هجمات 11 ايلول". واضافت "ان والدي الملك فيصل قتل في عمل ارهابي العام 1975"، لهذا "أجد ان اتهامي بالتبرع لارهابيين امر شنيع وغير مسؤول بالكامل". وزادت: "حان الوقت ليتعاون الجميع لمكافحة بلاء الارهاب، لئلا يعاني آخرون فقدان احبائهم". الى ذلك، اعلن عادل الجبير المستشار الديبلوماسي لولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان المملكة اطلقت تحقيقات معمقة في نشاطات كل المنظمات الخيرية. وقال الجبير في حديث الى شبكة "ان. بي. سي." من الرياض: "نجري تدقيقاً في أموال كل المنظمات الخيرية". واضاف ان اجراءات الرقابة اعتمدت للتمكن من اقتفاء اثر الاموال المقدمة الى الجمعيات الخيرية. وقال: "ادركنا ان ثمة من استغل احساننا،... وبراءتنا". وشدد على ان الاميرة هيفاء كانت تجهل ان الاموال التي دفعتها الى مواطنة سعودية مقيمة في الولاياتالمتحدة انتقلت الى ايدي قريبين الى الخاطفين. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول سعودي طلب عدم كشف اسمه ان "تحقيقا سعوديا جرى في شأن ما اثير من شكوك في تحويل مالي قامت به الاميرة هيفاء الفيصل، وان نتائج التحقيق ابلغت الى الجهات الاميركية المعنية التي تأكد لها أن لا شكوك في مساعدة مالية خيرية قدمتها الاميرة لمحتاجين". وقال المصدر ان "هدف الجهات التي تقف وراء الحملة على السعودية هو اثارة العداء بين الولاياتالمتحدة والمملكة حتى لا يكون للسعوديين تأثير في السياسة الاميركية في المنطقة". وأكد "ان السلطات الامنية السعودية تتعاون مع مثيلاتها الاميركية في شأن كل التحقيقات التي تجري في تحويل الاموال إلى المشتبه بتورطهم بالارهاب". وأعرب المصدر السعودي عن "اعتقاده بأن جهات معادية للمملكة وجهات لها علاقة باللوبي الصهيوني في واشنطن تعمل على اثارة الرأي العام الاميركي ضد السعودية والعرب والمسلمين من خلال وسائل الاعلام". وقال ان "هذه الجهات تعمل على تزويد وسائل الاعلام الاميركية بين حين وآخر بمعلومات مشبوهة عن السعودية وعن وجود علاقة لها بالارهاب".