عشية وصول طلائع فرق التفتيش الى بغداد غداً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1441، جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس دعوته القيادة العراقية الى الاذعان والتعاون مع مفتشي لجنة "انموفيك"، معرباً عن تفاؤله بإمكان تفادي الحرب التي وصفها بأنها "اسوأ الحلول دائماً، وليست في مصلحة أي طرف". في الوقت ذاته خاطب الرئيس جورج بوش حشداً في بوخارست ضم عشرات الآلاف من الرومانيين، داعياً الى التصدي ل"الديكتاتوريين"، واطاحة الرئيس صدام حسين كما أطيح الديكتاتور السابق نيقولاي تشاوشيسكو. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ايرانية ان طهران اقترحت عقد قمة ايرانية - سعودية - سورية - مصرية لدرس المسألة العراقية و"المساهمة في تحديد مستقبل العراق". كما لوحت بعدم السماح لأي فصيل عراقي معارض بدور ينسجم مع الخطط الأميركية، موجهة تحذيراً الى "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم، وشددت على الربط بين بقاء قوات "فيلق بدر" في الأراضي الايرانية وبين الامتناع عما يتعارض ومصالحها. وفيما نفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن تكون القاهرة تلقت طلباً اميركياً بالتعاون في حال شن حرب على العراق، ظهرت مؤشرات الى تحول في الموقف الروسي من الحرب، وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان موسكو "تقترب من الحسم الكامل والانتقال الى القارب الأميركي" راجع ص 2 و3. وفي بوخارست أ ف ب، رويترز وجه بوش أمس، أمام أكثر من 100 ألف شخص تجمعوا تحت المطر في ساحة الثورة تحذيراً جديداً الى صدام الذي وصفه ب"الديكتاتور العدواني"، مقارناً بينه وبين ديكتاتور رومانيا الزعيم الشيوعي السابق نيقولاي تشاوشيسكو. وقال ان البؤس الذي عاناه الرومانيون في عهد الأخير يظهر أهمية "وضع حد لحكام ديكتاتوريين مثل صدام". واعتبر ان "ديكتاتور العراق، من خلال جهوده لحيازة أسلحة دمار شامل وعلاقاته بمجموعات ارهابية وتطويره أسلحة بالستية محظورة، يهدد أمن كل الدول الحرة ومنها دول أوروبا". وأضاف: "مجلس الأمن واليوم حلف الأطلسي تحدثا بصوت واحد: على النظام العراقي ان يتخلص بنفسه من أسلحة القتل الكثيفة والا فالولايات المتحدة ستقود تحالفاً لدول عازمة على نزع سلاح هذا النظام باسم السلام". وختم بأن "كل دولة عليها التصدي للخطر، ومن مسؤولية كل دولة حرة أن تؤدي دورها الكامل". في دمشق قالت مصادر ديبلوماسية ايرانية ل"الحياة" ان ايران اقترحت رسمياً عقد قمة رباعية تضم سورية وايران والسعودية ومصر ل"درس المسألة العراقية والمساهمة في تحديد مستقبل العراق، باعتبار الدول الأربع الاهم اقليميا، بدلا من التفرج على ما يمكن ان تفعله اميركا". لكن المصادر أشارت الى وجود "موافقة سورية وسعودية على هذا الاقتراح في مقابل حماسة مصرية أقل". ونوقش الاقتراح خلال محادثات الرئيس الايراني محمد خاتمي في السعودية، ولقاءات وزير الخارجية الايراني كمال خرازي مع نظيريه السوري فاروق الشرع والمصري احمد ماهر. وقال السفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام ان الهدف الاميركي "ليس نزع اسلحة الدمار الشامل من العراق بل الهيمنة على المنطقة"، لافتا الى ان بلاده "لن تسمح بأي شكل للمعارضة العراقية بأن تمارس دوراً يتعارض مع المصلحة الايرانية القائمة الآن على معارضة المشروع الاميركي وعدم اعطاء شرعية له". وتابع رداً على سؤال ل"الحياة": "لا نملي سياستنا على المعارضة، لكننا لا نسمح لأي فصيل يقيم على ارضنا، بما يتعارض مع سياستنا. واذا أراد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة محمد باقر الحكيم ابقاء قوات فيلق بدر في اراضينا، عليه ألا يقوم بما يتناقض مع مصالحنا". وقال السفير في لقاء صحافي عقده مساء اول من امس: "حدودنا ستكون مغلقة امام المعارضة العراقية لدخول الاراضي العراقية، ولن يسمح لأي منها بالمشاركة في الحرب مع الاميركيين".