"تحولت" المباراة بين الزمالك والأهلي أول من أمس في إطار الدوري المصري لكرة اليد، من الملعب إلى المدرجات، في ظل أسوأ هتافات في تاريخ الرياضة المصرية، إذ تبادل مناصرو الناديين أقذع الشتائم، وظل المسؤولون في الاتحاد والزمالك صامتين، ولم يتخذ حكما المباراة أي إجراء رادع... إلا أن وجّه الحكم الدولي محب كامل إنذارًا لجمهور الأهلي الذي تمادى في الخروج عن الأخلاق الرياضية، فقرر إلغاء المباراة، غير أن ذلك لم يؤثر على مناصري الطرفين، فبقوا في أمكانهم لأكثر من نصف ساعة يتبادلون الهتافات، على مرأى ومسمع الملايين الذي تابعوا المباراة عبر الشاشة الصغيرة. وكان الأمين العام للزمالك عزمي مجاهد طرفًا في "المهزلة"، فاستنكر الهتافات الموجهة ضده، وهدد بإطفاء أنوار القاعة وإلغاء المباراة إذا لم تتدخل الشرطة لإخراج جمهور الأهلي، لكن العناصر الأمنية القليلة العدد لم تتمكن من تنفيذ طلبه. والشواهد قبل بدء المباراة كانت تنذر بالشغب، لأن جمهور الأهلي ملأ المدرجات المخصصة له قبل ساعة من موعدها، ولم يتوقف عن شتم الحكام والاتحاد والزمالك، وكان الرد "مناسبًا" من جمهور الطرف المضيف. وانطلقت المباراة وسط توتر شديد في المدرجات، وبالغ الحكمان كامل وجمال ميرغني في رفع البطاقات الصفر، ما أجج غضب جمهور الأهلي إثر الطرد الموقت لأحد اللاعبين. وانتهى الشوط الأول أهلاويًا 17 - 14 بفضل تألق أشرف عواض وجوهر نبيل وأيمن الألفي وأحمد أبو عميرة وصابر حسين، لكن بداية الشوط الثاني شهدت "صيام" الأهلي عن التسجيل لمدة 10 دقائق. واتضح "تعنت" الحكمين في حجب أكثر من رمية جزاء صحيحة للأهلي، الأمر الذي سمح للزمالك بالتقدم 19 - 17 وسط هتافات "الثائرين"... وعندما حاول نجم الزمالك وائل فهيم الافلات من أبو عميرة أسقطه الأخير أرضًا، فاحتسب الحكم رمية جزاء للزمالك وطرد أبو عميرة نهائيًا. واتجه إلى الجمهور ليرفع بوجهه البطاقة الحمراء، ما يعني وفق قانون المسابقة، طرد لاعب من الأهلي لمدة دقيقتين واحتساب رمية جزاء ضده، فوجد الفريق نفسه خاسرًا عمليًا وبفارق كبير، فتحولت مدرجاته إلى جمرة نار متقدة... والحادثة ليست الأولى في ملاعب كرة اليد، إذ تعرضت أكثر من مباراة للطرفين للالغاء في الأعوام الأخيرة بسبب الشغب. وينتظر مسؤولو الاتحاد عودة رئيسه الدكتور حسن مصطفى من سان بطرسبورغ لعقد اجتماع طارئ واتخاذ الموقف المناسب. وتقام المرحلة الثانية من الدوري على ملعب الأهلي من 27 إلى 29 الجاري، ويتوقع أن يتكرر الشغب فيها، ويتخذ صورًا أكثر عنفًا.