في "قرية القياصرة" في ضواحي سانت بطرسبورغ اجتمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش لبحث العلاقات الثنائية وعدد من الملفات الصعبة وفي مقدمها العراق وتوسيع حلف الأطلسي ومحاربة الارهاب. ووصل بوش وزوجته ومعهما نحو 500 مرافق الى مطار "بولكوفو" ومنه الى "قرية القياصرة" التي شيدت في القرن الثاني عشر لتكون مقراً ريفياً لحكام روسيا، ولكنها بعد الثورة البلشيفية اصبحت تعرف باسم "قرية الاطفال" ولاحقاً اطلق عليها اسم الشاعر الشهير بوشكين. وكانت قمة حلف شمال الاطلسي في براغ قررت ان تضم الى الحلف سبع دول جديدة كانت ثلاث منها جزءاً من الامبراطورية الغابرة والباقية مرتبطة بها. وحاول بوش ان "يخفف" من وقع الصدمة المتوقعة بتأكيده ان روسيا "لم تعد عدواً للغرب". واضاف في مستهل لقائه مع بوتين ان "ما حصل في براغ قرار توسيع الاطلسي أمر جيد لروسيا". ومن جهتها قررت روسيا قبول الامر الواقع. واعلن بوتين ان توسيع حلف شمال الاطلسي ليس "ضرورياً" لكن روسيا تتطلع الى "تطور ايجابي" لعلاقاتها معه. وقال بوتين في ختام القمة "تعرفون موقفنا بأن توسيع الحلف ليس ضرورياً". لكن الرئيس الروسي اضاف انه اطلع على الموقف الاميركي حول هذا التوسيع، معبراً عن امله في "تطور ايجابي للعلاقات مع كل دول حلف شمال الاطلسي". وبدا ان زيارة الرئيس الأميركي تأتي في اطار تقديم "جائزة ترضية" لموسكو بعد قرار توسيع الحلف ولمساعدتها على تجرع مرارة التوسيع. كما سعى بوش خلال الزيارة الى اقناع بوتين بتأييد الموقف الاميركي المتشدد حيال العراق أو على الأقل الامتناع عن معارضته. ويرى المراقبون ان هذا الموضوع سيناقش بالارتباط مع "وعود" أميركية بتوسيع تعاونها الاقتصادي مع روسيا. ويذكر ان الولاياتالمتحدة ما زالت تفرض قيوداً على التعامل مع موسكو بموجب ما يعرف بتعديل جاكسون - فانيك الذي اعتمد قبل 30 عاماً ل"معاقبة" الاتحاد السوفياتي على عرقلته الهجرة اليهودية. وشدد بوش امس على "الدور الهائل" الروسي في مكافحة الارهاب. وكان الرئيس الأميركي قال في حديثه الى التلفزيون الروسي ان التعاون الأمني - الاستخباراتي بين البلدين لم يكن من قبل مستمراً كما هو الآن". وتابع انه يؤكد للأميركيين ان روسيا "بلد صديق واننا سوية نتعقب الارهابيين في الأزقة المعتمة في العالم". وعلى رغم انه صنف الشيشانيين الذين قاموا باحتجاز رهائن في مسرح موسكو في خانة الارهاب الا انه تحاشى اطلاق هذه الصفة على قيادة المقاومة الشيشانية. وشدد على ان الموضوع الشيشاني شأن داخلي روسي، لكنه قال "سأحاول ان أوجهه بوتين نحو حل سلمي".