قضى 49 سجيناً وجرح واصيب 89 آخرين في حريق اندلع فجر أمس في سجن سيدي موسى في المغرب. ويعتقد بأن غياب الحراس لدى اندلاع الحريق الناتج عن مس كهربائي أدى إلى هذه الحصيلة المأسوية. واعتبرت جمعيات حقوقية أن العدد المرتفع للضحايا يعود أساساً إلى اكتظاظ السجن، مثل بقية السجون المغربية التي تستقبل سنوياً نحو 5 آلاف سجين من دون أي اصلاح وصيانة لبنيتها التحتية. وهذا الحريق هو الثالث من نوعه في السجون المغربية خلال الفترة الماضية. وأمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بفتح تحقيق قضائي في أسباب الحريق المهول الذي اندلع فجر الجمعة في السجن المدني "سيدي موسى" في الجديدة على بعد حوالى 200 كلم جنوب العاصمة الرباط، وأدى الى مقتل ما لا يقل عن 50 سجيناً تفحّمت جثثهم. وبلغ عدد المصابين نحو 89 شخصاً نُقلوا الى مستشفيات الجديدة والدار البيضاء التي تبعد حوالى 80 كلم عن السجن المدني. وبعض الجرحى في حال غيبوبة. وعزت مصادر مطلعة أسباب اندلاع الحريق الى تماس كهربائي في الجناح الرقم 5 داخل السجن، مما أدى الى حريق امتد لهبه الى بقية الاجنحة. ووقع الحادث في الساعات الأولى من الفجر وكان غالبية المساجين نياماً. ويُعتقد بان غياب الحراس في تلك اللحظة حال دون فتح أبواب السجن لتمكين المعتقلين من النجاة. وأشارت مصادر الوقاية المدنية الى ان السيطرة على الحريق تمت قرابة الثالثة فجراً. وعزت أسباب الموت الى الاختناق في كثير من الحالات. وقالت ان اكتظاظ السجن الذي كان يؤوي أكثر من 1600 سجين بينما سعته لا تتجاوز أكثر من 800، ساهم في مضاعفة عدد الضحايا. وأعلن وزير العدل المغربي السيد محمد عزيمان الذي زار السجن أمس برفقة رئيس الوزراء المعيّن السيد إدريس جطو ورئيس الحكومة السابق السيد عبدالرحمن اليوسفي، ان السلطات فتحت تحقيقاً في الحادث، وان إجراءات اتُخذت للاعتناء بالناجين وبينهم ستة في حال الخطر. ويُعتبر هذا الحادث الثالث من نوعه في ظرف وجيز. فقد تعرض سجن شمال القنيطرة، على بُعد 40 كلم من الرباط، الى حريق مماثل أوقع 12 ضحية. كذلك تعرض سجن عكاشة في الدار البيضاء لحريق أسفر عن مقتل 12 سجيناً. لكن حصيلة حادث سجن الجديدة تُعتبر الأكثر مأسوية. وكان ناشطون حقوقيون دعوا السلطات المغربية مراراً الى تحسين أوضاع السجون. وقال رئيس المرصد المغربي للسجون المحامي عبدالرحيم الجامعي لوكالة فرانس برس ان حادث الجديدة هو الاخطر في تاريخ السجون في المغرب، مشيراً الى انه يشكل "فضيحة" ناتجة "بالتأكيد عن نقص الصيانة في السجون". وقال عضو في المنظمة المغربية لحقوق الانسان ل"فرانس برس" ان هذه المأساة "تعكس اهمال ادارة السجون والسلطات المحلية". واعلن مسؤول في ادارة السجون ان عدد المعتقلين في المغرب تضاعف في السنوات العشر الاخيرة وارتفع من 31 الفاً الى 57 الفاً في 2001 الامر الذي ادى الى تكدس المساجين في السجون. واشار المرصد المغربي للسجون في تقرير نشر أخيراً الى ان عدد نزلاء السجون ازداد بنسبة 12 في المئة في 2002. ولفت الى ان السجون تستقبل كل سنة 5000 سجين جديد على رغم ان البنى التحتية الموجودة لا تستطيع استيعاب هذه الاعداد.