غزة، القاهرة - "الحياة"، ا ف ب - انتقدت السلطة الفلسطينية تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الاميركية الذي اعتبر الانتحاريين الفلسطينيين والذين يدعمونهم "مجرمي حرب". وفيما اكدت السلطة ان الاحتلال الاسرائيلي "هو سبب" العمليات الانتحارية، اعتبرت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" ان التقرير "منحاز" لاسرائيل. وكانت المنظمة الاميركية الناشطة في مجال حقوق الانسان اصدرت تقريرا في 170 صفحة وجه انتقادات عنيفة الى الهجمات الانتحارية وحمل الرئيس ياسر عرفات المسؤولية السياسية عنها، واعتبر ان الهجمات ضد المدنيين "جرائم ضد الانسانية" وان "حماس" و"الجهاد" و"كتائب شهداء الاقصى" ترتكب هذه الجرائم بعملياتها الانتحارية، داعيا الى محاكمة المسؤولين عن هذه المنظمات المشجعين والرعاة لهذه العمليات. ورد نبيل ابو ردينة مستشار عرفات على التقرير بالقول ان "الاحتلال الاسرائيلي هو الذي يتحمل مسؤولية كل ما يجري والمطلوب زواله". وشدد على ضرورة ان تنتقد هذه المنظمة "السبب وهو الاحتلال الذي يؤدي الى هذه العمليات" الانتحارية، داعيا المنظمة الدولية الى "ادانة المجازر الاسرائيلية المستمرة بما فيها مجزرة جنين ورفح وغيرهما". من جانبه، قال القيادي البارز في "الجهاد" محمد الهندي ان تقرير هذه المنظمة يحتوي على "نفس صهيوني ومتحيز للرؤية اليمينية المتطرفة" في اسرائيل، معتبرا ان ما تضمنه التقرير هو "بالضبط ما يتحدث عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والمتطرفون الاسرائيليون". واشار الى ان التقرير "يساوي بين الجلاد والضحية"، مطالبا هذه المنظمة والمنظمات الحقوقية الدولية ب"ادانة الجرائم والمجازر الاسرائيلية". كذلك قال القيادي البارز في "حماس" عبد العزيز الرنتيسي ان التقرير "منحاز تماما لصالح العدو الصهيوني"، مضيفا انه "يتناسى كل الجرائم" ضد الشعب الفلسطيني. واكد ان حركته لا تستبعد ان يكون وراء تقرير المنظمة "اياد صهيونية مشبوهة". الحقوقيون المصريون ينتقدون وفي القاهرة، وصف حقوقيون مصريون تقرير "هيومان رايتس ووتش" بأنه "غير متوازن وخلفياته سياسية"، مشددين على أن مبادئ حقوق الانسان "لا تتجزأ" ومرتكبي هذه العمليات "أبطال". وقال مدير مركز حقوق الانسان لمساعدة السجناء السيد محمد زارع ل "الحياة" إن التقرير انطلق من "رؤية أحادية الجانب" بالتركيز على الأعمال الانتحارية وتجاهل دوافعها والظروف المحيطة بالفلسطينيين، لافتاً إلى أن "حاخامات اليهود يصدرون فتاوى بسرقة المحاصيل الفلسطينية والمنظمات الدولية تتجاهل هذه الدعوات العنصرية التي تمثل خرقاً صارخاً لمبادئ حقوق الانسان". ووصف زارع الهجمات بأنها "عمليات بطولية مشروعة" لتحرير الارض، وقال ان "شارون وعصابته هم مجرمو الحرب الحقيقيون المطلوب محاكمتهم لتهديدهم الأمن والسلم الدولي وارتكابهم مجازر ضد الشعب الفلسطيني". ولفت الى أن "المعاملة بالمثل من مبادئ القانون الدولي"، مشدداً على أن العمليات الانتحارية "تنطلق على هذه الخلفية وهي دفاع عن النفس في وجه وحشية الآلة العسكرية الاسرائيلية ومن العبث الحديث عن حياة المدنيين الاسرائيليين وتجاهل ما يعانيه نظراؤهم الفلسطينيون.