واشنطن - رويترز - قال علماء الفلك أمس انهم رصدوا ثقباً اسود شارداً يندفع بسرعة وسط مجرة درب اللبانة ويلتهم نجماً قديماً ويتجه صوب كوكب الارض. لكن العلماء يطمئنون سكان كوكبنا بأن الثقب لن يقترب من نظامنا الشمسي قبل ألف سنة ضوئية، وأن ذلك لن يحدث قبل 200 مليون سنة، فالسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتقدر بنحو عشرة تريليونات كيلومتر. وعلى رغم تراجع المخاوف يحرص علماء الفلك على تتبع الثقب الاسود من خلال تليسكوب هابل الفضائي لأنه يقدم لهم أفضل دليل حتى الآن على انه تكوَّن لدى انفجار نجم تفوق كتلته كتلة شمسنا عدة مرات. والثقوب السوداء تبتلع بنهم المواد الموجودة في الفضاء ولها قوة جاذبية لا يفلتها شيء ولا حتى الضوء وهي غير مرأية لكن يمكن رصدها من خلال دوامة مصاحبة تلتهم المواد وتلقي بها في الثقب. ويقول فيليكس ميرابيل من لجنة الطاقة الذرية الفرنسية ومعهد الفلك وفيزياء الفضاء الارجنتيني: ان هذا الثقب الأسود هو الثاني الذي يرصد وهو ينطلق بهذه السرعة. وأعلن ميرابيل انه وزملاءه رصدوا ثقباً آخر ينطلق بسرعة اكبر منذ اكثر من عام. ويقول علماء الفلك ان هذا الثقب الاسود المتحرك الذي يعرفونه باسم "جي ار او جيه 1655- 44" لا يمر عبر مجرة درب اللبانة بهدوء لكنه يخترقها بسرعة تصل إلى 402300 كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تزيد اربعة امثال على سرعة بقية نجوم المجرة. ويقول ميرابيل انه اذا اقترب الثقب الأسود من الارض بدرجة كبيرة فيمكن ان "يحدث خللاً في النظام الشمسي"، لكنه يستطرد أن "هذا الثقب لن يقترب الا بعد الف سنة ضوئية اي بعد 200 مليون سنة. واحتمال حدوث كارثة للارض نتيجة لتحرك الثقوب السوداء بسرعة تقترب من الصفر مقارنة بامكانية حدوث كارثة نتيجة لارتطام الكواكب او المذنبات بالارض".