افاد تقرير في لندن ان تنظيم "القاعدة" بث رسالة تتضمن تهديدات جديدة، وتبريراً لاستهدافه مدنيين اميركيين، فيما اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري ان مخاطر وقوع هجمات في فرنسا مرتفعة. الى ذلك كشف تقرير فرنسي ان الاسلامي الجزائري الذي اعتقل في لندن مع اثنين آخرين لمحاولتهم شن هجوم بغاز سام على مترو الانفاق في العاصمة البريطانية، كان يحمل اوراقاً ثبوتية فرنسية مزورة، وهو مكلف التنسيق بين اسلاميين تدربوا في افغانستان وقاتلوا في الشيشان، ويحضرون هجمات في اوروبا. لندن، باريس - أ ف ب - نقلت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية امس، عن مراسل قناة "الجزيرة" في لندن يسري فودة ان تنظيم "القاعدة" بث رسالة جديدة تتضمن تهديدات جديدة وتصف استراتيجيته. وقال فودة الذي اجرى مقابلات في ايار مايو الماضي مع اثنين من الذين خططوا لاعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، انه تلقى الرسالة الصادرة عن مسؤول كبير في تنظيم "القاعدة"، وفيها يبرر التنظيم حربه على "اليهود والصليبيين". وجاء في الرسالة: "يجب ان تنتظروا منا الجهاد والمقاومة والعقاب". واشار تنظيم القاعدة في رسالته الى ان الاميركيين صوتوا بحرية لزعيمهم السياسي ويدفعون بملء ارادتهم الضرائب التي تستعمل لشن حروب جائرة ضد المسلمين. واضافت الرسالة ان "النتيجة هي ان الشعب الاميركي يمول هجمات ضدنا. انهم يرون كيف تصرف ضرائبهم". واوضح تنظيم "القاعدة" في رسالته: "لنا الحق في مهاجمة اولئك الذين يهاجموننا، وتدمير قرى ومدن اولئك الذين يدمرون قرانا ومدننا، وتدمير اقتصاد اولئك الذين سرقوا ثروتنا وقتل مدنيي البلد الذي قتل مدنيينا". وتساءلت الرسالة ايضاً: "هل تعلم حكوماتهم ان مجرمي البيت الابيض هم كبار جزاري هذه الحقبة؟". وأوضح يسري فودة ان الرسالة لا تتضمن تحذيراً فقط للزعماء الغربيين ولكن ايضاً للزعماء العرب. فرنسا الى ذلك، اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري في مقابلة مع اذاعة فرنسا الدولية امس، ان مخاطر وقوع "اعتداءات ارهابية مرتفعة" في فرنسا. واضافت: "اننا بلد مستهدف ولهذا السبب نقوم بتعبئة جميع وسائلنا المتاحة في مجال الاستخبارات والوقاية والحماية واننا مستعدون للتدخل في حال دعت الحاجة". واشارت الوزيرة الى "تبادل" المعلومات "مع عدد من الدول المجاورة". ومضت تقول: "انني مسرورة لأننا اليوم ندرك مخاطر وقوع اعتداءات ارهابية التي ندينها منذ العام 1985 لدى تنفيذ اولى الاعتداءات على اراضينا". وتابعت: "منذ البداية فرنسا مستهدفة اولاً لأنها دولة غربية ولأنها دولة شهدت اعمالاً ارهابية منذ زمن بعيد ولأنها مصممة على مكافحة الارهاب بحزم ولذا فان فرنسا هي من اولى الدول المستهدفة". واوضحت انه تم تعزيز حماية "المواقع الحساسة". مترو لندن ومن جهة اخرى، نقلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الباريسية عن مصدر مقرب من اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية ان الاسلامي الجزائري رابح قادري وهو احد الرجال الثلاثة الذين وجه اليهم القضاء البريطاني تهمة التخطيط لهجوم ارهابي في مترو الانفاق في لندن، كان يحمل اوراقاً ثبوتية فرنسية مزورة لدى توقيفه. وافاد المصدر نفسه ان رابح قادري 30 عاماً الملقب ب"توفيق" قد يكون عنصراً اساسياً في شبكات اوروبية تعنى بارسال ناشطين اسلاميين الى افغانستان والشيشان، موضحاً انه "تحول الى نقطة الاتصال الرئيسية" لشبكات اسامة بن لادن في بريطانيا منذ توقيف زعيمها "ابو دوحة" في لندن بطلب من الاميركيين في اذار مارس 2001". واوضحت الصحيفة ان فرنسا قد تتقدم بطلب لتسليمها "توفيق" الذي قد يكون استضاف في لندن الفرنسي جمال لوازو والفرنسي-الجزائري سمير فراجة اللذين قتلا في افغانستان. وقد يكون رابح قادري ايضاً وراء ارسال رضوان خالد الى باكستان. وخالد هو احد الفرنسيين الذين اوقفوا في افغانستان وهو معتقل حالياً في قاعدة غوانتانامو. وافادت مصادر في الشرطة في لندن ان تهمة "امتلاك اغراض تستخدم في التحضير والتحريض على اعمال ارهابية" وجهت الى رابح شوكت بيس 21 عاماً ورابح قادري وكريم قدوري 33 عاماً وجميعهم من دون عنوان سكني معروف وعاطلون عن العمل. وتشتبه السلطات البريطانية في انهم خططوا لتنفيذ اعتداء بقنبلة غازية في مترو الانفاق في لندن.