سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدمة في اسرائيل ... ونتانياهو "يستثمر" العملية للقيام بحملة اعلامية دولية . الجيش الاسرائيلي يعيد انتشاره في الخليل وسط دعوات الى احتلال الضفة وطرد عرفات والفلسطينيين
الناصرة - "الحياة" اعاد الجيش الاسرائيلي احتلال مدينة الخليل في الضفة الغربية، غداة هجوم الخليل الذي اسفر عن مقتل 12 اسرائيليا. وكان اركان الدولة العبرية عقدوا اجتماعاً مطولاً ليل السبت - الاحد لدرس الرد العسكري على عملية الخليل، وسط توقعات بان يكون "قوياً وعنيفاً" ليروي غليل اقطاب أحزاب اليمين الذين تنافسوا في ما بينهم على اطلاق الدعوات بهدر دم الفلسطينيين وتلقينهم درساً ودك مدينة الخليل فوق رؤوس سكانها. وهي دعوات تأتي في سياق الاستعدادات للانتخابات البرلمانية في كانون الثاني يناير المقبل التي قد تسفر، بحسب استطلاعات الرأي، عن فوز اليمين بغالبية مطلقة في الكنيست الجديدة. وبدت اسرائيل مصدومة من نوعية العملية "المدبرة بشكل دقيق للغاية" وغير المتوقعة بحجم الخسائر في الارواح وسيطر الذهول على مقدمي نشرات الاخبار الاسبوعية في التلفزيون الاسرائيلي بقناتيه وتباينت التقارير الاولية في شأن عدد القتلى والجرحى وراحوا يعتمدون على مصادر فلسطينية واحتاجوا لساعات لينقلوا لمشاهديهم الخبر اليقين. لكن خلافاً لمرات سابقة مماثلة لم تقطع الاذاعة والتلفزيون برامجهما العادية وبث الموسيقى الحزينة، ربما لان العملية استهدفت مستوطنين في المناطق المحتلة عام 1967 وتحديداً المستوطنين في قلب الخليل المعروفين بتطرفهم واعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين الآمنين والتي تنعكس بين الحين والآخر في وسائل الاعلام العبرية. وبثت الاذاعة العبرية ان رئيس الحكومة آرييل شارون كان على اتصال دائم، من مزرعته في النقب بوزير دفاعه شاؤول موفاز ورئيس اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون اللذين يفترض ان يكونا التقيا في ساعة متقدمة من مساء امس مع رؤساء الاجهزة الامنية لإقرار الرد العسكري واستبعدت الاذاعة ان يدعو شارون الى اجتماع لحكومته المصغرة واشارت الى ان هذه الحكومة سبق وخولت رئيسها ووزير الدفاع اتخاذ الخطوات المناسبة. وهدد مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاس بأن الحكومة ستتخذ "كل اجراء مطلوب" للجم الارهاب، متهماً الفلسطينيين "باستغلال اجتماع المصلين لذبحهم". وزاد ان مسألة طرد الرئيس ياسر عرفات من وطنه "قيد البحث وعلى مدار الساعة" وان التنفيذ رهن بضمان الفائدة المرجوة من خطوة كهذه، وتابع ان الحكومة تدرس الموضوع برويّة بعيداً عن "غرائز الانتقام" وتعمل وفقاً لمصالحها الامنية والسياسية. وتطرق فايسغلاس في حديث للاذاعة العبرية الى الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" لوقف الهجمات المسلحة وقال ان كل اتفاق حقيقي يتوصل اليه الفلسطينيون "بجميع تنظيماتهم وقوات الامن التابعة لهم" لوقف النار والاعتداءات على اليهود "اينما كانوا في شتى ارجاء أرض اسرائيل" سيلقى تجاوباً مماثلاً من اسرائيل. وقرر وزير الخارجية بنيامين نتانياهو "استثمار" العملية للقيام بحملة اعلامية دولية تقوم على اعتبار العملية "مذبحة" لا تختلف عن الهجوم على "كيبوتس ميتسر" داخل اسرائيل مطلع الاسبوع الماضي، "فهناك قتلوا أولاداً وهنا قتلوا مصلين" وتزعم الحملة ان العملية وقعت في الخليل التي انسحب منها جيش الاحتلال "لتفادي الاحتكاك مع الفلسطينيين" ضمن ما عرف بخطة "غزة اولاً" وان الفلسطينيين استغلوا هذه "التسهيلات" لتنفيذ "المذبحة". لكن المراسلة العسكرية للإذاعة الاسرائيلية لفتت الى حقيقة ان الهجوم نفذ في "محور طرق مفتوح يخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية لم ينسحب منه الجيش". ورفض المسؤول الاعلامي في وزارة الخارجية التمييز بين عملية فدائية داخل اسرائيل وعملية ضد المستوطنين على اراضي الضفة الغربية، وقال للاذاعة ان مثل هذه المقارنة يعني هدر دم المستوطنين "حتى ان استعمال كلمة مستوطنين وليس اسرائيليين يعني هدر دمهم". ونقلت الاذاعة عن اوساط قريبة من شارون قولها ان العملية تؤكد ان لا قيمة للتفاهمات بين "حماس" و"فتح" لوقف الهجمات المسلحة داخل اسرائيل وان هناك جسماً فلسطينياً واحداً قادراً على وقفها هو السلطة الفسلطينية "لكن رئيسها ياسر عرفات اصدر تعليماته لجماعته في غزة بتجنب المواجهة مع حماس ما يؤكد عدم جدية التنظيمات في مساعيها لوقف الاعتداءات". ودعا وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو الى تبني سياسة الرئيس جورج بوش في الحرب على الارهاب، وقال ان الرد على العملية يجب الا ينحصر في تصفية منفذيها انما بتقويض البنية التحتية للارهاب: "لا تكفي ملاحقة البعوض انما يجب تجفيف المستنقع، وهذا يعني وجوب هدم السلطة الفلسطينية وحماس وجعل الفلسطينيين يدفعون ثمناً باهظاً". وتابع انه يجب هدم القصبة في الخليل والبيوت التي لاذ اليها منفذو العملية وفي الوقت ذاته تكثيف الاستيطان في قلب الخليل وفي كل مكان. وتراوحت سائر الردود بين الدعوة الى اعادة احتلال جميع المناطق الفلسطينية الوزير روبي ريبلين وبين قصفها من دون رحمة وبدء تنفيذ سياسة ترحيل الفلسطينيين النائب ميخائيل كلاينر وانضم رئيس حركة "شينوي" المحسوبة على تيار الوسط النائب تومي لبيد الى غلاة نواب اليمين واصفاً الفلسطينيين ب"العقرب الذي لا يهمه الموت شرط ان يلسع اولاً"، مضيفاً ان الفلسطينيين لا يفهمون سوى لغة القوة. واعتبر وزير الدفاع السابق زعيم العمل بنيامين بن اليعيزر العملية "الاصعب التي عرفناها في السنة الاخيرة تبدد الامال التي علقناها على توفير مناطق هادئة في الضفة الغربية". ورأى زعيم حركة "ميرتس" اليسارية يوسي ساريد ان وجود هذه "المستوطنة السرطانية في قلب الخليل لا يبرر هذا العمل الارهابي".