سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس البعثة الايطالية ل"الحياة": لاعلاقة مع العالم التوراتي ... ومزارع للاميرات في العام1800 قبل الميلاد ."اتفاق سلام" يعود الى نحو 5 الاف سنة ... في مملكة ايبلا السورية
ماذا يحصل لو ان "ايبلائياً" قتل مواطناً من مملكة ابرسال قبل نحو اربعة آلاف سنة؟ هل ستكون العقوبة المفروضة هي ذاتها لو ان "ابرسالياً" قتل مواطناً من ايبلا؟ حسب الرُقم التي اكتشفت في تل مرديخ في ادلب شمال سورية، فإن العقوبات لم تكن متناظرة بين رعايا المملكتين. اذ استطاعت مملكة ايبلا ترجمة تفوقها وقوتها القتالية والاقتصادية في نص الاتفاق الموقع مع الممالك المجاورة، فكانت مواده منحازة لمصلحة رعاياه وتتضمن فرض الاذعان على القوى المعادية. ليست هذه الاهمية الوحيدة في هذا الرُقم الفخاري الذي يعود الى العام 2350 قبل الميلاد، بل ان فرادته تأتي من كونه اول "اتفاق سلام" موقع بين طرفين متجاورين. اذ يقول رئيس البعثة الايطالية باولو ماتييه ل"الحياة": "هذا الرقم الذي ارسلت نسخة منه الى هيئة الاممالمتحدة يعتبر اول اتفاق ديبلوماسي او اول اتفاق سلام في تاريخ المنطقة". ولا يزال هذا الاتفاق المكتوب باللغة الايبلائية موجوداً في متحف مدينة ادلب منذ اكتشافه قبل سنوات في اطار الاكتشافات التي ظهرت في تل مرديخ خلال الاربعين سنة الماضية من عمل ماتييه وبعثته في شمال سورية، ما ادى الى اكتشاف نحو 17 الف لوحة فخارية في 8 في المئة فقط من اجمالي المساحة البالغة 60 هيكتارا. واوضح ماتييه ان هذه اللوحات الرقم تضمنت ارشيفاً مكتبياً يعود الى العام 2300 قبل الميلاد ووثائق تدل الى صلات مع الملك البابلي حمورابي تعود الى العام 1900 قبل الميلاد، الى ان انتهت هذه المملكة في العام 1600 بسبب التحالف الحثي-الحوري". وسألته "الحياة" هل ظهرت ادلة الى وجود علاقة ما بين ايبلا والمملكة العبرية وقتذاك، قال: "ظهرت مزاعم عن وجود علاقة بين ايبلا وتقاليد العالم التوراتي، لكن الامر المؤكد ان مدينة ايبلا أقدم من التوراة بكثير، اذ ان اقدم الاقسام التي حررت منه لا يمكن اعادتها الى اكثر من 800 قبل الميلاد"، مستدركاً: "اما ما قيل عن ورود كلمات مثل "اسرائيل" او "عامور" و"صادوم" و"ابراهام" في وثائق ايبلا، فهذا ليس صحيحاً الامر الذي دحض مساعي بعض الصحافة الاميركية الى اعطاء انطباع عن وجود الفكر العبراني في المكتشفات الاثرية في سورية". ومن الامور النادرة التي تضمنتها مكتشفات ايبلا، ان الاشارات تدل الى دور مهم للمرأة في هذه المملكة. واوضح البرفسور الايطالي في مؤتمر صحافي: "هناك اشارتان الى دور المرأة: الاولى، ان فترة حكم اي ملك كانت تتضمن اشارات الى زيارة لاميرات، اضافة الى اشارة الى السنة التي ولد فيها الملك من امه". وزاد :"لدينا نصوص تعود الى العام 1800-1600 قبل الميلاد تدل الى الى وجود سيدات اشترين مناطق زراعية ومزارع في ايبلا". وبعد افتتاح "المنتزه الاثري" في تل مرديخ في حضور السيدة اسماء الاخرس عقيلة الرئيس بشار الاسد، عاد ماتييه الى روما في انتظار بدء موسم التنقيب الاربعين في تموز يوليو المقبل.