أنقره - "الحياة" شغل نجاح زيارة زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان لإيطاليا، الأوساط السياسية والإعلامية التركية، وأشاع أجواء من التفاؤل في تطوير العلاقات التركية - الأوروبية، بعدما حصل على وعد من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني بتأييد فكرة تحديد موعد لبدء التفاوض على العضوية في الاتحاد. وجاء ذلك في مقابل تعهد أردوغان باتمام الاصلاحات السياسية المتبقية قبل قمة كوبنهاغن الأوروبية، واشاراته غير المباشرة الى حل القضية القبرصية. ويستعد أردوغان للقيام بجولة أوروبية تبدأ من العاصمة اليونانية أثينا في السابع عشر من الشهر الجاري، مروراً بإسبانيا وبريطانيا وبلجيكا. ويعقد اليونانيون الأمل على ان تسهم زيارة أردوغان وطروحاته القريبة من أفكار الاتحاد الأوروبي، في تذويب الجليد بين البلدين لايجاد حل قريب للقضية القبرصية. الا ان هذه الاجواء الايجابية ازعجت على ما يبدو أوساطاً سياسية تركية اعتبرت تصرفات أردوغان وتقرّبه من الاتحاد الأوروبي، خروجاً عن النسق العام الكلاسيكي لسياسة تركيا الخارجية. وانتقد وزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل المنتمي الى حكومة بولاند أجاويد المستقيلة، سياسات أردوغان هذه. وأشار الى انها ستكلف تركيا الكثير. وانتقد غوريل مسودة الحل للقضية القبرصية التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووصفها بأنها فخ، واعتبر تقديمها في هذا التوقيت بالذات خدمة لليونان والقبارصة اليونانيين، قائلاً ان ذلك بعيد من الأخلاق والآداب العامة. واعتبر مراقبون ومسؤولون في حزب العدالة والتنمية تصريحات غوريل هذه محاولة لافساد زيارة أردوغان المرتقبة الى اليونان، ومحاولة لعرقلة حل القضية القبرصية، باعتبار ان من شأن ذلك ان يضيف الى رصيد حزب العدالة والتنمية نجاحاً غير متوقع على صعيد السياسة الخارجية. وفي الوقت نفسه، أدى نواب حزب العدالة والتنمية ونواب حزب الشعب الجمهوري القسم الدستوري، معلنين افتتاح الدورة البرلمانية الثانية والعشرين وبداية عهد سياسي جديد أمس. ومن المنتظر ان يكلف الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر اليوم الجمعة احد نواب حزب العدالة والتنمية وهو عبدالله غول على الأرجح تشكيل حكومة تركية جديدة. وأشار الحزب الى ان حكومته جاهزة، مشيراً الى ان الحكومة الجديدة ستبدأ عملها بداية الاسبوع المقبل. سولانا في أنقره وفي غضون ذلك، زار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مقر حزب العدالة والتنمية في انقره حيث كان في استقباله اردوغان. وأكد ان الحزب لديه فرصة كبيرة لتحسين علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي. وشدد على ان الملف القبرصي يعتبر المحك في هذا المجال. واعتبرت زيارته كمسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي لأردوغان على انها دعم أوروبي جديد لحزب العدالة والتنمية وزعيمه. وأضاف سولانا ان الاتحاد الأوروبي ينتظر بفارغ الصبر تشكيل حكومة "العدالة والتنمية" الجديدة، مؤكداً ان الاتحاد مستعد للتعاون معها الى أقصى درجة.