قالت ندى سردوك، المديرة العامة لوزارة السياحة اللبنانية، انها تتوقع تحسناً متزايداً في حركة السياحة الوافدة الى لبنان، لا سيما تلك القادمة من البلدان العربية، مشيرة الى ان جهود التنمية التي بذلها لبنان على أكثر من صعيد زادت قدرته التنافسية على الصعيد الاقليمي، واعادته، كما كان من قبل، الوجهة التقليدية المفضلة للسياح العرب. وذكرت ل"الحياة" على هامش ترؤسها الجناح اللبناني في معرض "سوق السفر العالمي 2002"، ان الوزارة أعادت النظر في كثير من الاجراءات والبرامج التي كانت تطبقها، وان تغيرات متنوعة ستصبح نافذة ابتداء من العام المقبل على صعيد الترويج والتسويق، بالإضافة الى التنسيق مع القطاع الخاص. وبدا الجناح اللبناني مميزاً، مقارنة بغيره من الاجنحة العربية، وأقل انفاقاً على التجهيزات ومساحات العرض. وعبر المشاركون فيه عن سرورهم من العقود والاتفاقات التي أبرموها، مشيرين الى ان لبنان بات وجهة مألوفة من جديد لمنظمي الرحلات الجماعية من أوروبا وبقية أنحاء العالم. وقالت سردوك ان وزارة السياحة اللبنانية اعتمدت اجراءات اكثر فاعلية لتحسين مردود مشاركتها في المعارض الاقليمية وهي خمسة، والدولية وهي عشرة سنوياً. واضافت: "موازنتنا الخاصة بالمعارضة لا تتجاوز بليون ليرة نحو 70 ألف دولار، لذا قررنا ترتيب أوضاعنا في صورة تتناسب مع هذه الموازنة، وتحديد المعارض التي تهمنا المشاركة فيها اكثر من غيرها". وتقف وزارة السياحة اللبنانية موقفاً مشجعاً للقطاع الخاص اذ انها، وعلى عكس بقية وزارات السياحة العربية، تستضيف مندوبي شركات السياحة والفنادق والسفر اللبنانية في الأجنحة التي تقيمها في أي معرض خارجي ولا تطلب منهم سداد أي مبلغ، وذلك "في بادرة تشجيع من الوزير كرم كرم للقطاع السياحي". وأشارت السيدة سردوك، التي ركزت منذ تسلمها مهمات منصبها قبل عشرة شهور على تفعيل نشاط وزارة السياحة، الى ان النهضة السياحية التي عرفها لبنان ستستمر مع تحقيق معدلات نمو عالية. وقالت: "لدينا مزايا تفاضلية تتيح للبنان المنافسة اقليمياً بكل سهولة. وأثبتت ارتفاع حركة السياحة الوافدة خلال العامين الماضيين ان ربوع لبنان تشكل مقصداً للسائح العربي، والخليجي خصوصاً، ولا يستطيع ان ينافسه اي مقصد آخر لا عربياً ولا دولياً". وأضافت: "عملنا باستمرار على تحسين صورة منتجنا السياحي بكل تنوعه، ويفاجأ السياح القادمون اليوم بالتنوع الشاسع الذي تتميز به السوق السياحية اللبنانية وامتلاكها منتجات مناسبة لكل الموازنات. وبات بوسع السائح سواء أنفق 20 دولاراً على سهرته أو 300 دولار، ان يكون مطمئناً الى قضاء وقت ممتع". وضربت مثالاً على ذلك الخيم الرمضانية في لبنان التي قالت انها باتت تحتل مكانة لا تضاهى في العالم العربي. وقالت: "بوسع السائح ان يسهر في الخيم الرمضانية لفنادق الخمس نجوم مقابل 18 دولاراً لليلة الواحدة، ولو بحث في غير فنادق الخمس نجوم لقضى بدوره وقتاً ممتعاً وبكلفة أدنى". وكشفت عن خطط طموحة لتوسيع القطاع الفندقي خلال السنوات الخمس المقبلة. وقالت ان عدد فنادق الخمس نجوم سيرتفع الى 24 فندقاً، وان الفنادق من هذه الفئة تزداد ليس فقط في بيروت بل ايضاً خارجها. وأشارت الى ان نجاح تجربة سلسلة "ميتروبوليتان" الفندقية في بعبدا وسن الفيل "شجع كثيراً المستثمرين السعوديين على التفكير في فتح فنادق راقية في الحازمية وبعبدا". وأضافت ان سلسلة فنادق "موفنبيك" تفاوض لفتح فندق جديد في مدينة طرابلس، في حين تدرس سلسلة فنادق "روتانا" لفتح فندقين في منطقة الروشة المطلة على البحر في بيروت. واكدت ان لبنان يمتلك أفضل معاهد وجامعات فندقية وسياحية في العالم العربي، وانه ابرم اخيراً اتفاقات مع دول عربية عدة لتدريب كوادرها. وقالت ان لبنان عاد ليلعب، بعد تعافيه، دوره الريادي على صعيد المنطقة، مشيرة الى انه أدخل نظام تصنيف الشقق الفندقية المفروشة، وهي تجربة طلبت دول عربية مساعدتها على نقلها اليها، بالإضافة الى تجارب اخرى في مجال الخدمات السياحية.