قال مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي خالد بن سليّم إن القطاع الفندقي في الامارة الساحلية سيواصل النمو بسرعة كبيرة في السنوات المقبلة بعدما تجاوزت السعة الايوائية المتاحة فيها 30 ألف غرفة في أقل من عشرة أعوام. وذكر في تصريح الى "الحياة"، أثناء حضوره معرض "سوق السفر العالمي 2000" على رأس وفد الشركات المشاركة في جناح دبي في المعرض أن هناك إعلاناً مهماً سيصدر في الخامس والعشرين من الشهر المقبل، و"سيؤكد سعينا الى الاستمرار في تطوير القطاع السياحي في دبي". وأشار إلى ازدياد الاهتمام بدبي كوجهة سياحية مميزة تقبل عليها الأسواق الدولية الموردة للسياح، بما في ذلك السوق البريطانية التي قال انها باتت تحتل مكانة كبيرة على هذا الصعيد باعتبارها سوقاً موردة لمجموعات سياحية كبيرة الى دبي على مدار السنة. وأوضح أن دائرته التي تشارك في صورة دورية في المعارض السياحية التي تنظم في بريطانيا مهتمة بتطوير عملياتها التسويقية في المملكة المتحدة كما في بقية أنحاء أوروبا. وذكر أن حجم السياحة الوافدة من بريطانيا شهد نمواً بين عامي 1998 و1999 فاقت نسبته 30 في المئة، ما أوصل عدد السياح البريطانيين إلى "ربع مليون نزيل فندقي". وتوقع أن تستمر نسبة النمو هذه خلال السنة الجارية. ونوه إلى ان عدد الشركات السياحية البريطانية التي تتعامل مع دبي بات 90 شركة. وقال: "الاتجاه لدى أغلب هذه الشركات الآن هو إعداد كتيبات سياحية منفصلة عن دبي تُعرّف بها كوجهة سياحية قائمة بحد ذاتها. وهذه الشركات تظهر جدية كبيرة في تعاملها مع دبي كوجهة متكاملة تضم كل عناصر الجذب السياحي". وذكر أن "دبي أثبتت أيضاً الآن حضورها في قطاع جديد في السوق السياحية هو قطاع سياحة الحوافز وسياحة المؤتمرات، وهذه تتبع السياحة التقليدية الوافدة الينا بقصد الاستجمام". وأشار إلى ارتفاع عدد الشركات والوكالات القادمة من دبي للاشتراك في جناح دبي في معرض "سوق السفر العالمي 2000" في لندن. وأوضح أن نسبة المشاركة ارتفعت الى 52 مشاركاً مقابل 42 شركة حضرت السنة الماضية. وقال: "هذا النمو مؤشر واضح يظهر جدية عمل قطاع السياحة في دبي. ومشاركة هذه المؤسسات ليست مجانية بل تقتضي منها تخصيص موازنات كبيرة للقدوم وتغطية أكلاف السفر، وهذا إن دل على شيء فعلى أن الشركات واثقة من أنها تقوم بنشاط مثمر في السوق البريطانية". وتحدث عن النمو الذي شهده القطاع الفندقي وما يعرفه من تغيرات فأشار إلى نجاح خطط التوسع في بناء الشواطىء والمنتجعات الشاطئية في دبي بدليل أن هذه المنشآت الراقية تبقى مزدحمة على مدار السنة وتلقى اقبالاً كبيراً من السياح. ولفت إلى أن هذا النجاح أدى في أحيان كثيرة الى التسبب في صعوبة تلبية طلب شركات السياحة لحجز غرف لمجموعاتها بأعداد كبيرة. وأكد أن هناك مجالاً كبيراً بعد لتطوير القطاع الفندقي. وقال: "خلال السنوات الثلاث الماضية شرعنا في عملية تصنيف للفنادق في امارة دبي من نجمة الى خمس نجوم، وباشرنا في تنفيذها عملياً مذ عام ونصف عام وانهيناها بأكملها في نيسان ابريل الماضي". وتابع يقول: "هدفنا من تصنيف جميع منشآتنا الفندقية وضع معايير موحدة تسمح للسائح بأن يعرف مسبقاً ما يتوقعه من معايير على صعيد الخدمة والمعاملة، وبهدف تطوير الخدمة ولضمان تكريس هذه المعايير جزءاً من سوق دبي الفندقية الراقية نقوم بمراقبة دورية للفنادق ونتفقد المنشآت الفندقية. واذا وجدنا أن أياً منها لا يستجيب لهذه المعايير نقوم بخفض رتبته تلقائياً، وهذا أمر لن نتساهل فيه". واعتبر أن الساحل الغربي لدبي حيث قامت مجموعة من أفخم الفنادق في منطقة الشرق الأوسط وبينها "برج العرب" الذي يعتبر أطول فندق في العالم وأفخم فندق في كامل منطقة حوض البحر الابيض المتوسط، سيشهد مزيداً من الاستثمارات. وزاد: "خط الساحل الغربي يضم فنادق ومنتجعات شاطئية عدة شكلت إضافة نوعية للبنى الارتكازية للسياحة في دبي". وقال إن هناك فندقين جديدين سيجري بناؤهما في هذه المنطقة. وأضاف: "لدينا قرابة 272 فندقاً في دبي وهناك فنادق كثيرة غيرها قيد الانشاء. وسبب هذه الطفرة الفندقية الجيدة هو أن القطاع الخاص اقتنع بجدوى العائد الذي تحققه الخدمات السياحية والايوائية وقرر أن يوسع استثماراته في هذه السوق التي يزداد نموها عاماً بعد عام". وقال إن عدد الغرف من كل المستويات التي تضمها دبي حالياً في الفنادق والشقق الفندقية وصل الى 30 ألف غرفة في أقل من عشر سنوات. وأشار إلى أن بين الفئات الفندقية المرشحة للنمو مستقبلاً "فنادق البنسيونات ذلك أن هناك كثيرين يأتون من ايران وشرق افريقيا وآسيا بغرض التسوق في دبي. وهم في اغلبهم من التجارالذين يفضلون النزول في هذا النوع من الفنادق". وأوضح أن دائرته وضعت "برنامجاً لتدريب الموظفين في القطاع الفندقي". وقال: "نحاول بعدما انتهينا من وضع معايير موحدة للقطاع الفندقي، أن نكرس الأمر نفسه على صعيد الخدمات السياحية. ولدينا برامج تدريب جيدة ستمنح فنادقنا التميز الذي يبرزها بين بقية فنادق العالم. وغرضنا من ذلك هو ترسيخ معايير متقدمة للعمل الفندقي لا تقتصر فقط على دبي وحدها وإنما نأمل في أن تصبح أساساً للعمل الفندقي في كامل الشرق الأوسط".