بعد مقاومة ضارية دامت اربعة ايام سقط امس عضوان من جماعة "التكفير والهجرة" السلفية المتشددة في ايدي الوحدات الخاصة من الجيش والشرطة الاردنية التي تنفذ منذ الاحد الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة معان جنوب المملكة للايقاع بهما، فيما تضاربت الانباء حول اعتقال زعيم الجماعة محمد الشلبي الملقب ب"ابو سياف". وافادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا ان "قوات الامن العام تمكنت امس من توقيف اثنين من عناصر العصابة المسلحة، وهما شقيقان، ويعتبر احدهما اكبر مهرّب للسلاح، وضبطت بحوزتهما كمية كبيرة من القنابل اليدوية واسلحة اخرى". واوضحت ان المعتقلين "هما خميس ابو درويش الملقب بالملاّ وشقيقه عصري، علماً ان الاول مطلوب في قضايا جرمية في مقدمها اطلاق النار على مدير شرطة معان ومركز شرطة المدينة" الشهر الماضي. واشارت الوكالة الى ان قوات الامن "عثرت اثناء حملاتها التفتيشية في معان على مشغل لتصنيع وتصليح الاسلحة تحت منزل احد المشتبه بهم، يحتوي على معدات لتصنيع المتفجرات والقنابل الحارقة وقنابل يدوية ومواد متفجرة". وابلغ سكان معان "الحياة" ان "اطلاقاً كثيفاً للنيران جرى تبادله بين المطلوبين وقوات الامن في حي الطور الذي تحصنا فيه مع مجموعة من انصارهما واقاربهما، قبل ان يتمكن رجال العمليات الخاصة من القاء القبض عليهما"، ولفتوا الى ان "الملا خميس الذي كان يحيط خصره بحزام ناسف اصيب بجروح بليغة قبل اعتقاله". وقال السكان ان "ابو سياف اعتقل ايضاً فجر امس بعد معركة صغيرة مع الشرطة التي اعترضته اثناء محاولته الفرار ليل اول من امس الى منطقة اذرح التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن معان" بينما اكد مسؤول امني ل"الحياة" ان الزعيم السلفي "لا يزال طليقاً مع اثنين من اعوانه هما أمير الجماعة السلفية في معان مجدي عزامي، والعضو البارز فيها عمر عبدالغني البزايعة". واكد ان "الطوق الامني الذي تفرضه السلطات حول المدينة والعمليات الاستخبارية المتواصلة لتعقب تحركات هذه الجماعة ستؤدي في نهاية المطاف الى اعتقالهم، حتى لو نجحوا في الهرب الى الصحراء التي تحيط المدينة، او الى بلدتي وادي موسى والشوبك المجاورتين لمعان". ويشكل القبض على "ابو سياف" واعوانه الاربعة الهدف الاول للحملة العسكرية التي لم تشهد لها البلاد مثيلاً منذ عام 1970 عندما اخرج الجيش فصائل فلسطينية مسلحة بالقوة من المملكة، ورفضت السلطات حتى الآن الحديث عن انتماءاتهم العقائدية، واصرت على وصفهم ب"عصابة من الاشرار الخارجين على القانون، والمتسترين تحت مسميات مضللة لكسب تعاطف الرأي العام". وحذر وزير الداخلية الاردني قفطان المجالي من "ان اي محاولة للاخلال بالامن وتخطي القوانين انما هو خطوة عدائية موجهة ضد الوطن مباشرة ويجب التعامل معها على انها ضربة موجهة الى الصميم". وقال امس في محاضرة القاها في جامعة حكومية شمال المملكة ان "عصابة الشر التي روعت مدينة معان تتستر وراء مسميات لا تمت الى ديننا الحنيف بأدنى صلة". ونشأت هذه الجماعة من تيارات سلفية جهادية عادت من افغانستان اوائل التسعينات، ويعد ابو حمزة المصري المقيم في بريطانيا وابو محمد المقدسي من ابرز منظّريهم الذين يدعون الى تكفير النظامين السياسي والاجتماعي والخروج منهما، ومحاربتهما بالوسائل العسكرية.