قتل ثلاثة أردنيين، منهم مدنيان وشرطي، وسقط ثلاثة في حال خطرة جدا بينهم شرطي، واصيب ثلاثون شخصا واعتقل عشرون في مدينة معان، إثر عمليات أمنية مدعومة بالمدرعات بدأتها مئات من القوات الخاصة والشرطة فجر أمس في المدينة التي تبعد 215 كيلومترا عن جنوب العاصمة عمان، وأعقبتها اشتباكات بين القوات المداهمة وعناصر مسلحة وصفتهم السلطات بأنهم خارجون على القانون، وتم فرض حظر التجول ليلا وقطعت الاتصالات الهاتفية والتيار الكهربائي عن المدينة بينما كانت الأوامر الموجهة الى قوات الأمن تقضي بالقضاء على جماعة أصولية مسلحة تحصن قادتها في تلة خزنوا فيها كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة، حسبما صرح وزيرا الداخلية والاعلام قفطان المجالي ومحمد العدوان وشهود عيان. وقال العدوان للصحفيين ان من بين العشرين شخصا الذين أوقفوا عربا غير أردنيين وأجانب وأن قوات الأمن تواصل عمليات البحث عن خمس قيادات لعصابة مسلحة خارجة على القانون، في اشارة الى جماعة (التكفير والهجرة) المتطرفة التي تبحث السلطات عن أحد قادتها ويدعى محمد الشلبي وملقب بأبي سياف الى جانب اربعة من معاونيه. وافادت مصادر متطابقة أن خمسة من قياديي هذه الجماعة موجودون في حي الطور وهو تلة تقع على اطراف معان وتحاصرها حاليا قوات الأمن والشرطة لكونها مقرا رئيسيا للعصابة التي قامت بتخزين كميات كبيرة من الاسلحة المختلفة فيها بينها (آر، بي، جي) ومدافع هاون ورشاشات. أما المجالي فقد أعلن أن قوات الامن أعادت الهدوء والنظام للمدينة التي فرض عليها حظر التجول، بعد أن شهدت خروج العشرات من الشبان احتجاجا على عمليات المداهمة. واتهم المجالي جماعة التكفير والهجرة بالوقوف وراء عدد من الجرائم التي تستهدف ترويع المدنيين وقال ان هذه العصابة التي تتخفى وراء مسميات مضللة وخادعة تتكون من اشخاص فارين من وجه العدالة. وتعد هذه اكبر عملية امنية يشهدها الاردن منذ ارتقاء الملك عبد الله الثاني العرش في فبراير 1999. وأشار مسؤولون الى أن عملية معان لن تنتهي حتى القاء القبض على العناصر المطارة وتجريد العصابة المسلحة من أسلحتها. وتعقب عملية اغتيال أحد الرعايا الأمريكيين العاملين في مجال المساعدات الانسانية في مدينة عمان الأسبوع الماضي.