بكين - رويترز - تتجه الانظار الى عملية تغيير القيادة التي تجري بطريقة سرية في الصين فيما اشاد مندوبون في مؤتمر الحزب الشيوعي بتحرك الرئيس جيانغ زيمين لضم النخبة الرأسمالية الجديدة. ولم يقدم جيانغ الذي يتولى ايضاً زعامة الحزب أي خيوط في كلمته في افتتاح المؤتمر السادس عشر أول من امس تشير الى من الذي سيقود اكبر دول العالم تعداداً للسكان اذا تقاعد هو وزعماء آخرون تتجاوز اعمارهم 70 عاماً من المناصب الحزبية كما هو متوقع هذا الاسبوع. وفي قاعة الشعب الكبرى لزم المندوبون المجتمعون لدرس كلمة جيانغ الصمت في شأن تعديل يتوقع ان يسلم بمقتضاه الرئيس الصيني منصبه الى نائبه هو غينتاو 59 عاماً ليتولى زعامة الحزب على رأس "الجيل الرابع" للزعماء بعد ماوتسي تونغ ودينغ شياو بينغ وجيانغ، لكن يتوقع ان يحرك جيانغ الخيوط من وراء الستار بعد ان يضع حلفاءه في المناصب القيادية ويقر نظريته السياسية التي تسمح بدخول الرأسماليين الجدد الى الحزب ويضمنها في دستوره. ولم يكشف جيانغ عن التغييرات القيادية في الحزب التي احيطت بسرية تامة. ولن يعرف التشكيل النهائي لقيادات الجيل الجديد الا بعد ان يخرج المختارون من وراء الستار ويصطفون في قاعة الشعب الكبرى بعد يوم من اختتام المؤتمر العام للحزب أعماله يوم 14 الشهر الجاري. وينتخب مندوبو المؤتمر السادس عشر البالغ عددهم 2114 لجنة مركزية جديدة من نحو 200 عضو تعقد اول اجتماع في اليوم التالي وتختار مكتباً سياسياً جديداً ولجنة دائمة للمكتب السياسي. وقالت مصادر صينية ان النتيجة محددة سلفاً من خلال تبادل المناصب بين كبار الزعماء الذين يحرصون على الاحتفاظ بالنفوذ السياسي وحماية مصالح اسرهم. وقالت مصادر حزبية ان جيانغ ضمن بالفعل ترقية ثلاثة حلفاء رئيسيين الى اللجنة الدائمة الجديدة، بينهم مستشاره الرئيسي زينغ كوينجهونغ الذي تنحى من منصب رئيس ادارة تنظيم الحزب الشهر الماضي. وسيحقق جيانغ نصراً آخر من خلال الحصول على موافقة على السماح بانضمام الرأسماليين الجدد الى الحزب وتضمين ذلك في دستوره. وأشاد الزعماء والمندوبون الصينيون بكلمة جيانغ التي حث فيها الحزب على ضم الرأسماليين الجدد. وخرج الرئيس الصيني عن التقاليد بأن استخدم كلمته ليتحدث عن الاعوام ال13 التي امضاها في السلطة بدلاً من السنوات الخمس الاخيرة فيما يرى بعض محللون انه تلميح لأنه سيتقاعد على رغم اشاعات في وقت سابق من السنة الجارية بأنه يريد البقاء في السلطة. الى ذلك، ذكر شهود عيان ان الشرطة الصينية اعتقلت ستة اشخاص على الاقل أمس بسبب تنظيمهم احتجاجات فردية خارج مقر قاعة الشعب الكبرى حيث يعقد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني. وأضافوا ان الشرطة طوقت امرأة اثناء نثرها بعض المنشورات في الصباح واقتادتها الى داخل احدى سيارات الشرطة الكثيرة في المنطقة. واعتقلت امرأة اخرى في ميدان تيانانمين القريب بعد تفريغ جوال مملوء بالاوراق امامها. وشوهد اربعة آخرون تعتقلهم الشرطة بعضهم بعد تسليمه منشورات لضباط الشرطة مباشرة. وكان سبعة آخرون اعتقلوا في أول أيام المؤتمر. وانتشر رجال شرطة عاديون او سريون بكثافة في ميدان تيانانمين خلال المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس المقبل. وكان جيانغ وعد في كلمته الافتتاحية بمزيد من الانفتاح السياسي ولكنه استبعد اجراء اصلاحات على النمط الغربي وشدد على ان الحزب سيحتفظ بسيطرته على السلطة.