واشنطن - أ ف ب - توقع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انهياراً سريعاً للنظام الاسلامي الايراني، من طريق اطاحته من جانب الشعب او تحت تأثير صعوباته الذاتية والانقسامات الداخلية. وقال رامسفيلد خلال برنامج اذاعي مساء اول من امس: "اعتقد اننا سنشهد تغييراً في الوضع هناك وان الشباب والنساء والذين يؤمنون بالحرية سيطيحون هذه الحكومة الدينية وستسقط بطريقة ما بسبب مشاكلها الداخلية". واعتبر ان ايران تقودها "مجموعة صغيرة جداً من رجال الدين"، وان "النساء والشباب لا يوافقون على الطريقة التي تدار بها". ورداً على سؤال عن احتمال شن عمل عسكري لاطاحة حكومة طهران اثر اطاحة النظام العراقي، لمح وزير الدفاع الاميركي الى ان واشنطن ترفض هذا الخيار وتعتمد على انهيار طبيعي ل"الجمهورية الاسلامية". وكان رامسفيلد يجيب بذلك بطريقة غير مباشرة على وزير الدفاع الايراني علي شمخاني الذي اعلن ان ايران ينبغي ان تستعد لتكون بدورها هدفاً لهجوم اميركي بعد العراق. وقال شمخاني ان "الحكومة الاميركية تريد اعادة تنظيم المنطقة، وفي هذا السياق، قد تشكل ايران هدفاً". واضاف: "ينبغي ان نستعد لفرضية هجوم اميركي وتعزيز وحدتنا وتفادي كل ما يؤدي الى تقسيمنا". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش صنف ايران الى جانب العراق وكوريا الشمالية بين دول "محور الشر" التي تسعى الى امتلاك اسلحة دمار شامل. وتتناقض تصريحات رامسفيلد مع تحليل حديث لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي يتوقع حصول "تحول بطيء" في المجتمع الايراني اكثر منه ثورة. واعتبر المحللون في ال"سي آي أي" في تقرير رفع الى الكونغرس في نيسان ابريل الماضي ونشر الاثنين الماضي، ان الايرانيين "يفقدون ثقتهم بالانتخابات كأداة للاصلاح" بسبب الوسائل المتشددة لرجال الدين المحافظين. وعلى رغم الاستياء السائد في صفوف الشعب، فان النظام الايراني لا يبدو مهدداً على حد ما تقول ال"سي آي أي" التي ترى ان "قوات الامن تسيطر بسهولة على المنشقين ولا يبدو ان الناس على استعداد للنزول الى الشارع كما انه لم يظهر اي شخص ما يلزم من تأثير وهيبة وقدرة على تحريك شريحة واسعة من الشعب".