اتهم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الصين امس السبت بدعم قدرتها على استعراض القوة في وقت لا تواجه فيه تهديدا وقال إنه ينبغي على بكين أن توسع الحريات السياسية لدعم نموها الاقتصادي ونفوذها. ودقت وزارة الدفاع الأمريكية اجراس الخطر بشأن التحديث العسكري الصيني المتسارع منذ عدة سنوات. ولكن هجوم رامسفيلد الذي جاء في خطاب امام مؤتمر لوزراء دفاع المنطقة يؤكد تزايد القلق في الولاياتالمتحدة بشأن القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المتصاعدة للصين. ولكن في الكلمة التي ألقاها امام جمهور ينتابه القلق بخصوص مواجهات أمريكية صينية محتملة في آسيا خفف رامسفيلد من حدة خطابه المعد سلفا واصر على أن واشنطن لا تسعى لاثارة اضطرابات بالصين أو إثارة سباق حول النفوذ بالمنطقة. وقال في مؤتمر يستضيفه سنويا المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان «الصين توسع على ما يبدو من قواتها الصاروخية وتسمح لها بالوصول الى اهداف في مناطق كثيرة من العالم في الوقت الذي توسع فيه قدراتها الصاروخية داخل هذه المنطقة». «الصين تحسن ايضا قدرتها على عرض القوة وتطور انظمة متطورة من التكنولوجيا العسكرية». واضاف رامسفيلد «ومادامت لا توجد دولة تهدد الصين فالمرء يتساءل.. لماذا هذا الاستثمار المتزايد... لماذا الاستمرار والتوسع في شراء الأسلحة... لماذا الاستمرار في النشر المكثف (للصواريخ)». وأسقط رامسفيلد جملة من خطابه المكتوب كانت تقول «قد يشعر الانسان بقلق من ان هذا التعزيز يضع التوازن العسكري الدقيق في المنطقة في خطر خاصة وليس فقط فيما يتعلق بتايوان». ودعمت الولاياتالمتحدة بشكل واسع رنفاقها العسكري بعد هجمات 11 سبتمبر / ايلول 2001. ويقول بعض الخبراء إن الزيادات في النفقات العسكرية الصينية يمكن توقعها من جانب قوة متصاعدة. واثناء جلسة للرد على الأسئلة تساءل أحد مسؤولي وزارة الخارجية الصينية عما اذا كان رامسفيلد يعتقد حقا أن الصين لا تواجه تهديدا وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة تشعر بتهديد من جانب الصين. وقال رامسفيلد «لا أعرف دولة تمثل تهديداً للصين» واضاف «لا.. نحن لا نشعر بتهديد بسبب ظهور الصين... يروق لي أن ظهور الصين أمر يمكن تفهمه تماما». لكنه قال إن النمو الاقتصادي الصيني المتواصل «سيحتاج إلى انفتاح من شأنه أن يضغط على النظام السياسي الأقل تحررا ولذا سيكون هناك توتر مع مرور الوقت». وردا على سؤال عما اذا كانت تعليقاته تعني أن صعود الصين سيجعل من الحرب على الإرهاب على رأس أولويات المخاوف الأمريكية.. قال رامسفيلد «الصراع مع الإرهاب لم ينته» واضاف أن صعود الصين أمر حتمي ويعد تطورا ايجابيا إلى حد بعيد. وقال ايضا انه أمر «عار من الصحة» أن تكون الولاياتالمتحدة تسعى لزعزعة استقرار الصين لأن ذلك لن يكون جيدا بالنسبة للشعب الصيني أو المنطقة بأكملها. وقال جوناثان بولاك بكلية الحرب البحرية في نيوبورت برود ايلاند «لا زال لدينا شعور بأنه قلق بشكل واضح تجاه الصين.. لكنه لا يقول ما الذي ستفعله الولاياتالمتحدة بخصوص ذلك». وادلى رامسفيلد بهذه التصريحات في الوقت الذي تستعد فيه وزارة الدفاع الأمريكية لنشر تقييمها السنوي للنفقات العسكرية الصينية. من ناحية اخرى قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إن قناة الجزيرة الفضائية تشجع الجماعات الإسلامية المسلحة باذاعتها شرائط فيديو لرهائن في العراق يناشدون حكوماتهم تحت تهديد السلاح سحب قواتها. وكثيراً ما تذيع قناة الجزيرة التي تتهمها واشنطن مراراً بالتغطية المتحيزة لأخبار العراق شرائط فيديو توضح رهائن وهم يناشدون حكوماتهم تحت تهديد السلاح بسحب قواتها من العراق ولكن عمليات القتل التي يبثها المتشددون على مواقع على الانترنت لا تذيعها الجزيرة. وقال رامسفيلد «إذ شاهد أي شخص يعيش في منطقة الشرق الأوسط محطة مثل الجزيرة يوما بعد يوم حتى وإن كان أمريكيا فسيبدأ في التساؤل عن مكمن الخطأ... لكن أمريكا ليست مخطئة... المخطئون هم الذين يظهرون على شاشات التلفزيون ويقطعون رؤوس الناس.. هؤلاء هم المخطئون». وأضاف رامسفيلد «والمحطات التلفزيونية التي تنشر ذلك وتقفز في كل لحظة يحدث فيها عمل إرهابي هي داعمة لتلك الأعمال».