يبدو ان الموسم الجاري في الدوري السعودي لكرة القدم لن يحمل تغييرات كبيرة على صعيد ظاهرة الاقالات الكثيرة للمدربين. فعلى رغم ان الموسم لا يزال في بدايته وقع ضحايا كثيرون من المدربين أبرزهم خالد القروني مدرب الرياض وحسن خليفة الاتحاد، الذي كانت اسندت مهمة الاشراف على الفريق اليه بعدما شعر مسؤولو النادي سهولة مهمة احراز لقب مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد قبل ان يُقصى امام الاتفاق في الدور نصف النهائي. ولم يكن مدرب الاتحاد الالماني سيلفستر تاكاش افضل حالاً من مساعده خليفة بعدما اقيل عقب مباراته الاولى امام القادسية في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين. وبدا اذذاك ان التفاؤل الذي بُني حول قدرات تاكاش التدريبية والذي تجسد بإحاطة وصوله بهالة اعلامية كبيرة تلاشت كلياً في اول مباراة تجريبية خاضها الفريق امام الاسماعيلي المصري وخسر فيها صفر-2. ووضع الاتحاد ثقته مجدداً في مدربه السابق خوسيه اوسكار، على رغم فشله في قيادته الى احراز اي لقب في الموسم الماضي. ولعل قافلة المدربين الراحلين ستطول في المرحلة التالية، حيث يواجه مدرب الاهلي البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش تهديداً حقيقياً بالاقالة بعد خسارة نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد والخروج من دوري ابطال آسيا، علماً انه سبق له ان حقق سبعة ألقاب محلية وخارجية حين كان يدرب الاتحاد. وابتعد فريقا العاصمة النصر والهلال عن صخب اقصاء مدربيهما حتى الآن، على رغم ان حظوظ الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا في البقاء على رأس الجهاز الفني للهلال بدأت تتلاشى بسبب عدم استقرار مستوى الفريق وخلافه مع لاعبين مميزين كثيرين من امثال يوسف الثنيان والمدافع عبدالله الشريدة. ولقي قرار ادارة النصر تمديد عقد الارجنتيني خورخي هايبكر ارتياحاً كبيراً لدى انصار النادي، خصوصاً ان بصماته الايجابية ظهرت بوضوح في الموسم الماضي. وساد الهدوء كلياً في الشباب الذي ارتأى استمرار المدرب بندر الجعيثن في قيادة مسيرة الفريق تمهيداً لمواصلة سيره على طريق النجاح الذي عرفه ببلوغه نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بعدما تصدر ترتيب المجموعة الاولى في الدور الاول بفارق كبير من النقاط عن اقرب منافسيه، على رغم غياب 15 لاعباً رئيساً في صفوفه لأسباب مختلفة. ولا يزال جمهور الرياض ينتظر من المدرب المصري فاروق جعفر الذي خلف القروني الكثير، خصوصاً بعدما منحته ادارة الفريق صلاحيات غير مسبوقة. ويحظى مدرب الاتفاق الهولندي وليام بيرغن بنصيب الاسد من تعاطف جمهور ناديه بعدما قاده الى احراز لقب كأس الأمير فيصل بعد 11 عاماً من الجفاء مع البطولات. وهنا يصح القول ان الهولندي "الانيق" خالف التوقعات التي كانت تشير الى سقوطه الوشيك في دائرة الفشل بعد النقد اللاذع الذي تلقاه من المشرف هلال الطويرقي في مستهل مشوار الفريق في المسابقة. وبات مصير التونسي احمد العجلاني، الذي ساهم في صعود القادسية الى دوري الاضواء، على كف عفريت عقب مطالبة قدساويين كثيرين بضرورة رحيله. ولا تزال الامور غير واضحة في بقية الفرق، علماً ان الطائي مستمر في ايلاء ثقته بالروماني مالدوفان، على غرار الرائد مع البرازيلي جانيني، والنجمة الذي تمسك بوجود التونسي فتحي الجبالي، بينما لا يزال البرازيلي لويس البرتو يحظى بتقدير القيمين على الشعلة الذي يبحث عن البقاء موسماً آخر. وبنظرة سريعة على اسماء المدربين نجد ان المدربين الاميركيين الجنوبيين هم الاكثر في البطولة المحلية، في حين يبلغ عدد المدربين الاوروبيين ثلاثة والعرب مثلهم، وهو ما يحصل للمرة الاولى في تاريخ البطولة، بينما يحمل مدرب الشباب بندر الجعيثن وحده لواء المدربين الوطنيين.