أكد القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ عبدالقادر بوخمخم أنه سيلجأ قريباً إلى إيداع أول دعوى قضائية لدى مجلس قضاء العاصمة ضد اللواء خالد نزار، وزير الدفاع السابق، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب". وقال القيادي السابق المفرج عنه من سجن البليدة سنة 1994 بعد سلسلة من المفاوضات التي أشرف عليها الرئيس السابق اليمين زروال، في مقابلة مع "الحياة"، ان قراره رفع الدعوى القضائية "تعبير عن رفض لما وصلت إليه الجزائر من تدهور واقتتال لا ينتهي، إذ بلغت حصيلة الضحايا أكثر من مئة ألف قتيل وما يزيد على إثني عشر ألف مفقود". وأضاف بوخمخم ان الدعوى ستقتصر فقط على وزير الدفاع السابق دون غيره من جنرالات المؤسسة العسكرية الذين برأ ذمتهم من هذه الأحداث. وقال: "هذا الرجل هو الذي قاد المؤسسة العسكرية وورطها في ما هي فيه. المحاكمة تستهدفه هو أساساً لأن سائق السيارة هو المسؤول عن قيادتها إذا وقع حادث وليس من معه من ركاب ولا حتى السيارة. فاللواء نزار قاد المؤسسة العسكرية إلى طريق الموت والتدمير". وتابع: "إذا أخذنا بمبدأ القانون فوق الجميع فليبرئه القانون ونحن مستعدون تمام الاستعداد لإجراء محاكمة أمام الملأ حتى نعرف من المجرم". ونفى أن يكون الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وراء هذه المحاكمة، كما أشارت إلى ذلك بعض الأوساط السياسية والإعلامية. ولفت إلى أن "هذا الكلام غير مبني على أساس ولا على حقائق". وتابع: "الذين يقولون هذا يريدون صرف النظر عن الواقع الحقيقي وما يجري في البلاد". وأضاف: "نريد أن يلقى هذا الرجل المسؤول عن الحرب في الجزائر بعض ما أصابنا نحن الذين تضررنا كثيراً خلال الأعوام الماضية وفرض علينا السجن والمعاناة". وقال انه يشعر ان "الطبقة السياسية كلها تؤيد هذه المحاكمة والمجتمع برمته يساند هذه الدعوى". واستنكر تصريحات وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني حول تهديد مناصري جبهة الإنقاذ للأمن العام في حال ترشحهم في الاستحقاقات المحلية، مشيراً إلى أنه "من الغريب أن نُمنع من الترشح ويسمح للأحزاب بأن تغازل قواعد جبهة الإنقاذ ومؤيديها". وفي شأن إعلان حركة مجتمع السلم التي يتزعمها السيد محفوظ نحناح توسطها مع الرئاسة لإطلاق الرجل الأول في جبهة الإنقاذ الشيخ عباسي مدني، قال بوخمخم ان "قضية عباسي مدني لا تحتاج إلى وساطة سواء كانت داخلية أو خارجية، بل هي حق قانوني وشرعي حتى يُفرج عنه". وأشار إلى أن الوضع الصحي لمدني 72 عاماً في ترد مستمر منذ أيام. وقال انه قضى لحد الساعة ما مجموعه 22 عاماً في السجن و"هي فترة تؤثر كثيراً على وضعه الصحي خصوصاً بعدما أصيب بنوبة قلبية".