ناقش ضباط في الجيش الجزائري وعدد من الوزراء السابقين وخبراء وجامعيين وصحافيين في ختام اعمال "الملتقى الدولي عن الإرهاب" في الجزائر العاصمة ظروف وقف المسار الانتخابي، وذلك في أول حوار عن هذه القضية منذ وقف المسار الانتخابي قبل عشرة أعوام. وتبنى الملتقى الذي اشرف على تنظيمه مستشار الرئيس الجزائري لشؤون الدفاع اللواء محمد تواتي امس، توصيات تتناقض مع سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ودافع تواتي، في كلمتة التي اختتم فيها الملتقى، بشدة عن دور المؤسسة العسكرية في إدارة شؤون البلاد، لافتاً إلى أن إلغاء المسار الانتخابي كان يهدف إلى مواجهة التهديدات التي كان يتعرض لها "النظام الجمهوري". ودعا إلى قراءة جديدة لتطور الأحداث من بروز ظاهرة التيار الإسلامي الى وقف المسار الانتخابي. وشدد على أن "إلغاء المسار الانتخابي كان يهدف إلى حماية التعددية والديموقراطية". واتهم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة بمحاولة "البرهنة على قوتها في القضاء على الدولة الوطنية". ونفى تواتي أن يكون قادة المؤسسة العسكرية مارسوا ضغوطاً على الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد لدفعه إلى التنحي عن الحكم وقال "لقد استقال بمحض إرادته ولم يكن هناك أي تدخل من الجيش في قراره". واوضح أن استقالة الشاذلي "كانت تهدف إلى وقف الدورة الثانية للمسار الانتخابي، وربما كان يعتقد بأن قراره في هذا الشأن يمكن أن يساهم في حل المشكلة". وأكد أن قيادة أركان الجيش الجزائري تحت قيادته، وضعت تقريرا مفصلا عن مستقبل النظام الجمهوري بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ "قلنا فيه أنه إذا قامت سلطة دينية فهذا غير مقبول ومناف للدستور وحتى للحقائق التاريخية، وقدمنا التقرير إلى وزير الدفاع ورفع في ما بعد إلى رئيس الجمهورية وهذا ليس عملاً تخريبياً بل عمل رسمي". وتابع "بفضل تقرير قادة الجيش لم يتوقف العمل بالدستور". وأكد أن إعلان حال الطوارئ كان يهدف إلى مواجهة الوضع الأمني الجديد. قائد عسكري اميركي من جهة اخرى، بدأ قائد القوات الأميركية في أوروبا جوزيف الستون أمس، زيارة رسمية للجزائر بدعوة من قائد أركان الجيش الجزائري الفريق محمد العماري. وأفاد مصدر رسمي أن المسؤول العسكري الأميركي الذي جاء على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، سيبحث مع مسؤولين في وزارة الدفاع الوطني وهيئة الأركان في "قضايا عدة ذات اهتمام مشترك"، مشيرا إلى أن هذه الزيارة "استمرار لتطوير العلاقات والتعاون العسكري".