سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقربون من صفير نقلوا عنه شعوره "بالمرارة والغيظ" من التطورات . لبنان : لحود يتعاطى بهدوء مع "نداء مجلس المطارنة" ودمشق تنصح حلفاءها بعدم الرد وتركه للمؤسسات
قال الذين التقوا رئيس الجمهورية اميل لحود امس انه تعاطى بهدوء وعدم انفعال مع نداء مجلس المطارنة الموارنة، الذي عاد ففتح النار على الوجود السوري في لبنان وحذر من زوال لبنان وسأل إذا كان اتفاق الطائف قد سقط نهائياً أم لا. واكتفى لحود بطرح الأسئلة على من التقاهم عن اسباب صدور البيان في هذا التوقيت وبهذه اللهجة التصعيدية. وذكرت المصادر الرسمية ان لحود بدا متفاجئاً بصدور النداء، فيما نقل زواره تأكيده انه حين اجتمع مع البطريرك الماروني نصرالله صفير قبل 15 يوماً لم يحصل صدام او خلاف بينهما يستدعي صدور مثل هذا النداء. لكن هذا لا يعني عدم انزعاج لحود من النداء. قال مقرّبون من البطريرك صفير ان حوادث الأسابيع الأربعة الماضية من توقيفات في صفوف معارضين في تنظيمات مسيحية، والاتهاماشت الموجّهة إليهم، وما تبعها من خلافات سياسية سواء بين الحكم وقوى سياسية او بين اركان الحكم انفسهم، ثم لقاءات الحوار بين الرئيس لحود و"لقاء قرنة شهوان" جعلته يراجع تطورات الأحداث خلال السنة الماضية، في شكل ادى الى اقتراحه صدور النداء الذي صدر عن مجلس المطارنة، الذي اعتبر "ان بقاء القوات السورية في لبنان يمنع الديموقراطية ويقضي على الحريات فيه". وذكر هؤلاء في تفسير موقف صفير، ان الأخير "غلب عليه شعور من المرارة والغيظ نتيجة تقويمه للتطورات الأخيرة، فهو يعتقد ان السنة الماضية شهدت مناورات هدفها تنفيس مواقفه المطالبة بإعادة الانتشار، وإضاعة للوقت، وأن اعادة الانتشار الجزئي التي حصلت قبل اشهر قليلة لم تكن بهدف إحداث تقدم في بحث العلاقات اللبنانية - السورية". وأضاف المقرّبون من صفير "انه يعتقد ان محاولات الحوار التي قامت، لا سيما في المرحلة الأخيرة لم تكن جادة وأنه واكبها محاولة لممارسة ضغوط على افرقاء سياسيين مثل "لقاء قرنة شهوان" كي ينضم الى منطق الدولة، ومساعٍ لشق صفوفه مع غيره من القوى السياسية. وأدّت التوقيفات الى مزايدات من قوى مسيحية متشددة مثل العماد ميشال عون، على مواقف صفير، ويمكن القول ان هذه العوامل مجتمعة تقف وراء نداء مجلس المطارنة". وغداة اعلان النداء، اتجهت الأنظار نحو معرفة الموقف السوري من التطورات، فنصحت دمشق الأحزاب والشخصيات اللبنانية الحليفة لها امس بعدم الرد عليه وعلى ما تضمنه من مواقف حيال الوجود السوري في لبنان. وقال مصدر لبناني وثيق الصلة بدمشق ل"الحياة" انه "يجب عدم فتح سجال حول النداء، وترك مجلس المطارنة يتصرف او يعلن المواقف التي يرغب، فالأمور ستسير طبيعية بصرف النظر عن الموقف الذي صدر". وأوضح المصدر ل"الحياة" ان "اتصالات حثيثة جرت خلال الساعات الماضية مع القيادة السورية التي نصحت حلفاءها بتجاهل ما صدر عن مجلس المطارنة، فهذا شأنهم. وإذا من ردود فهناك المؤسسات التي تتولى ذلك. وإذا لدى المجلس النيابي اي موقف او لدى مجلس الوزراء رأي في ما اعلنه مجلس المطارنة، فأن هذه المؤسسات تتولى الرد". وذكر ان الأحزاب الحليفة لسورية كانت تنوي عقد اجتماع لها لكن القيادة السورية لم تبد حماسة. وأضاف المصدر المقرّب من القيادة السورية: "ان من يريد علاقة مميزة مع سورية لا يتحدث بهذه الطريقة ولا يتحدث في هذا الاتجاه. فالتصعيد الذي تضمنه البيان يفوق بجنوحه التصعيد الذي يقوم به العماد ميشال عون. فهم يريدون من رئيس الجمهورية ان يكون رئيساً للموارنة، فيما هو يقول انه ليس رئيساً لطائفة بل لكل البلد. وإذا ارادوا ان يتصرفوا على انهم يمثلون البلد فهذا ليس صحيحاً، وبالتالي فإن النداء لن يترك اثراً سلبياً وهو لذلك لقي الاستهجان والاستغراب". وتابع المصدر: "ان مجلس المطارنة يعود الى الوقوع في الخطأ نفسه وما يقولونه لا يؤدي إلا الى المزيد من التأزم في البلد".