حتى وقت قريب، ظلت شركة "أيسر" موضع أهتمام جمهور المعلوماتية باعتبارها من أبرز صنّاع الكمبيوتر والاجهزة الالكترونية. وتبدو الشركة في سياق إعادة تشكيل صورتها في السوق، بمعنى الانتقال الى العمل على في مجال البرامج وأنظمة الحلول وغيرها. هل أنه مجرد توسع في العمل أم أن ذلك يؤشر الى اتجاه لدى الشركات الكبرى لزيادة التنبه الى الترابط بين الاجهزة المختلفة من جهة، والبرامج والخدمات من جهة ثانية، وخصوصاً مع الانتقال الى مرحلة "الحوسبة المتنقلة" mobile computing واندماج المعلوماتية مع الاتصالات؟ في معرض "جيتكس دبي-2001"، وضعت شركة "أيسر" منصتي عرض في قاعتين متباعدتين، واحدة في القاعة الثالثة، عرضت مختلف أنواع أجهزة الكومبيوتر التي أشتهرت بها الشركة طويلاً، وانتصبت الثانية في القاعة الثامنة، وعرضت أجهزة الاتصال الالكتروني. ويكفي مجرد التأمل في وجود هاتين المنصتين للإحساس بأن شيئاً ما تغير في أساس عمل هذه الشركة. وفي لقاء خاص مع "الحياة"، عبر، مدير الشركة في الشرق الاوسط أريك تيان، عن تفاؤله بحال السوق في المنطقة. فعلى رغم غياب الأرقام والمعطيات الدقيقة عن سوق الكومبيوتر في الشرق الاوسط، الا ان الشركة هي من الثلاث الاول، ونمت مبيعاتها بنسبة 15 في المئة في المنطقة عموماً وبنسبة 44 في المئة في دول الخليج العربي، مقارنةً مع أرقام السنة الماضية. وأرجع تيان هذا النمو القوي في السوق المحلية الى حال من بداية الدخول الى الثورة الرقمية. وبحسب أحصاءات الاممالمتحدة، تضم المنطقة خمسة في المائة من سكان العالم، لكنها لا تشكل سوى نصف في المائة من سوق الكومبيوتر والانترنت العالمية! ويعني هذا ان السوق ما زالت خاماً وفي مرحلة "اختراق وانتشار الاجهزة والشبكات، مع توافر دعم حكومي ملحوظ بشكل عام في دول المنطقة". وفي هذا الوضع، أرتأت الشركة ضرورة التحول "مواطناً عالمياً ومحلياً في الوقت نفسه"، وتعلمت من تجربة تايوان أن التعليم هو ركيزة انتشار الكومبيوتر والشبكات والاقتصاد الذي يرافقهما، لذا تحاول التركيز على الخدمات المرتبطة مع التعليم. وعلى رغم أنها لا تملك أي مبادرة محددة، الا انها تسعى الى ايصال اجهزة وبرامج وخدمات تلبي احتياجات السوق العربية، وضمن أسعار مناسبة. وماذا عن بيروت؟ بدا تيان سعيداً بهذه المدينة التي يراها مهمة، ويمكن العودة اليها حالما تتحسن احوال السياسة. وحالياً تعمل "أيسر" في الشرق الاوسط اعتماداً الى مكتبها في دبي. انشقاق "ويستن" ووصف تيان متغيرات العمل في شركته بأنها "اعادة هيكلة أساسية واستراتيجية" ترتكز الى رؤية مفادها أن المرحلة المقبلة من العمل هي تمكين كل فرد من نقل أي نوع من المعلومات الى أي جهاز عبر أي نوع من الشبكات. ومنذ السنة الماضية، نفضت الشركة عنها صورة "صانع الكومبيوتر"، وأناطت هذا الامر بشركة "ويستن" التي أستقلت بهذا المنتوج. ومع سعيها الى تركيز عملها في مجال المعلومات وتناقلها، صار لزاماً على الشركة العمل في مجال البرامج والخدمات، وكذلك تحضير "منصات" معلوماتية تتناسب مع هذه النقلة. وعلى سبييل المثال، صنعت الشركة أخيراً مجموعة من الأجهزة تجمع الكومبيوتر والخلوي في أداة واحدة، ما يعرف باسم "المساعد الرقمي الشخصي" أو personal digital assistant ، واختصاراً PDA. ورافق ذلك انتاج برامج تُثَبَّتْ في كل واحدة من أدوات PDA، بحيث تقدم الخدمة المطلوبة. وهكذا دخلت "أيسر" دائرة انتاج برامج المعلوماتية، وتبيع بعضها الى شركاء محليين يقومون بتعديل هذه البرامج لتناسب الواقع المحلي، بما في ذلك اللغة. وفي السياق نفسه، تتفق الشركة مع مؤسسات الاتصال المحلي من أجل تقديم خدمات على أجهزة "المساعد الرقمي الشخصي" تتعلق بدخول الانترنت، سواء عبر شبكات الهاتف العادي أو الخلوي أو عبر الاقمار الاصطناعية. وحتى في البرامج المعدة لتتواءم مع أجهزة PDA، لا شيء يمنع شراء البرامج أو الأدوات من شركات أخرى، بما في ذلك الشركات المحلية. ولاحظ تيان الذي قدم الى المعلوماتية من علوم الادارة والاقتصاد، ان الشركة باتت تنظر الى سوق حلول المعلوماتية وأنظمتها. والمقصود بذلك ان الشركة تدرس احتياجات العميل، وهو في الغالب مؤسسة متوسطة أو صغيرة، وتقرر ما يحتاجه من أجهزة الكترونية مختلفة وشبكة داخلية أو لاسلكية أو ما شابهها. وبعد ذلك، تقدم الشركة ما يلزم من أجهزة وخدمات، من "أيسر" وشركائها، بما يضمن بدء العمل واستمراره.