حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع "وكالة فرانس برس" أمس من ان ظهور جبهة جديدة من الصراع في الشرق الاوسط، قد يؤدي الى اضعاف الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. وقال الملك في المقابلة عشية زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لعمان، "ما نخشاه ان فتح جبهة جديدة من الصراع في الشرق الاوسط في العراق سيساهم في تعقيد الوضع وربما في اضعاف الجهود الدولية لمكافحة الارهاب كما اكد الرئيس شيراك الاسبوع الماضي". ونفى مسؤول اردني في تصريح الى "الحياة" تقريراً عن وجود سيناريو اميركي اسرائيلي لضم العراق الى الاردن بعد سقوط النظام في بغداد. وقال ان القوات الاميركية الخاصة في بلاده تجري مناورات لا علاقة لها بتنفيذ عمليات في العراق. اعلن الملك عبدالله ان "جهود مكافحة الارهاب متواصلة"، لكن "لا بد ان ندرك ان استمرار النزاعات والتوتر في منطقة الشرق الاوسط يشكل مجالا خصباً لاستمرار العمليات الارهابية وايجاد الحلول العادلة لهذه الازمات سيسحب البساط من تحت من يحاولون التستر وراء قضايا وطنية ودينية لتحقيق مآربهم في زعزعة الامن والاستقرار". وكان شيراك صرح الاربعاء الماضي الى صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية انه يخشى من ان "تستغل جماعات ارهابية المسألة العراقية ذريعة للقيام بأعمال جديدة". واكد الملك عبدالله ان بلاده ستستمر في المطالبة ب"ايجاد حل للأزمة العراقية عبر الحوار مع الاممالمتحدة والاطراف الاخرى لأننا ندرك مدى الآثار المدمرة للحرب على الشعوب سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية ولن نتوقف عن مطالبة العراق بالقبول الكامل لقرارات مجلس الامن من دون قيد او شرط". وتابع "لعل هذا يساهم في نزع فتيل هذه الازمة الخطيرة ويجنب المنطقة حربا قد تكون نتائجها كارثية". وعن الدور الفرنسي في هذا الاطار، قال "هذا الامر عائد لفرنسا التي تملك ثقلا دوليا". واكد الملك عبدالله ان الاردن "لن يستقبل اي لاجئين لا من العراق ولا من غيره" ولديه "خطط واجراءات تحول دون ان يصبح الاردن مقرا للاجئين". واضاف: "ولكن لن ندخر جهدا في تسهيل عبور مهاجرين الى اوطانهم عبر الاردن اذا وقعت الحرب في العراق، وسنتمسك بموقفنا الرافض اقامة مخيمات لهؤلاء اللاجئين داخل الاراضي الاردنية". وعن المخاوف من امكان ان تستغل اسرائيل الحرب ضد العراق لإبعاد فلسطينيين الى الاردن، اعرب الملك عبدالله عن ثقته في ان الشعب الفلسطيني "يرفض كل المخططات التي تحاك ضده لأنه مؤمن بعدالة قضيته ويعمل من اجل الاستقلال والتحرر حتى اقامة دولته المستقلة على ارضه". واعتبر ان "الموقفين الاردني والفرنسي يتفقان على ضرورة وضع خطة عمل واضحة ومحددة للمفاوضات المقبلة تحدد فيها التزامات كل طرف للوصول للتسوية النهائية التي لا بد ان تفضي الى قيام دولة فلسطينية على الارض الفلسطينية خلال السنوات الثلاث المقبلة". عمان: تدريب القوات الاميركية لا علاقة له بالحرب على العراق أكد الأردن امس ان القوات الاميركية التي تشارك في مناورات على أراضيه "تنفذ برامج تدريبية، لا علاقة لها بأي خطط أو تكتيكات لتنفيذ عمليات داخل أراضي العراق". ونفى بشدة تقريراً سربه تنظيم عراقي معارض عن وجود سيناريو اميركي - اسرائيلي لضم العراق الى الأردن بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين. وأبلغ مسؤول أردني رفيع المستوى ل"الحياة" ان القوات الخاصة الأميركية التي تشارك حالياً في مناورات "النصر المبكر"، مع تشكيلات أردنية وكويتية وعمانية في جنوب المملكة "تقوم ببرامج ميدانية مشتركة في منطقة تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود الشرقية بين الأردنوالعراق، ولم تتلق تدريباً خاصاً في معزل عن الوحدات الأردنية والعربية لتنفيذ مهمات داخل الأراضي العراقية". وكان المسؤول يرد على تقرير نقلته شبكة "سي ان ان" امس افاد ان "حوالى 1500 جندي من القوات الخاصة الاميركية تدربوا في الأردن على التسلل الى غرب العراق في الساعات الأولى للضربة العسكرية المحتملة، للاستيلاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية، وتدمير ترسانة صواريخ "سكود" التي تعتقد الولاياتالمتحدة ان بغداد تخفي العشرات منها". واعتبر المسؤول الأردني ان "من الطبيعي ان يتعرض الأردن لهذا المسلسل المستمر من التسريبات عن أدوار خيالية لا وجود لها واقعياً، ولم تطلب اصلاً منا". وأوضح ان "الاتفاقات العسكرية المبرمة مع الولاياتالمتحدة التي نحصل بموجبها على مساعدات سنوية تزيد عن 150 مليون دولار لا تنص على السماح لقوات اميركية استخدام الاراضي الاردنية لتنفيذ عمليات ضد دول اخرى". وزاد ان "الاميركيين ليسوا في حاجة الى التدرب في الاردن على مثل هذه الخطط، فلديهم اتفاقات مع دول كثيرة في المنطقة تتيح لهم ما هو اكثر من ذلك، خصوصاً ان البيئة الجغرافية والمناخية متشابهة بين معظم دول المنطقة". وسئل عن احتمالات ان تطلب عمان من واشنطن بطاريات صواريخ "باتريوت" لاعتراض صواريخ "سكود" العراقية المفترضة، فأجاب: "اذا كان العراقيون يملكون اي صواريخ بعيدة المدى فالاردن ليس متضرراً منها على نحو مباشر، ولكننا سنجد انفسنا في حرج كبير اذا عبرت تلك الصواريخ اجواءنا باتجاه اسرائيل" كما حدث في شباط فبراير 1991، لأن ذلك "يزيد من ذرائع تل ابيب لاجبار اعداد كبيرة من الفلسطينيين للنزوح الى اراضينا" لكنه اكد ان "الاردن لم يطلب حتى الآن نصب قواعد صواريخ باتريوت في اراضيه". وكانت صحيفة "نيوز داي" الاميركية نقلت في آب اغسطس الماضي عن مسؤولين غربيين ان "واشنطنوعمان تتفاوضان سراً على صفقة حساسة تسمح للقوات الاميركية باستخدام الاراضي والاجواء الاردنية لاحباط اية هجمات صاروخية عراقية ضد اسرائيل، على ان تضمن الولاياتالمتحدة للأردن امدادات بديلة عن نفط العراق وبأسعار زهيدة جداً" ما نفاه وزير الاعلام الاردني محمد العدوان بشدة واعتبره "محض تشويش على المملكة". الى ذلك، استغرب المسؤول نفسه تقريراً نشر اول من امس على الموقع الالكتروني ل"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض بزعامة احمد الجلبي افاد ان "مصدراً عسكرياً رفيع المستوى كشف في بروكسيل خطة اميركية اسرائيلية تم وضع تفاصيلها وتسربت الى الاتحاد الاوروبي، تهدف الى تغيير الخريطة السياسية والحدودية في منطقة الشرق الأوسط وإزالة دولة العراق من الكيان العربي وضمها الى الأردن". وقال المسؤول ان "مثل هذه التقارير جزء من بدائل تطرحها أطراف كثيرة في المعارضة العراقية تجد من يساندها في دوائر عالمية، وتتحدث عن دور للأردن في عراق مستقبلي يجري الجدل حوله، ولكن الأردن يرفض أي دور له خارج حدوده". ثم ان "هكذا سيناريو لو كان مطروقاً بجدية لكان الأردن أول من يعلم به".