فيينا - أ ف ب، رويترز - بعد تأخير دام ساعات استؤنفت المحادثات في مقر الأممالمتحدة في فيينا أمس بين وفدي العراقوالأممالمتحدة بشأن ترتيبات عودة مفتشي الأسلحة، بعد لقاء بين رئيسي الوفدين مستشار الرئيس العراقي عامر السعدي ورئيس لجنة الرصد والتحقق والتفتيش عن الاسلحة هانز بليكس بحضور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. ورداً على سؤال عن سبب التأخير في بدء المحادثات، قال بليكس: "كانت لدينا امور كثيرة نناقشها". ورفضت الاممالمتحدة دعوة الولاياتالمتحدة الى تأجيل عودة المفتشين. وقالت ناطقة باسم مفتشي الاسلحة في فيينا ميليسا فليمينغ: "اننا هيئة تقنية تابعة لمجلس الامن ونتلقى تعليماتنا من المجلس". وكانت فليمينغ تتحدث قبل بدء اليوم الثاني من المحادثات بين وفدي العراقوالأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول طلب مساء أول من أمس من مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة تعليق عودتهم الى العراق بانتظار تبني مجلس الامن قراراً جديداً. وبعدما عبر باول عن ارتياحه للعمل الذي قام به بليكس من اجل اعداد فريق للمفتشين مستعد للتوجه الى العراق، استدرك قائلاً: "اعتقد انه سيكون عليه الانتظار ليرى ما اذا كان مجلس الامن سيعتمد قرارات وتوجيهات جديدة يمكن ان تضطره لتغيير خطته". وجاء طلب باول في برنامج للشبكة الاميركية "بي بي اس" بعد ساعات من اعلان هانز بليكس عن تقدم في المحادثات التي جرت في فيينا مع الوفد العراقي. وقال بليكس بعد جلستين من المحادثات أول من أمس ان العراقيين "يبذلون ما في وسعهم ... لتلبية مطالبنا لجهة عمليات التفتيش، لكننا لم نصل الى الهدف بعد". إلى ذلك، توقع ديبلوماسي بارز على صلة بالمحادثات ان يظهر الوفد العراقي حسن النية بتسليم مفتشي الاممالمتحدة معلومات طال انتظارها عن منشأتهم النووية. واضاف "العراق يعتزم تقديم عدد من الاسطوانات المدمجة أمس تحتوي على معلومات عن المنشآت ذات الاستخدام المزدوج". ولم يقدم العراق هذه المعلومات التي يتعين تقديمها كل ستة شهور منذ عام 1998 عندما غادر مفتشو الاممالمتحدةبغداد عشية هجوم جوي اميركي - بريطاني على العراق. وتتعلق المعلومات بتفاصيل عن وضع عما يطلق عليه المعدات النووية ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن استخدامها في تطوير اسلحة نووية او في برامج مدنية للطاقة الذرية. وابلغ بليكس الصحافيين أمس أن المحادثات الجارية في فيينا تهدف الى تجنب المشاكل المتعلقة بترتيبات اقامة المفتشين وتحركاتهم وغيرها من المسائل. وقال: "من الافضل اجراء المناقشات المفصلة هنا بدلاً من اجرائها بعد الوصول الى العراق... نريد ان تسير الامور بشكل جيد هناك". وقال بليكس والبرادعي ان المفتشين سيحصلون على حرية دخول المواقع الرئاسية التي تمثل قضية شائكة منذ فترة طويلة بمقتضى الاتفاقات القائمة. لكن مصادر مقربة من المحادثات أفادت بأن هناك عدداً من القضايا التي يتعين حلها قبل عودة المفتشين، ومنها حرية الدخول لعشرات المواقع التي تعتبرها بغداد حساسة مثل وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة الى قضايا أخرى، مثل حاجة الاممالمتحدة لاستخدام طائرات استطلاع في منطقتي حظر الطيران في الشمال والجنوب. وذكرت مصادر ان العراقيين أبلغوا الأممالمتحدة بعدم قدرتهم على ضمان سلامة المفتشين في حال وقوع تبادل لاطلاق النار في ما يعتبرونه منطقة حرب. الى ذلك، حض رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد العراق على التعاون الكامل مع المفتشين لتجنب أي ضربة عسكرية أميركية. وقال اجاويد للصحافيين بعد اجتماعه مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز "المهم من الآن فصاعداً هو كيفية تنفيذ ذلك... ينبغي على بغداد ألا تعطي أحداً أي فرصة".