لمح زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن الى مسؤولية اتباعه عن تفجير ناقلة النفط الفرنسية في المياه اليمنية الاسبوع الماضي، والهجوم على المارينز في جزيرة فيلكا الكويتية، وذلك في بيان حمل توقيعه اشاد فيه بالعمليتين. واعتبر ان الحادثتين وصدور بيانات مسموعة ومقروءة من قيادات "القاعدة" وحركة "طالبان" يشكلان "رسالة واضحة وقوية لكل الاعداء والاصدقاء على حد سواء أن المجاهدين بفضل الله ما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وان الله رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً". وجاء في البيان الذي بثه موقعا "النداء" و"جهاد نت" امس وهو مؤرخ في 12 الشهر الجاري: "بعد مرور سنة على الحملة الصليبية على افغانستان، تستعد اميركا اليوم لجولة جديدة من جولات حربها الصليبية على العالم الاسلامي، وهذه المرة ضد الشعب العراقي المسلم، هادفة الى إكمال مخططها في تقسيم الامة وتمزيقها، ونهب ثرواتها وخيراتها، والتهيئة لاقامة دولة اسرائيل الكبرى بعد طرد الفلسطينيين منها". واضاف: "نريد أن نؤكد على فشل الحملة الاميركية في تحقيق اهدافها الرئيسة... في قتل او اعتقال اي من قيادات طالبان او القاعدة او غيرهم من قيادات المجاهدين، وفشلها في تحقيق ما وعدت به من توحيد افغانستان تحت حكومة مركزية واحدة، وتشكيل جيش موحد يحفظ الامن". وسخر من الحملة الاميركية في افغانستان، معتبراً ان "ابرز نجاح منقطع النظير لها كان في إعادة تقسيم البلاد الى كنتونات ممزقة مفرقة يتناحر فيها امراءُ الحرب وتجارُ المخدرات السابقون". وتابع: "وعلى صعيد حقوق الانسان، فأفضل نموذج قدمته الحملة الاميركية في هذا المجال هو حرق مئات الاسرى المقيدين في قلعة جانكي في مزار شريف بالقنابل العنقودية وقذائف النابالم الاميركية المحرمة دولياً... وقتل آلاف آخرين من الاسرى عطشاً واختناقاً في حاويات الموت التي شُحنوا فيها تحت اشراف القوات الاميركية، هذا فضلاً عن آلاف القتلى من المدنيين من النساء والاطفال والشيوخ الذين حصدتهم القنابل الاميركية الذكية والغبية". واضاف: "على صعيد القضاء على المخدرات ... يكفي ان نعلم ان المحصول الافغاني هذه السنة من الافيون حقق رقماً قياسياً لا عهد له به". واعتبر ان "القوات الاميركية ... بدأت الآن تغرق في الوحل الافغاني بكل معداتها وافرادها... واصبحت أمام تعرضها لهجمات المجاهدين، هي التي تحتاج لقوات النظام لحمايتها، فمن يحمي من!". العراق وتابع: "ان الادارة الاميركية تسعى الآن للتغطية على فشلها في افغانستان بالعمل على لفت الانظار عن ذلك بدق طبول الحرب على العراق". ووجه بن لادن نداءً الى الامة الاسلامية قائلاً: "إننا في هذه الاوضاع الخطيرة التي تمر بها امتنا اليوم، بل ويمر بها العالم اجمع، نوجه نداءً الى هذه الامة العظيمة التي هي اعظم الامم، الى هذه الامة المنصورة المرحومة التي لا يزال فيها الخير والخيرون الى قيام الساعة، إلى هذه الامة التي هي خير أمة أخرجت للناس، الى هذه الامة التي لا تزال فيها طائفة منصورة تقاتل على الحق لا يضرها من خذلها ولا من خالفها الى قيام الساعة، إن القضية الآن لم تعد قضية هل الأمة مستهدفة في شكل كامل وشامل، ومن دون تفريق بين من يسمون بالمعتدلين والمتطرفين، او بين الحلفاء والاعداء فقد كفانا العدو مؤونة شف هذه الحقيقة بتصريحاته السرية والعلنية التي كشف فيها عن بعض نواياه العدوانية". عمليتا اليمن والكويت وقال بن لادن: "نهنئ أمتنا الإسلامية بالعمليات البطولية الجريئة التي نفذها أبناؤها من المجاهدين البررة في اليمن ضد ناقلة البترول الصليبية وفي الكويت ضد قوات الغزو والاحتلال الاميركية، فقد ضرب المجاهدون بتفجيرهم لحاملة البترول في اليمن الحبل السري وخط التموين والتغذية لشريان حياة الأمة الصليبية، مذكرين الأعداء بثقل فاتورة الدم وفداحة الخسائر التي سيدفعونها ثمناً لاستمرار عدوانهم على أمتنا ونهبهم لخيراتنا وثرواتنا، كما أكدت عملية الكويت البطولية حجم الخطر الذي يهدد القوات الاميركية أينما حلت من البلاد الإسلامية". وختم قائلاً: "نجدد وقوفنا مع إخواننا القابضين على الجمر حول بيت المقدس في فلسطين، والمرابطين والمجاهدين في الشيشان وأفغانستان والفليبين وأندونيسيا وكشمير وغيرها، والغرباء الفارين بدينهم في كل مكان، والأحرار من المعتقلين والأسرى في سجون الكفرة والطواغيت... أننا ماضون على الطريق، ننتظر إحدى الحسنيين، ونجدد عهدنا مع الله، ووعدنا للأمة، ووعيدنا للأميركان واليهود بأنه لن يقر لهم قرار ولن يهدأ لهم بال ولن يحلموا بالأمن حتى يرفعوا أيديهم عن أمتنا ويكفوا عن عدوانهم علينا ودعمهم لأعدائنا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".