حذّر رئيس البنك الدولي، جيمس وولفنسون، من تنامي الفجوة العميقة بين الدول الغنية والفقيرة مما يهدد السلام العالمي، مشيراً الى ان عدد سكان العالم يصل حالياً الى 6 بلايين نسمة، بينهم 5 بلايين شخص في الدول النامية يحصلون على 20 في المئة فقط من الدخل العالمي، فيما يملك بليون نسمة في العالم الغني 80 في المئة من هذا الدخل. وقال وولفنسون لدى لقائه أعضاء "المركز المصري للدراسات الاقتصادية"، في حضور وزراء مصريين وصحافيين اقتصاديين أمس، ان عدم اتخاذ اجراءات عالمية فعالة لمكافحة الفقر ودعم التنمية المتوازنة "يهدد بزعزعة السلام والاستقرار" واندلاع الأزمات والحروب. وأوضح ان العالم مُطالَب باتخاذ خطوات عاجلة من أجل مكافحة الفساد وزيادة الشفافية والمضي قدماً في تخصيص المشاريع الحكومية وتحسين التعليم وصحة السكان ووضع "استراتيجية فعالة" لزيادة الرفاهية وتخفيف حدة الفقر. وأضاف ان الدول الغنية بدأت تعترف، مثلما حدث في مؤتمرات الدوحة ومونتريه وجوهانسبورغ، بمسؤوليتها ازاء الدول النامية، خصوصاً في ما يتعلق بزيادة مساعدات التنمية وفتح أسواقها أمام سلع ومنتجات الدول النامية، وتقديم الدعم المؤسسي لهذه الدول، لافتاً الى ان ذلك لا يعد نوعاً من المساعدة لتلك الدول، وإنما لتحقيق مصالح الدول المتقدمة في تحقيق الاستقرار ومنع النزاعات المسلحة وخفض الفقر. وأكد ان الدول النامية من جهتها بدأت تعترف بضرورة مكافحة الفساد واتباع نظم قضائية سليمة وزيادة الشفافية من أجل الحصول على التدفقات الاستثمارية والمالية من الدول المتقدمة. وفي ما يتعلق بمصر، أعرب رئيس البنك الدولي عن تفاؤله بمستقبل الاقتصاد، مشيراً الى ان الحكومة اتخذت "خطوات مهمة" لتحسين النظام المالي والنقدي وزيادة الشفافية. وقال ان هناك مؤشرات جيدة الى تحسن معدل النمو في مصر في الفترة المقبلة، حيث ان الحكومة اتخذت خطوات من أجل زيادة معدل النمو الى نحو 6 في المئة.