واشنطن - رويترز - قللت الولاياتالمتحدة من اهمية المكاسب الانتخابية التي حققتها الاحزاب الاسلامية الباكستانية، ووصفت الانتخابات النيابية التي شهدتها باكستان بأنها "حرة نسبياً". وأعلنت الخارجية الاميركية ان واشنطن ستقبل نتائج الانتخابات اذا اكد المراقبون الانطباع المبدئي بأن الانتخابات كانت حرة ومنظمة نسبياً. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم الوزارة ان الولاياتالمتحدة ترحب بالتزام الرئيس برويز مشرف تسليم سلطة الرئيس التنفيذي لرئيس وزراء جديد في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وحققت الاحزاب الاسلامية المعارضة للدور الاميركي في افغانستان، مكاسب في الانتخابات معطية اياها توازن القوى في اي ائتلاف يستعد لتولي السلطة من الحكومة العسكرية. ورأى مراقبون ان نجاح هذه الاحزاب قد يعقد المحاولات العسكرية الاميركية لشن حملة على الهاربين من اعضاء حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في تلك المنطقة الحدودية المضطربة. لكن باوتشر أشار في بيان صحافي الى ان "هناك تحالفاً يضم ستة احزاب دينية ادى الانتخابات في شكل طيب في بلوخستان والاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وسيكون واحداً من احزاب عدة في البرلمان. ونعتقد بأن الشعب والحكومة في باكستان اظهرا بالفعل معارضتهما القوية للارهاب والتطرف ورغبتهما في دفع مجتمعهما في اتجاه معتدل ومستقر. ونأمل ان تلتزم كل الاحزاب التحرك في هذا الاتجاه". واعتبر ان نجاح الاسلاميين لا يمثل بالضرورة فشلاً للولايات المتحدة، ولكن واشنطن ستواصل توسيع الجهود التي تبذلها لشرح السياسة الاميركية او ما يعرف "بالديبلوماسية العامة". ووصف الانتخابات بأنها حجر زاوية مهم في استعادة الديموقراطية في باكستان بعد الانقلاب الذي قام به مشرف عام 1999. وقال ان "الانطباعات الاولى للمراقبين تفيد بأن يوم التصويت جرى في اطار الحرية النسبية وفي هدوء". واضاف "اذا كانت المؤشرات الاولية دقيقة نعتقد ان التمثيل سيكون صحيحاً وان شريحة كبيرة من اراء الشعب الباكستاني ستكون ممثلة في البرلمان". لكن مراقبي الانتخابات من الاتحاد الاوروبي أعلنوا أمس ان الانتخابات العامة تعرضت لتجاوزات كبيرة. وقال رئيس المراقبين الاوروبيين للانتخابات جون كوشنان في مؤتمر صحفي "ان اقامة انتخابات عامة ليس من شأنها ان تضمن ارساء الديموقراطية. ومما يدعو للاسف... ان السلطات الباكستانية تورطت في عدد من التصرفات تسببت في تجاوزات خطيرة في العملية الانتخابية". واظهرت نتائج جزئية للانتخابات أمس حصول الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح قائدي المقربة من الحكم على 77 مقعداً من اصل 267 مقعداً تم فرز اصواتها. وفاز حزب الشعب الباكستاني بزعامة رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو- معارضة ب63 مقعداً متقدماً على ائتلاف الاحزاب الدينية الذي حصل على 45 مقعداً. وحصلت الرابطة الاسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف - معارضة على 14 مقعداً في حين فاز مرشحون مستقلون ب29 مقعداً وذهبت المقاعد المتبقية الى احزاب محلية صغيرة. وستعاد عملية التصويت في ثلاث دوائر بسبب حصول "مخالفات".