عندما يذكر اسم أبو محجوب في الأردن، يتذكر الكثيرون مواقفه وتعليقاته المضحكة التي تعبر عن مشاكل الناس وهمومهم اليومية بسخرية كوميدية. وقد استطاع أبو محجوب، هذه الشخصية الكاريكاتوريّة التي أبدعها رسام الكاريكاتور عماد الحجاج، أن يصل إلى قلوب الاردنيين... لأنه يلقي الضوء على الزوايا المعتمة، ويخوض في القضايا الاجتماعية الشائكة. وشخصية أبو محجوب كما يصفها الحجاج ضاحكة ومرحة، فهو يخفف من وطأة الواقع على الناس وشهرته تضاهي البيروتي "أبو العبد" في لبنان، والصعيدي "كمبورة" في مصر. ويعمل الحجاج الآن على تحويل أبو محجوب إلى شخصية كرتونية حية في إحدى الفضائيات العربيّة، بعد أن تمتع بشعبية كبيرة. وأبو محجوب رجل الشارع المحلي، مواطن عام من الطبقة الوسطى في الأردن. ويعكس الحجاج في يوميات أبو محجوب رسوماً وأفكاراً من حياته اليومية ومن ذكرياته الخاصة في مرحلة الطفولة، وكذلك من ردود الفعل عند المواطنين. ومن كثرة تعلق الناس به، كان بعض المعلنين ينشرون الاعلانات في الصحيفة فقط عند ظهور أبو محجوب. مرات يرتدي بيجاما الملل يقول الحجاج: "يعيش كثير من الناس مشاكلهم من خلال يوميات أبو محجوب... أصعب شيء في الدنيا هو إضحاك الشعب الأردني، أبو محجوب يملأ لدى الناس فراغاً كبيراً". فهذه الشخصية الشعبية المسلية والديناميكية، تنتقد وتعالج المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بطريقة ذكية، من مشاكل عائلية مع الزوجة إلى قضايا السياسة التي تواجه الوطن العربي. تارة يجده القارئ مع أم محجوب في غرفة النوم، وطوراً مندساً في عرس شعبي يهتف "بالكيماوي يا صدام". ومرات يرتدي أبو محجوب بيجاما الملل، وفي أوقات أخرى يخاطب كبار السياسيين في البلد. ومعظم رسوم الحجاج ممزوجة بتفاصيل عفوية دقيقة مستمدة من أحياء شعبية. فمثلاً تجد مكواة مقلوبة وعليها فنجان قهوة أو كأس شاي مرتكز الى إعلان أحد المرشحين للانتخابات، ومرات يتحدث ابريق الشاي مع حذاء بلاستيكي شعبي. وكان أول ظهور لأبو محجوب العام 1993 أثناء أول عمل للحجاج في جريدة الرأي الأردنية. وتزامن ذلك مع الحملة الدعائية للانتخابات في الأردن التي أجريت لأول مرة منذ 22 عاماً... فلم يجد أفضل من شخصية والده المتقاعد العسكري في منتصف العقد السادس ليمثل أبو محجوب... إذ انّه وفق قوله مواطن أردني عنده حس نقدي عال. يروي الحجاج 35 عاماً: "أبو محجوب ولد بالمصادفة، وشخصيته لاقت نجاحاً خلال فترة قصيرة. شعرت بأن الناس في حاجة إليه...". ثم قام بتطوير الشخصية، واكتمل أبو محجوب عندما أصبح له زوجة وأولاد وصديقه الحميم أبو محمد. وتمكن الحجاج من بيع نحو عشرة آلاف نسخة من كتاب سماه "المحجوب"، خلال معرض أقامه قبل ثلاثة أعوام. وعندما شهدت المرحلة تقييداً على الحريات، أصبح أبو محجوب شخصية اجتماعية معبرة عن الرأي السياسي العام. وتمكن الحجاج من رفع سقف الحرية عندما رسم عبد السلام المجالي رئيس وزراء سابق يطمئن أبو محجوب في حلمه، بعد تفجّر أزمة المياه في الاردن قبل أعوام... ثم يصحو أبو محجوب فجأة على رشة مياه فاسدة. ثم أدّى انتقاد المحافظين إلى تعطيل تلك التجربة الرائدة... ويوضح الحجاج: "رسومي لا تسيء الى أحد وأنا لم أكسر أي قاعدة في قانون المطبوعات والنشر. كنت أشكل رسومي بطريقة موضوعية وأضع لمستي عليها". والآن يعمل الحجاج في جريدة الدستور، وهي الثانية في الاردن، وينشر أيضا رسوماً سياسية في الصحافة العربيّة، وعلى موقع الانترنت الخاص بالوكالة الاميركية لرسامي الكاريكاتور والكتاب cws. وهناك موقع خاص لأبو محجوب على الانترنت يحتوي على رسومات لم تنشر في الصحافة العربية علىWWW.mahjoob.com .. وعندما تقوم الجريدة التي يعمل فيها برفض رسمه، يفقد الحجاج الرغبة في العمل لبضعة أيام. فالصحافة العربيّة بحسب رأيه، تعمل بأقل من الحدّ الأدنى الضروري من الحرية، لكنه ليس على استعداد لأن يجعل أبو محجوب يكذب على الناس.