اشكالية سبل التعاطي مع العقل الاسرائيلي ادخلت "صوت داود" الايراني في معترك التخاطب مباشرة مع المجتمع الاسرائيلي بعد شهور قليلة على انطلاقة "كول ديفيد" الاذاعة العبرية الموجهة من ايران الى فلسطينالمحتلة. مصادر القائمين على الاذاعة، ساءها ما نقلته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن السعي لاجراء حوارات اذاعية مع مسؤولين اسرائيليين، وبينهم الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف.، موضحة انها رفضت طلباً تقدم به الاسرائيليون لاجراء حوار معه. واكد ناطق باسم الاذاعة الايرانية ل"الحياة" انها تعتبر دائماً ان العمليات الاستشهادية هي استشهادية وليست انتحارية كما ذكرت صحيفة "هآرتس". "يهود غير صهيونيين" لكن هذه المصادر اضافت ان "ثمة حوارات اذاعية يجريها صوت داود مع اليهود المعارضين للصهيونية على قاعدة التفريق بين الهيودية والصهيونية". وعلمت "الحياة" ان "بعض الحوارات شمل نواباً عرباً ويهوداً في الكنيست وجميعهم من المعارضين لسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون". ومما لا شك فيه ان هذه التجربة على قدر كبير من الحساسية لانها تجمع في داخلها متناقضات اساسية يمكن اختصارها بمدى امكانية الجمع بين معضلات المخاطبة الهادئة لمجتمع لا يعترف الايرانيون بشرعية وجوده على الاراضي الفلسطينية ويدعون الى ازالة اسرائيل. هنا يتوسل اعلاميو "صوت داود" التناقضات الاسرائيلية الداخلية اعتماداً منهم على فهم ان المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع فسيفسائي وعبارة عن شعوب مختلفة تربطها عقائد توراتية، لكن تفرقها عملية تمييز عنصرية بين اليهود الشرقيين والغربيين، والسود والبيض وغيرهم. تشن حربا نفسية هادئة ... وتلعب على تناقضات المجتمع وتقول مصادر في دائرة اعداد البرامج في "صوت داود" ل"الحياة" "ان لغة الخطاب المعتمدة تتركز على وضع الحقائق امام المستمع الناطق بالعبرية، كما ان الحرب النفسية الهادئة هي مبدأ اساسي فيها، ففي الحديث عن تأثير العمليات الاستشهادية الفلسطينية على الواقع الصهيوني، يتم التركيز على تأثيراتها النفسية واستمرارية هذه التأثيرات من خلال اعداد برامج تتعلق بالتنقل بالباصات واختيار المقاعد الاكثر امناً فيها، سواء في مقدمة الباص او وسطه او مؤخرته، وسبل التنقل في الشوارع وعند دور السينما والملاهي وبقية الاماكن العامة، ومثل هذا الامر يجعل ترقب العمليات الاستشهادية هاجساً دائماً للمجتمع الصهيوني". ومن المفارقة ان "صوت داود" التي تتبنى مفهوماً ايرانياً خاصاً للسلام في المنطقة، تخضع لسيطرة المحافظين الموصوفين بأنهم الاكثر تشدداً في معاداة اسرائيل والادارة الاميركية. وتركز هذه النظرة على دعوة الاسرائيليين الى العودة من حيث أتوا من دول العالم وترك فلسطين، او اجراء استفتاء يشارك فيه فقط اهل فلسطين الاصليون من مسلمين ومسيحيين ويهود، ويتم بموجبه تحديد مصير فلسطين ومصير المهاجرين اليهود اليها. ويقول علي اكبر ولايتي مستشار المرشد آية الله علي خامنئي ان الكثير من الاسرائيليين اتصلوا بالسفارات الغربية في فلسطين خلال العام الماضي طلباً لتأشيرات دخول من اجل مغادرة فلسطين بسبب الانتفاضة. ويخلص الى القول: انه اذا استمر الامر على ما هو عليه فإن الحرب ستنتهي، وهذا ما ترفضه واشنطن.