دمشق - "الحياة" يعد هشام شربتجي من المخرجين السوريين الذين ارتبط اسمهم بالكوميديا، ومع هذا نعرف أنه قام بإخراج الكثير من الأعمال الدرامية والاجتماعية، التي كان آخرها مسلسل "أسرار المدينة" الذي كتبه نجيب نصير وحسن سامي يوسف. لكن الشربتجي اشتهر اكثر بأعماله الكوميدية من سلسلة "مرايا" مع ياسر العظمة الى سلسلة "عيلة خمس نجوم" و"يوميات مدير عام" و"بطل من هذا الزمان" و"طيبون جداً". وحالياً يقوم بإخراج مسلسل كوميدي جديد يحمل عنوان "بنات أكريكوز". عن هذا العمل وجديده، التقته "الحياة": لماذا تتجه دائماً الى الكوميديا على رغم نجاحك في مجالات أخرى كما أثبتت تجربة مسلسل "أسرار المدينة"؟ - هذا امر غير مرتبط بي وحدي، لأن الجهات الانتاجية ترى أن أعمالي الكوميدية هي أكثر نجاحاً من الناحية الانتاجية والتسويقية. أمر صعب ألا تجد ان العمل في الكوميديا أمر أصعب من العمل في أي نوع من الأعمال الدرامية الأخرى؟ - من السهل أن نجعل أي شخص يبكي ولكن من الصعب انتزاع الضحكة منه، وجمهور الكوميديا صعب الارضاء وذوقه صعب وهو متنوع ومتباين في شكل كبير تجاه هذا النوع الدرامي المعقد والمركب الذي يحتاج الى جهد متواصل والى التجديد المستمر بالأدوات الاخراجية، والى دراسة عميقة لرغبات المتلقي وتبيان مستوى هذا التلقي باختلاف الشخصيات ومحاولة رسم ابتسامة تلامس أكبر شريحة ممكنة من هذه الاختلافات. فن الكوميديا هو فن متطور، وجمهوره يختلف من زمن الى آخر وأنا دائماً ما أشعر بأنني في كل عمل كوميدي جديد أقوم بنوع من المغامرة، لأن رد الفعل غير محسوب والأهواء والأمزجة متباينة. ولكنني على أي حال أحب المجازفة والتحدي يدفعني دائماً الى الابتكار والتغيير والدقة في انتقاء مفردات أعمالي، ولي أسلوبي الاخراجي الخاص بي، وهذا أمر مختلف عما نجده في التراجيديا، وأي أنواع أخرى من الدراما التي هي برأيي اكثر ضماناً للنتائج من غيرها. ما هو العمل الكوميدي الجديد الذي تخرجه حالياً؟ - مسلسل اسمه "بنات أكريكوز" كتبته سلمى كركوتلي ويمثل فيه كل من خالد تاجا ومها المصري وكاريس وديما بياعة ونادين تحسين بك وعاصم حواط، اضافة الى ضيوف يختلفون من حلقة الى أخرى. وهو من نمط أعمال المكان الواحد، ويتناول حياة أم وبناتها الثلاث. بعد أن يغيب الزوج عن البيت تحاول هذه الأم المحافظة على بناتها ضمن مستوى اجتماعي لائق. في كل حلقة هناك موضوع جديد ومختلف عن الحلقة السابقة، والعمل على رغم شخصياته الثابتة، إلا أنه في كل حلقة يحمل موضوعاً جديداً، وفي كل حلقة يكون هناك ضيوف جدد من الممثلين. الناس والموضة ما هي الموضوعات التي تتم معالجتها؟ - الموضوعات مرتبطة بأبطال العمل أنفسهم، وغالباً ما تكون الشخصيات نسائية، وتتمحور الموضوعات حول اهتمام الفتيات بآخر صرعات الموضة ومشكلات الدراسة والعلاقات الاجتماعية وطموحات هذه الشخصيات وأحلامها في الظروف الخاصة بهذه الأسرة سواء على الصعيد الاجتماعي او المادي. ولماذا التركيز دائماً في أعمالك على هذه التفاصيل الصغيرة ؟ لأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الحياة، وهذه التفاصيل التي أتحدث عنها ترتبط بشريحة واسعة في مجتمعنا السوري عام 2002. دائماً في أعمالك الكوميدية هناك بطولات جماعية، لماذا؟ - لأنني اعتقد أن زمن النجم الكوميدي الواحد انتهى، لأن الزمن تغير وكل زمن يفرز ابداعات ومواهب جديدة بأفكار مبتكرة وأسلوبية عمل وخصوصية تختلف عن غيرها مما سبق، اعتقد في النهاية ان لكل مخرج خطه الخاص به الذي يميزه عن الآخرين، وشخصياً أنا مؤمن بأن من أهم سمات المسلسل الكوميدي الناجح تفجير الطاقات الكوميدية لجميع الممثلين، كل بحسب شخصيته وامكاناته ومهارته، وهذا أمر يعود في رأيي الى قدرة المخرج على ذلك بالدرجة الأولى.