} أقدم الرئيس الباكستاني برويز مشرف على بادرة رمزية عبر مد "يد الصداقة" الى رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي أمس في كاتماندو، غير ان الهند طلبت من باكستان بذل ما يتعدى الكلام في الصراع ضد "الارهاب". وعلى رغم ان نيودلهي كانت استبعدت عقد لقاء رسمي بين الطرفين على هامش القمة، اعلنت مصادر ديبلوماسية ان وزيري خارجية البلدين عقدا لقاء في العاصمة النيبالية، وهو الذي نفته نيودلهي، وقالت انه جاء في اطار القمة ولم يكن ثنائياً. فيما واصلت اسلام اباد حملة الاعتقالات في صفوف الكشميريين. كاتماندو، إسلام آباد، كراتشيباكستان - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - فاجأ الرئيس الباكستاني الجميع لدى نهوضه وتوجهه لمصافحة فاجبايي في ختام خطاب ألقاه لدى افتتاح قمة دول جنوب آسيا في كاتماندو، أكد فيه استعداده للحوار مع الهند "على كل المستويات وفي اي وقت"، مضيفاً في ختام خطابه انه يمد "يد الصداقة الصادقة الحقيقية الى رئيس وزراء الهند". وأضاف: "لنبدأ معاً رحلة السلام والوئام والتقدم في جنوب آسيا" فان "السلام بين الهندوباكستان ضروري" لمستقبل هذه المنطقة". وابتسم فاجبايي الذي كان استبعد عقد قمة رسمية مع الرئيس الباكستاني في كاتماندو، ومد يده بدوره لمصافحة مشرف. لكنه شدد في جوابه على ضرورة تنفيذ اعمال ملموسة لنزع فتيل الازمة بين البلدين حول الارهاب وكشمير، وأشار الى فرص التقارب السابقة بين البلدين التي لم تحقق نتائج، وذكّر بلائحة من العمليات العسكرية المعادية والاعتداءات المنسوبة الى متطرفين مناوئين للهند متمركزين في باكستان، خصوصاً الهجوم على البرلمان في نيودلهي الشهر الماضي الذي نسبته الهند الى اسلاميين باكستانيين. وقال فاجبايي في خطابه: "اني سعيد ان يمد مشرف يد الصداقة اليّ ... ولكن يجب على الرئيس مشرف ان يواصل هذه البادرة بأعمال ملموسة عبر عدم السماح للارهابيين باستخدام اراضي بلاده او اي اراض خاضعة لسيطرتها، لممارسة عنفهم في الهند". ودعا الى تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب في جنوب آسيا متهماً باكستان ضمنياً بزعزعة استقرار المنطقة. وفيما لم يعرف بعد اذا كان الزعيمان سيجتمعان ولو بطريقة غير رسمية على هامش القمة التي تستمر يومين، قال وزير المال النيبالي ان فاجبايي احجم عن حضور اجتماع غير رسمي لزعماء جنوب آسيا حضره مشرف. وكانت مصادر ديبلوماسية أعلنت أمس ان وزيري خارجية البلدين جاسوانت سينغ وعبد الستار عزيز عقدا لقاء في فندقهما في العاصمة النيبالية على هامش القمة. غير ان الهند قللت من مدلول المحادثات مؤكدة انها جرت في اطار قمة كاتماندو. وقالت الناطقة باسم الخارجية الهندية نيروباما راو: "التقيا في مناسبات عدة في اطار رابطة دول جنوب آسيا ولكن لم يعقد اي اجتماع منفصل بذاته". وواصلت الشرطة الباكستانية أمس حملة دهم لمساجد ومنازل وقواعد تابعة لمتشددين في مختلف انحاء البلاد. وقالت مصادر في الشرطة ان المعتقلين ومعظمهم من جماعة "فرسان الصحابة" اعتقلوا في مدن في أنحاء متفرقة من اقليم البنجاب في وسط البلاد وفي اقليم السند في جنوبها في ساعة متأخرة مساء الجمعة وفي الساعات المبكرة من صباح أمس. وقال مسؤول في وزارة الداخلية: "انها عملية مستمرة. حملتنا على المتطرفين في الدين والارهابيين ستتواصل". وفي جنوبباكستان قال شهود ان الشرطة دهمت اربعة اماكن في مدينة حيدر اباد ليل الجمعة بحثاً عن اعضاء من جماعة "فرسان الصحابة". وقال خادم حسين دالون الامين العام للجماعة ان اكثر من 100 من اعضاء جماعته اعتقلوا ليل الجمعة وصباح أمس وان نحو 300 اعتقلوا في الايام الثلاثة الماضية. ووصف وزير خارجية الهند حملات الاعتقال بأنها خطوة ايجابية، "ولكن يتعين عمل المزيد قبل الدخول في محادثات لتهدئة المواجهة" بين البلدين.