استمرت الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من الجمهورية الشيشانية، وأعلنت المقاومة امس مقتل 16 عنصراً من القوات الفيديرالية في هجوم على قافلة عسكرية روسية. وأكدت موسكو ان قواتها حاصرت مدينة ارغون التي لجأ اليها مسلحون شيشانيون، فيما تحقق النيابة العامة في مصرع نائب وزير الطوارئ الشيشاني الذي قتله جنود فيديراليون. وكانت معارك ضارية بدأت في اليوم الاخير من العام الماضي في منطقة كورتشالوي الى الشرق من غروزني. وأعلنت السلطات الفيديرالية مقتل ما يزيد على 100 مسلح شيشاني، وذكرت امس ان عدداً من "رجال العصابات" لجأوا الى ارغون ثالث اكبر المدن الشيشانية. وقال موسار تميربايف رئىس البلدية الذي عينته السلطات الفيديرالية ان تطويق ارغون بدأ عملياً منذ الخميس الماضي ومنع الدخول اليها والخروج منها وقطعت الطرق المؤدية الى المدينة. وأعلنت شرطة المدينة احتجاز 18 شخصاً يشتبه بأنهم على صلة بالمقاومة. ومن جانبهم اعلن الشيشانيون ان اهالي ارغون تعرضوا لعمليات نهب واسعة. وذكر موقع "صوت القوقاز" الالكتروني ان 14 شاحنة "محملة بما سرقه" الجنود الفيديراليون عبرت المدينة متجهة الى قاعدة خان قلعة العسكرية. وأكد الموقع ان مجموعة تطلق على نفسها اسم "لواء ابو الوليد" نصبت كميناً لقافلة عسكرية روسية قرب بلدة تسافيدينو الجبلية وفجرت عبوة ناسفة واشتبكت مع القوات الروسية في معركة استمرت 14 ساعة. وقتل في الاشتباك 16 جندياً روسياً وجرح 15 ودمرت اربع آليات. ولكن لم ترد انباء من مصادر محايدة تؤكد مزاعم اي من الطرفين او تنفيها. من جهة اخرى، بدأت النيابة العامة في غروزني التحقيق في حادث هو الاول من نوعه. اذ قتل جنود فيديراليون رسلان يونسوف نائب وزير الطوارئ في الحكومة الشيشانية الموالية لموسكو. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن شهود ان مدرعة روسية دخلت فناء وزارة شؤون الطوارئ، ولاحظ احد موظفي الوزارة انها المدرعة نفسها التي كان اطلق منها النار على فريق من رجال الطوارئ ما ادى الى جرح احدهم قبل ان تتوارى. وتقرر وقف الآلية حتى اجراء التحقيق، لكن طاقمها لم يمتثل للأوامر وحاول الهرب، فقفز يونسون الى ظهر المدرعة وغطى فتحة الرؤية لمنع السائق من التقدم، ولكن الاخير صدم الجدار وسار في اتجاه مقر الحاكم العسكري الروسي، حيث اطلق الجنود النار على يونسون فأصيب بجروح خطيرة توفي اثرها. وأعلن توقيف اثنين من العسكريين الذين يقاتلون في الشيشان بموجب عقود وقتية. ويعد هؤلاء "المتعاقدون" الاشد وحشية وتنسب اليهم جرائم كثيرة وشكا منهم الحاكم المدني الشيشاني احمد قادروف. ويرى مراقبون ان الاشتباكات الاخيرة تفند ما ذكره الجنرال مولتنسكوي قائد القوات الفيديرالية عن "تشرذم" المقاومة وعجزها عن القيام بعمليات نوعية. واعتبروا ان التصعيد قد يقضي على الاحتمالات الضئيلة اصلاً باستئناف المفاوضات الروسية - الشيشانية للتوصل الى حل وسط يوقف الحرب القوقازية.