استبقت نيودلهي أمس بدء رابطة دول جنوب آسيا أعمال قمتها التي يحضرها رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف في كاتماندو اليوم باعلانها ان لا محادثات على هامش القمة لخفض حدة التوتر مع اسلام آباد. وربط فاجبايي استئناف الحوار الثنائي بما سماه "وقف العنف عبر الحدود"، في ما اعتبر اشارة الى عدم وجود أمل في عقد محادثات ثنائية. لكنه اعتبر ان الحرب مع باكستان لا تشكل "ضرورة" في حال نجحت الجهود الديبلوماسية في حل المشكلة، واستبعد ان تكون الهند اول من يستخدم السلاح النووي في حال اندلاع نزاع. راجع ص7 وفي اطار التحركات الدولية لاحتواء التوتر بدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس في دكا جولة في المنطقة يزور خلالها نيودلهي واسلام آباد. وشدد بلير على المخاطر التي يمكن أن يرتبها على الاستقرار العالمي اندلاع نزاع عسكري بين الهندوباكستان. ونقلت "رويترز" عن بلير قوله: "ان ما نريده هو أن تتخذ باكستان اجراء ضد الارهاب وأن يخفف الجانب الهندي من حدة التوتر قدر الامكان". واستبعد وزير الخارجية الهندي جاسوانت سنغ ان تتطرق قمة كاتماندو الى القضايا الثنائية، فيما جددت اسلام آباد على لسان الناطق باسم الخارجية الباكستانية استعدادها للحوار "في أي زمان وأي مكان وعلى أي مستوى". وأعرب الرئيس الباكستاني الذي توجه أمس إلى نيبال عبر الصين بعدما حظرت الهند على الطيران الباكستاني التحليق في أجوائها عن أمله بأن تسفر الاجتماعات في كاتماندو عن نتائج ايجابية ومثمرة لتعزيز الاستقرار والهدوء في المنطقة. ميدانياً خيم التوتر على الحدود بين البلدين، في ظل استمرار الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل. وفرضت السلطات الباكستانية حظر تجول في منطقة البنجاب "لتفادي تسلل أشخاص غير مرغوب فيهم إلى هذه المنطقة". وأوصت السلطات المحلية الباكستانية السكان بحفر ملاجئ تحت الأرض في مناطق شرق البنجاب في مولتان وديرا غازي خان وباهاوالبور ومظفرغار للجوء اليها في حال شن غارات. فيما بدأ الدفاع المدني تنفيذ إجراءات طوارئ تحسباً لأي هجوم جوي. ونصبت مدفعية مضادة للطائرات في محيط المنشآت الأكثر حساسية مثل مصافي النفط والمحطات الكهربائية في جنوب البنجاب. وألغيت إجازات عناصر الشرطة وطلب من عناصر الاجهزة الطبية تأمين احتياطات كافية من عينات الدم والبلاسما. وحلقت أمس طائرات باكستانية من طراز "جاغوار" فوق سواحل كراتشي في مهمات تدريبية. وكان الرئيس الباكستاني رفض تسليم أي مطلوب باكستاني إلى الهند بعدما سلمت الهند قائمة بأسماء 20 باكستانياً مطلوبين بتهم شن هجمات ضد المصالح الهندية. وحصلت "الحياة" على بعض الأسماء الواردة في القائمة الهندية ومن بينها رئيس "حزب المجاهدين" سيد صلاح الدين وقائدان ميدانيان تابعان له، وزعيم "جيش محمد" مسعود أظهر وزعيم "العسكر الطيبة" حافظ سعيد وأسماء خاطفي الطائرة الهندية إلى أفغانستان في ايلول سبتمبر 1999 الذين تشتبه السلطات الهندية في وجودهم في الأراضي الباكستانية والشيخ عمر الذي أفرجت عنه الهند في تسوية لاطلاق ركاب الطائرة. من جهة أخرى، نفت جماعة "العسكر الطيبة" معلومات صادرة في الهند تفيد بأنها هددت بتفجير ضريح "تاج محل" الشهير في اغرا شمال الهند. ووصف الناطق باسم الجماعة عبدالله سياف ما تردد في هذا الشأن بأنه "رواية مختلقة تماماً من قبيل الدعاية الهندية". وكانت الشرطة الهندية اعلنت انها تجري تحقيقاً بعدما أكد مسؤولون انهم تلقوا رسالة الكترونية من الجماعة تتضمن تهديدات بمهاجمة "تاج محل"، الضريح الشهير المشيد من الرخام الابيض والذي تم بناؤه في القرن السابع عشر، وغيره من النصب التذكارية الهندية. وأعلنت اسلام آباد مساء أمس اكتشاف مخبأ أسلحة قالت انه عائد لجماعة تخريبية تحركها الاستخبارات الهندية.