لم تحل أزمة الكتب اللبنانية والسورية المحتجزة في ميناء دمياط دون مواصلة معرض القاهرة الدولي للكتاب أعماله وندواته ولقاءاته. وقد تميزت هذه السنة بطابع عربي، خصوصاً عبر القضية الفلسطينية التي تناولتها اكثر من ندوة. وبدا معرض القاهرة كعادته كل سنة فسحة جماهيرية بامتياز، اضافة الى كونه سوقاً كبيراً للكتاب المصري والعربي. وهو صورة مختصرة عن الحياة الثقافية العريقة التي تتميز بها القاهرة. هنا قراءة: أزمة حقيقية عاشها الناشرون السوريون واللبنانيون في الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعدما فشلت محاولات عدة للسماح لهم بعرض إصداراتهم الجديدة في المعرض، إذ تم حجز شحناتهم من الكتب في المنافذ الجمركية في ميناء دمياط، وعلى رغم قرار وزير الثقافة المصري فاروق حسني بتمديد فترة المعرض اسبوعاً جديداً كأن ينتهي في السادس من شباط فبراير إلا أنه من غير الواضح أن هناك نيات جدية لحل الأزمة التي بدت أسبابها غامضة بعدما تضاربت أقوال المسؤولين عن المعرض واتحاد الناشرين العرب مع أقوال الناشرين الذين اعتبروا أنفسهم ضحايا البيروقراطية المصرية. ففي حين تؤكد الرواية الرسمية أن تعطيل دخول الكتب إلى المعرض يعود إلى تجاوزات عدة مارسها الناشرون اللبنانيون والسوريون ومنها عدم مطابقة طرود هذه الكتب لقوائم الشحن، إضافة إلى قيام المخلّص الجمركي الذي يتولى شحن هذه الكتب بتقديم أوزان مخالفة للأوزان الحقيقية للطرود، ما اضطر الدوائر الجمركية إلى كشف هذا التلاعب على نحو دفعها لرفع قيمة الجمارك المفروضة على الكتب على نحو مبالغ فيه. ومن المعروف ان هذا المخلّص الجمركي وقع في أزمات سابقة مع الهيئات المسؤولة، ما ساهم في تعقيد الأزمة. وزاد البعض إلى هذه الرواية إشاعات أخرى تؤكد أن جانباً من المشكلة يعود إلى أسباب رقابية على النحو الذي أوضحه الدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة المنظمة للمعرض في تصريحات تحدث فيها عن ضبط مجموعة من الكتب الجنسية تم تغليفها بأغلفة مصاحف، إضافة إلى كتب أخرى ضبطتها الرقابة التي منعت أيضاً بحسب بعض التصريحات تداول كتب تروّج للفكر الديني المعارض أو تتعرض بالإساءة إلى دول عربية شقيقة. وعلى خلاف سرحان تولى الترويج لهذه الرواية إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب والمصريين الذي دخل في مشادات عنيفة مع بعض الناشرين الذين حاولوا عرض المشكلة مع وزير الثقافة المصري الذي وعد بحلها ولكنه أخفق في ذلك على ما يبدو، على رغم اتصالات عدة أجراها مع وزير المال المصري مدحت حسانين وهو ما كشف عن غياب الحد الأدنى من التنسيق بين الوزارتين. "الحياة" استطلعت آراء عدد من الناشرين العرب والمثقفين المصريين وسألتهم عن موقفهم من الأزمة وكيف يمكن أن تؤثر في مسار المعرض مستقبلاً؟ الناشر ماجد علاء الدين صاحب دار علاء الدين السورية يقول: "على رغم اقتراب المعرض من نهايته لا نزال كناشرين نجهل سر الأزمة ولا نعرف الأسباب التي أدت إليها على وجه الدقة. وكل ما نعرفه أننا لم نستطع تلبية شروط الجمارك التي طالبتنا بدفع ما قيمته 230 جنيهاً مصرياً، أي ما يعادل 40 دولاراً أميركياً لتخليص الطرد الواحد، في حين أننا كنا ندفع في السنوات السابقة ما لا يزيد على ستة دولارات أميركية والفارق يكشف عن التقديرات المُبالغ فيها على نحو لم يسمح لنا بفتح أفق للتفاوض في سبيل تقليل قيمتها. وعلى هذا فإنني أؤكد أن المشكلة لم تعالج في شكل صحيح ولم تجد حلاً مناسباً، على رغم أنه من المعروف أن الكتاب في كثير من الدول العربية معفى من الجمارك. وما كنا ندفعه في مصر كان يسمى بالضريبة بدل الإعفاء وكانت في حدود خمسة في المئة من قيمة الطرد". أما مجد حيدر صاحب دار ورد السورية فيؤكد أن "هناك أزمة حقيقية عرفها المعرض تمت التغطية عليها بتلفيق بعض الاتهامات غير الصحيحة التي استهدفت النيل من ناشرين لهم سمعتهم. وأنا أتحدى سمير سرحان لو جاء بنسخة واحدة من الكتاب الذي تحدث عنه وقال إنه كتاب جنسي تم تغليفه بغلاف المصحف والمؤكد أن تصريحاته تصلح فقط للاستهلاك الإعلامي لتبرير الأزمة، لكنه تناسى أن الدار التي اتهمها بذلك - دار رياض الريس - واحدة من أهم دور النشر العربية وصاحبها ناشر محترم ولا يمكن أن يفعل ذلك. ولكن الحكاية بكل بساطة أنهم لا يريدون لنا المشاركة في المعرض وهم متخوفون من أن تثير إصداراتنا الجديدة مشكلات فكرية لا قبل لهم بها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر الآن. وكان الحل الأمثل الذي اهتدوا إليه منع دخول هذه الكتب التي تصدر في بلدان يبدو هامش الحرية التي يتمتع بها النشر أوسع بكثير مما هو متاح في مصر. أما ادعاءات إبراهيم المعلم عن ضبط كتب مزوّرة فهي ادعاءات يائسة لأنه كان من السهل معاقبة الناشر المزوّر واستبعاده بل وشطبه من سجلات الاتحاد بدلاً من عقوبة الجميع من أجله". وينتهي مجد حيدر قائلاً: "ان ما حدث إساءة بكل المعاني على نحو يدفعه للتفكير جدياً في تجميد عضويته في اتحاد الناشرين العرب إلى أن يتم سحب الثقة من إبراهيم المعلم وإقصاؤه في أقرب جمعية عمومية عن رئاسة الاتحاد". ويشير السيد سميح ممثل دار الطليعة الجديدة إلى ما حدث باعتباره "فضيحة وظاهرة غير مسبوقة في تاريخ المعارض العربية". وتساءل: "لمصلحة من يتم تشويه صورة الناشرين السوريين واللبنانيين في وسائل الإعلام وفي الاجتماعات "الماراثونية" التي عقدها ممثلو البيروقراطية المصرية ولم تسفر عن شيء إيجابي، الأمر الذي دفع عدداً من ممثلي دور النشر إلى مغادرة القاهرة ومن بينهم ممثلو دار الساقي ورياض الريس ومركز دراسات الوحدة العربية في بيروت. هذا على رغم المحاولات الجدية التي بذلها كل من وليد ناصيف وعبود عبود كممثلين عن الناشرين السوريين واللبنانيين لحل الأزمة". ويشير ناشر سوري آخر، رفض ذكر اسمه، إلى أن "معرض القاهرة بهذا الإجراء يعيد إنتاج تجربة بدأت في الجزائر. والقاسم المشترك بين التجربتين هو غياب الهدف من تنظيم المعارض التي تستهدف أساساً تجاوز أزمة تسويق الكتاب وفق دورة التوزيع العادية وإجراءات من النوع الذي تم اعتماده في مصر أخيراً من شأنها أن تنسف ما تبقى من آفاق أمام تداول الكتاب العربي. اننا اعتمدنا من قبل آلية لتبادل الإصدارات في ما بيننا كناشرين داخل المعرض بمعنى كتب في مقابل كتب، لما تعطيه هذه الآلية من فسحة أوسع للكتاب وللتخفيف من أعباء التسويق وعملية تبادل العملات. وفي مصر على سبيل المثال كنا نحمل معنا كميات هائلة من الكتب المصرية لتداولها في السوق اللبناني والسوري الذي استقرت فيه عادة القراءة على نحو ينعش الكتاب المصري ويدعمه في صورة جدية، خصوصاً ان مهرجان "القراءة للجميع" يصيب دور النشر المصرية الخاصة بأزمات عدة، ما يجعل المعرض الفرصة الوحيدة لها لعرض منتوجها وتسويقه عربياً. كما أن المعرض وفق هذه الآلية كان يعطينا الفرصة لتسويق كتبنا في السوق المصري وبسبب الأزمة الأخيرة أصبحنا غير قادرين على مواصلة العمل بهذه الآلية لأننا لا نمتلك كتباً جديدة لنتبادلها مع المصريين ولا نمتلك أرباحاً تمكّننا من شراء الكتاب المصري وتسويقه عربياً، كما أننا سنضطر مستقبلاً الى معاملة الناشرين المصريين بالآلية نفسها حين يأتون لعرض كتبهم في معرض دمشق أو بيروت. كما أننا سنفكر ألف مرة قبل أن نأتي بكتبنا إلى مصر وغالباً سنفضّل تصديرها من دون الحاجة إلى المعرض في صيغته الحالية". إحباط وفضيحة وقال نبيل نوفل ممثل دار "الآداب" اللبنانية في معرض القاهرة إن دورة هذا العام أصابته بالإحباط الشديد ليس لسوء التنظيم المعتاد وإنما بسبب خسائره التي لم تكن متوقعة خصوصاً انه جاء محملاً بعدد من العناوين الجديدة التي تم شحنها وكان يأمل في تسويقها إلى أن حدثت الأزمة التي أنهت آماله تماماً، ما انعكس على حجم المبيعات بالنسبة الى دار نشر مثل "الآداب" أو سواها من الدور التي لها قارئ نوعي يتابع إصداراتها أولاً بأول ومن ثم لا يأتي إلا لشراء العناوين الجديدة. ويقول نوفل: "إن هذه الأزمة سببت لنا الكثير من الحرج مع الكتّاب المصريين المتعاقدين مع الدار والذين يحصلون على مستحقاتهم سنوياً من عائد بيع كتب الدار في المعرض وفي ظل الخسارة التي سببتها الأزمة. ومع ارتفاع سعر الدولار لم يكن ممكناً بالطبع تسديد كل مستحقات هؤلاء الكتاب بعدما انخفضت نسبة المبيعات بما لا يقل عن 75 في المئة مقارنة بما تحقق العام الماضي، خصوصاً في ظل عجز الدار عن تلبية طلبات التوريد للكتب الجديدة التي تتعاقد عليها في المعرض مع مؤسسات التوزيع والمكتبات الوطنية". وينتهي نوفل إلى القول بأهمية البحث في إمكان رفع الجمارك المقررة على الكتب أسوة بما هو متبع في المعارض العربية الأخرى. ولأن مصر رائدة في المجال الثقافي كان لا ينبغي النيل من ريادتها استجابة لرغبات مسؤولين ذوي نزعة بيروقراطية يتصرفون كجباة للضرائب أو كرقباء على الفكر في عصر لا مكان فيه للرقابة. خسارة القارئ ويعبّر الكاتب الروائي المصري بهاء طاهر عن حجم الاستياء الذي أصاب المثقفين المصريين بسبب تطورات هذه الأزمة ويقول: "أصابني شعور بخيبة الأمل والإحباط وأنا أتابع حملات التشهير التي مارسها البعض ضد الناشرين السوريين واللبنانيين ومعظمهم ذوو سمعة طيبة وتاريخ ثقافي مشرف والحجّة أن كتبهم تضمنت أشياء خارجة على الرقابة. وتوقعت أن يكون لاتحاد الناشرين العرب دور في إدارة هذه الأزمة وإنهائها. لكن شيئاً من هذا لم يحدث. وإذا كانت المشكلة تعود إلى تغيير معاملات الجمارك وقوانينها، ألم يكن من الأولى إخطار هؤلاء الناشرين بهذه التغييرات قبل أن يتجشموا عناء شحن الكتب في الأصل بدلاً من التكاليف العالية التي تكبدوها نظير الشحن وإيجار القاعات من دون أن يتمكنوا حتى من عرض كتبهم؟ وأعتقد أن مثل هذا الإخطار هو أبسط سلوك من معرض يزعم منظموه أنه الثاني عالمياً. الكاتبة سلوى بكر قالت: "القارئ هو الخاسر الوحيد من الدوران في هذه الحلقة المفرغة التي تغيب فيها المسؤولية وتتبادل فيها الاتهامات بين الناشرين والمسؤولين البيروقراطيين وهو أمر يعكس عدم جدية القائمين على الثقافة في مصر. لأن سؤال الجدوى الثقافية من وراء إقامة المعرض هو السؤال الغائب عن هذا "العرس" الكرنفالي الذي يمكن بقدر من التنظيم والفاعلية أن يلعب دوراً حقيقياً في إثراء الحياة الفكرية مصرياً وعربياً. والسؤال الذي تعكسه الأزمة هو سؤال عن جدوى الثقافة وهل تلعب دوراً فاعلاً في اتجاه تحقيق التنمية والنهضة وهل يمكن تكريسها على نحو يعطي لها الأهمية المتحققة لرغيف الخبز، أم أنها مجرد وسيلة لخدمة الموقت والعابر في السياسات العامة ولتأكيد حضور بعض الأشخاص في الحياة العامة؟". ندوة عن ميسون صقر وفي المقهى الثقافي الذي غصّ بالندوات، جرت ندوة حول كتاب الشاعرة الإماراتية ميسون صقر القاسمي "رجل مجنون لا يحبني" تلتها قراءات شعرية. وقدّم الأمسية الشاعر أحمد الشهاوي ومما جاء في مداخلته: نحن أمام شاعرة تبكي الفقدان، أو ترثي الأمكنة والأزمنة والأحبة، تستكين الى وحدتها، حتى ولو دخلت الى الضوضاء، فهي تخلو الى ذاتها كي تراها، وتنظر الى الداخل، لتعبر عن رغبة دائمة في البحث والحفر والاسئلة، اسئلتي للانتظار، لقيمة أخرى غير الإجابة. فميسون صقر في "رجل مجنون لا يحبني" تستوحد، ويحيا صوتها، ليلامس العالم، من خلال إنشاء وجود قائم على سرد التفاصيل في شعرية تُلمُّ المتناثر. فالشاعرة تُشكّل الأيام - أيامها، وأيام العائلة، زمنها الذي يتقاطع مع أزمنة الآخرين الذين هم جزء منها، في لغة هادئة ترى وجهها الحقيقي فيها، كأنها المرآة التي يتطابق شكلها فيها، لغة من طين الجسد ليست قائمة على ذاكرة، لغة تفرغ طاقة الحلم، حيرى، لأنها صوت قلق الشاعرة، ولسان حيرتها. ميسون صقر في "رجل مجنون لا يحبني"، شاعرة مثلما تصل الى الجوهر عبر البسيط والشفيف والواضح المراوغ، فهي مفتونة بجمع الظلال، وبعثها، في تشكيل يذكر بالفنانة التشكيلية فيها، وغواية ميسون أنها تحرك الساكن في النفس، وتُذكّر القلب، بحيواته، وتاريخه مع الخسارات والهزائم. فهذا ديوان موت، ومحاولة لخلق حياة أخرى، وهو - أيضاً - ديوان شك وانكسار، لا تظفر فيه الشاعرة بشيء مادي سوى انها كتبت ديواناً - سِفراً يدل على أثرها في معرفة الكائن الخفي فيها، ويشير الى أحلامها المبددة، التي ترسمها على الورقة البيضاء. اعتقد أن جُلَّ ما جاء في ديوان ميسون صقر مرّ "من خلال العاطفة"، ولذا جاء أكثر إنسانية، وتواصلاً مع الذات التي تتلقى، فقلبها استند الى الأسى، وهو شفيف وعميق، إذ رمت "ذاكرتها الثقافية" جانباً، واعتمدت ذاكرة الروح، والقلب، والنفس في تحولاتها وأشواقها وتاريخها، وهذه الذاكرة تصحو كل يوم على الخسارات. وإذا كان هذا الديوان، هو عمل شعري قائم على المعرفة، معرفة الروح بنفسها، فالشاعرة فيه هزمت المعرفة الصارخة، وأبقت على ما يشير ويلمح من دون أن تستعرض معارفها. ربما أعول في قراءتي لعمل ميسون صقر "رجل مجنون لا يحبني" على ارتباكها الإنساني داخل النص، ذلك الارتباك الذي خلق وجوداً يعتمد بناء أسطورة شخصية حيث نرى الاشجار أُمّاً للذات الشاعرة، وجسدها في لحظة أخرى. ميسون صقر التي تفوز بالخسران، كلماتها وحروفها وأفكارها تنحرف ناحية الشك، لا يقين لديها، ولا تعتمده اسلوباً في الكتابة، فقط هي تحاول أن تتلمس الحقيقة، حقيقة أن تكون هي، عبر تقنية النقاء الذي تقوم عليه وحدتها الشعرية. ميسون صقر شاعرة ليست لديها حقائق واضحة، فهي مجرورة الى التيه، تبدأ ديوانها بحفر جواني، حيث تتحد الذات بذات أخرى متعيّنة لدى الشاعرة. ومنذ الصفحة الأولى في هذا العمل الشعري، تُعلن ميسون بيانها عن كتابتها، حيث تشير الى أنها سترحل بقارئها "في العمق". والشاعرة في أجزاء الديوان الخمسة اربعمئة صفحة من القطع المتوسط، تُراوح في أكثر من مكان، وأكثر من لغة، وأكثر من تشكيل، لتصل في النهاية الى صورة كلية، تجمع هذه المراوحات في لوحة واحدة متعددة حركية. يمكن اعتبار هذا الديوان بمثابة "حديث للرؤية"، بمعنى محاولة من الشاعرة كي ترى نفسها. فهي تتحرك في فضاء الكون وحدها، حيث "ثمة سماء مركبة/ والطبيعة مُدانة بي"، ويمكن اعتباره نجاةً من عزلة الشاعرة التي تكسّرت فيها لغتها، والتكسّر هنا - ربما - يعني التوقف عن الكتابة، وهو لا يعني للمبدع سوى الموت المبكر. والشاعرة عبر هذين الاعتبارين، تراكم عيناها الأشكال، حيث نرى الصورة تتنزل من العين الى القلب، ومن القلب الى الورقة. وهي بضلوع محبتها تصنع لنا حبالاً كي نصعد مهيئين لتلقي نصها.