لاغوس - أ ف ب - أفادت صحيفة نيجيرية أمس ان اكثر من الفي شخص قضوا غرقاً في قناتين في لاغوس عندما كانوا يسعون الى الفرار من حريق اندلع الاحد الماضي إثر انفجار في مستودع للاسلحة تابع لثكنة عسكرية، فيما أشارت أول حصيلة رسمية لهذه "الكارثة الوطنية" كما وصفها الرئيس اولوسيغون اوباسانجو، الى مقتل 600 شخص. وفيما اعتبرت سلطات لاغوس أمس ان اي حصيلة تتحدث عن سقوط اكثر من 600 قتيل تعتبر "مجرد تكهنات"، وأعلن الصليب الاحمر النيجيري ان آلاف الاشخاص اعتبروا في عداد المفقودين. وتواصلت أعمال انتشال الضحايا طوال ليل أول من أمس من قناتين في لاغوس، وقال ديلي الاكي المسؤول الاعلامي الحكومي: "انتشل حتى الليلة قبل الماضية 600 جثة من القناتين". وقال شهود ان فرق الانقاذ انتشلت نحو 200 جثة من قناة اوكي افا قرب الثكنات العسكرية في ايكيجا حيث وقع الانفجار، فيما أشار سكان محليون ساعدوا في عمليات الانقاذ ان الجنود وعمال انقاذ آخرين اخرجوا ما يزيد على 300 جثة من قناة باكو المجاورة. وأعلن الناطق باسم الصليب الاحمر النيجيري باتريك باوا ان "آلاف الاشخاص معظمهم من الاطفال نزحوا فيما لا يزال آلاف في عداد المفقودين". واضاف ان منظمة الصليب الاحمر اقامت مخيمين لايواء النازحين. وتحاول منظمة الصليب الاحمر منذ الاثنين لم شمل العائلات التي تفرق افرادها لكنه عمل يتطلب وقتاً كما قال باوا، موضحاً "حتى الآن سجلنا 800 عائلة من المهجرين ومهمتنا هي لم شمل العائلات التي تفرق اعضاؤها. كما سجل 300 طفل غير مرافقين". واكد ان "من الصعب ايجاد عائلة واحدة بكامل افرادها". وهرب مئات آلاف الاشخاص من حي ايكيجا المكتظ بالسكان في لاغوس بعد انفجار مستودع الاسلحة، وغرق المئات منهم في قناة المدينة لدى محاولتهم الهرب من الحريق الهائل الناجم عن الانفجار. ومعظم الضحايا الذين وقعوا في هذه القناة لا يجيدون السباحة. وتعتبر هذه اسوأ كارثة تشهدها المدينة التي يعيش فيها نحو عشرة ملايين نسمة منذ اعمال الشغب السياسي المروعة التي وقعت هناك عام 1993 .اذ لحق دمار هائل بالثكنات وبالمنطقة السكنية المكتظة القريبة والمنشآت العامة بعد سلسلة الانفجارات الضخمة. وزار اوباسانجو الثكنات وتعهد بمساعدة عاجلة للمنكوبين وبدء تحقيق عسكري، فيما قال البريغادير جنرال جورج ايمدين قائد لواء ثكنات قاعدة ايكيجا التي دمرتها الانفجارات "انه حادث وليس هناك اي بعد سياسي له"، وقدم اعتذاره نيابة عن الجيش عن الانفجارات وحال الذعر التي سببها. ويتصاعد الغضب ضد الجيش المتهم بتخزين اسلحة في حي مكتظ بالسكان. وطالبت صحف عدة باجراء تحقيق مستقل.