في خريف العام الجاري، أطلقت مرسيدس الألمانية الجيل الخامس من سيارتها أس أل 500 التي قدم الجيل الأول منها وتحديداً طراز أس أل 300 غالوينغ التي تفتح أبوابها باتجاه الأعلى، عام 1954. وجديدة مرسيدس هذه التي قمنا بتجربتها على الطرقات الإيطالية، تحتوي على عدد كبير من تقنيات مرسيدس الحديثة التي تقدم لأول مرة والتي ستحول مهمة التغلب عليها من قبل السيارات المنافسة عملية صعبة... جداً. بعد أن مضى وقت طويل على طراز أس أل الحالي في الخدمة، ارتأت مرسيدس الألمانية أن الوقت حان لتقديم الجيل الجديد من هذه السيارة التي بيعت منها كميات هائلة في شتى بقاع الأرض. لذلك، أعطت الضوء الأخضر الى فريق عملها ليبدأ العمل على وضع رسومات جديدة للجيل الجديد من هذه السيارة، مركزةً في الوقت نفسه أن يحافظ فريق العمل في رسوماته المذكورة على المعالم التصميمية لسيارات الشركة مع التركيز على عدد من العناصر التصميمية الحيوية، شأن تزويد أس أل الجديدة بنية تحتية متطورة جداً تمكنها من توفير متعة قيادة لا تضاهى مع تأمين سلامة نشطة متقدمة جداً تجعل منها موضع حسد صانعي السيارات الرياضية. ولجديدتها هذه، اعتمدت مرسيدس على تصميم متطور يذكر محبي السيارات الرياضية بتصميم طراز أس أل العائد إلى العام 1954 مع التركيز على دعم هذا التصميم بمعالم سيارات مرسيدس الجديدة شأن المصابيح الدائرية الأربعة في الأمام والمصابيح الخلفية المثلثة والمتداخلة مع هيكل السيارة الخارجي، إضافةً الى الخطوط الخارجية المنسابة بنعومة التي أرادت مرسيدس أن تؤكد من خلالها على هوية السيارة الرياضية وعلى انسيابيتها التي درست، حيث جاء التصميم النهائي ليؤكد على أن أس أل 500 الجديدة قادرة على اختراق الهواء بنعومة عالية بغض النظر عما إذا كان سقفها مكشوفاً أم لا. وفي سياق الحديث عن سقف السيارة، نشير الى أن مرسيدس تنوي تزويد سيارتها هذه سقفاً زجاجياً خلال العام 2002، كما نشير الى أن هذا السقف يتحرك كهربائياً باتجاه القسم العلوي من صندوق الأمتعة بلمسة مفتاح، ولا تستغرق عملية الكشف أكثر من 16 ثانية. وفي هذا الإطار، تعلن مرسيدس أن سعة صندوق الأمتعة البالغة 317 ليتراً تتناقص الى 235 ليترًا فقط عند كشف السيارة. تصميم ثوري وكلاسيكي في آن ما أن ينظر المرء الى مقدم أس أل 500 الجديدة حتى يتأكد أنها من صنع مرسيدس الألمانية. فتصميم الواجهة الأمامية يعتمد على الخطوط العامة لسيارات مرسيدس الجديدة ويقوم على أربعة مصابيح أمامية دائرية يتداخل كل اثنين منها ببعضهما البعض وتتوسطهما فتحة تهوية أمامية قوامها أربعة خطوط أفقية عريضة تعلو الصادم الأمامي المدمج الذي يحتوي بدوره على فتحة تهوية مهمتها المساعدة في عملية تبريد مقصورة المحرك، وعلى مصباحين دائريين جانبيين يعملان على نشر النور في حال تكاثف الضباب. أما الجزء السفلي من الصادم الأمامي، فصمم حيث يحوّل مجرى الهواء باتجاهات محددة، الأمر الذي يؤدي الى خفض قوة الرفع التي يتعرض لها المقدم عند القيادة بسرعات عالية مما يرفع من ثبات الجزء الأمامي من السيارة ويوفر لها طابعاً رياضياً. أما خطوط الجوانب، فهي تنساب بنعومة بالغة باتجاه الواجهة الخلفية المرتفعة الأمر الذي يؤكد أن مرسيدس بذلت جهوداً كبيرة في سبيل تحقيق نسبة انسيابية متقدمة من دون التضحية بجمال الشكل وانفرادية الشخصية، سواء كانت السيارة مكشوفةً أم لا. وهنا لا بد من الإشارة الى أن التصميم الناجح للسيارات المكشوفة هو التصميم الذي يلقى الإعجاب، سواء كُشف سقف السيارة أو لا، وهذا أمر لم تكن مرسيدس لتتمكن من تحقيقه لو لم تعتمد على أحدث تقنيات الرسم والتصميم بواسطة أكثر برامج الكمبيوتر تطوراً، وبفضل فريق عملها المتخصص الذي قرر اعتماد الخطوط المقوسة والدائرية لسقف السيارة أيضاً. وطاول هذا النوع من الخطوط أيضاً تصميم الواجهة الخلفية التي زودت مصباحين خلفيين أخذا لنفسيهما شكلاً مثلثاً تداخل مع مساحات المعدن التي تحيط به والتي وضع فريق التصميم فيها مكاناً خصصه للوحة السيارة الخلفية التي يعلوها حرف نافر يحتوي على مصباح توقف وسطي علوي ويلعب دور عاكس الهواء الخلفي ويعمل على زيادة قوة الدفع السفلية على المؤخر عند القيادة بسرعة عالية مما أكسب الجزء الخلفي من أس أل 500 مزيداً من الثبات والتماسك، وعزز طابع السيارة الرياضي من دون التضحية بجمال التصميم. وخلف الشكل الأخاذ، لم تنس مرسيدس عوامل السلامة الخاصة بحماية راكبي السيارة ضد الصدمات من مناطق أمامية وخلفية تتشوه لامتصاص قوة الصدمة وعوارض المعدن المدمجة في أبواب السيارة وإطار زجاجها الأمامي وأحزمة الأمان الفاعلة ومخدات الهواء والقفص المقاوم لانطباق السقف والذي يخرج من مكانه بمجرد أن تقرأ أجهزة الاستشعار أن درجة ميلان السيارة زادت عن حدها و... قدرة كبح عالية... أبرز ما تحتويه أس أل 500الجديدة يتمثل بنظام أس بي سي الثوري الذي يتحكم من خلاله بقدرة كبح السيارة بطريقة إلكترونية وهيدروليكية في آن. فنظام أس بي سي هذا يعمل بالتناغم مع جهازي إي أس بي الذي يتحكم بتوازنالسيارة وتماسكها العام وجهاز أيه بي سي الخاص بالتحكم النشط بالهيكل على توفير أقصى درجات التماسك من دون التضحية براحة التعليق وبالتالي براحة الركاب. ونظام أس بي سي الذي يعمل على توفير قدرة كبح عالية جداً عبر أسلاك إلكترونية باي - واير تقوم بنقل المعلومات بسرعات عالية الى الأجهزة المختصة بعملية الكبح، يعمل عبر مستشعرات خاصة وبمجرد أن ينقل السائق قدمه في شكل فجائي من دواسة التسارع الى دواسة المكابح، على إعطاء أوامره الى نظام الكبح الإلكتروني ليوفر قوة ضغط زيت إضافية داخل أنابيب جهاز الكبح، الأمر الذي يولد بالتالي ضغطاً إضافياً على صحون المكابح الأربعة فيتحول هذا الضغط الى قدرة كبح عالية جداً بمجرد أن يضغط السائق على دواسة المكابح. ومع ارتباط عمل جهاز أس بي سي بكل من أجهزة التحكم بالتوازن وبقدرة الكبح على كل إطار وبجهاز منع انغلاق المكابح عبر وحدة التحكم الرئيسة في السيارة، تعلن مرسيدس أن أس أل 500 الجديدة تتمتع بثبات لا يتوافر في أي من منافساتها، وهو أمر اختبرناه خلال تجربة السيارة حيث أبدت أس أل 500 تماسكاً متقدماً في شتى ظروف القيادة وبغض النظر عن نوعية الطريق وبالأخص عند الانتقال الى الطرقات الجبلية الملتوية والتي أذهلنا تماسك السيارة عند عبورها. ...وقدرة جر أعلى! في مقابل قدرات الكبح العالية جداً، كان لا بد لمرسيدس من أن تزود سيارتها هذه محركاً على مستوى الطموحات. فوفرت لنسخة أس أل 500 محركاً من 8 أسطوانات على شكل 7، تبلغ سعته 5 ليترات 4966 سم3 يمكنها توليد قدرة حصانية عالية تصل الى 306 أحصنة تتوافر عند دوران أقصاه 5600 دورة في الدقيقة. ويرافق هذه القدرة، عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 460 نيوتن/ متر تتوافر عند دوران يتراوح بين 2700 و4200 دورة في الدقيقة. وهذا إن دل على شيء، فهو يشير الى مدى النعومة والليونة اللذين يتمتع بهما هذا المحرك الذي يمكنه على حد قول مرسيدس أن يجر أس أل 500 الجديدة من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 6.3 ثوانٍ ومنها الى سرعة قصوى محددة إلكترونياً ب 250 كلم/س تبعاً للاتفاق الكلامي بين شركات صناعة السيارات الألمانية والقاضي بتحديد السرعة القصوى لكل السيارات الألمانية ب 250 كلم/س عبر رقاقة إلكترونية يمكن للمستهلك أن يبدلها بعد شرائه السيارة. ويتراوح الاستهلاك العام ل أس أل 500 الجديدة في حدود 12.7 ليترًا لكل 100 كلم فقط. وفي هذا السياق، تفيد مرسيدس أن الفضل في ذلك يعود الى خفض الوزن العام للسيارة. فغطاء المحرك والرفاريف الأمامية والأبواب وغطاء صندوق الأمتعة وغيرها من القطع الداخلية شأن التعليق الذي يقوم على تقنية الوصلات المتعددة مصنوع من الألومنيوم غطاء المحرك أخف ب15 كلغ من أغطية المحركات المماثلة لجهة الحجم والمصنوعة من خليط المعادن. كما أن التصميم العام للهيكل الخارجي الذي يتمتع بنسبة جر متقدمة تبلغ 0.29 أقل ب 9 بالمئة من أس أل السابقة يسهم بدوره في خفض استهلاك الوقود، كما يعمل بطريقة غير مباشرة على خفض نسبة الإصدارات السامة الناتجة عن احتراق الوقود داخل المحرك، مع العلم أن هذا الأخير يتطابق مع أكثر قوانين التلوث صرامةً في العالم. السلامة على طريقة مرسيدس معروف عن سيارات مرسيدس تمتعها بعوامل سلامة متقدمة جداً. فإضافة الى تزويد أس أل 500 مناطق هشة في الأمام والخلف مهمتها التشوه في حال حصول حادث ما بغية امتصاص قوة الصدمة وتشتيتها بعيداً عن مقصورة الركاب، زودت المقصورة عوارض معدن ثبتت في الجوانب والأبواب وإطار الزجاج الأمامي لزيادة الحماية الجانبية للركاب. ولمزيد من الحماية، جهزت أس أل 500 هيكلاً مقوًى يتمتع بقدرة التوائية عالية ركّز من خلاله على الصلابة العامة. كما زودت أس ال 500 مخدتي هواء أماميتين تعملان على مرحلتين تبعاً لقوة الصدمة ومخدتي هواء جانبيتين مدمجتين بأبواب السيارة مهمتهما حماية الرأس والرقبة. ومن جهة أخرى، جهزت جديدة مرسيدس هذه مقاعد مدمجة تمتص جزءًا كبيراً من قوة الصدمة، إضافةً الى أحزمة أمان بقدرة شد تدريجي مع مستشعرات خاصة متصلة بقضيب مقاوم للانطباق يظهر من خلف المقاعد الخلفية ليعمل على حماية الركاب في حال انقلاب السيارة على سطحها. ومن ناحية أخرى، لم تغفل مرسيدس عوامل السلامة النشطة. فزودت أس أل 500 الجديدة عدداً من أنظمة السلامة النشطة شأن أجهزة أس بي سي وأيه بي سي وإي أس بي وأيه بي أس ومساعد الكبح وغيرها. [email protected] أبرز التجهيزات القياسية ل اس ال 500 الجديدة مكيف هواء إلكتروني متطور. مصابيح أمامية عاملة بالكزينون. مقاعد مبطنة بالجلد الفاخر. مقود بمفاتيح تحكم متعددة الوظائف. جهاز استماع موسيقي متطور جداً. مقاعد تتحرك كهربائياً مع ذاكرة. جهاز ABC - Active Body Control. جهاز ملاحة إضافي في الشرق الأوسط. نظام إنارة أوتوماتيكي يعمل بمجرد حلول الظلام. جهاز تحكم عن بعد بفتح السيارة وفقلها مدمج بمفتاح السيارة مع ذاكرة لوضعية مقعد السائق. جهاز استماع موسيقي وهاتف نقال بتحكم صوتي. سقف بقدرة كشف أوتوماتيكية. جهاز ESP للتحكم بالتماسك والتوازن.